يحيي عشاق سيدة الغناء العربي وأسطورته، الذكرى الـ42 لوفاتها، وعلى مدار أيام، ينقب محبوها في تاريخها الثري، لاستخراج خباياه، ونشرها على نطاق واسع، ليتعرف عشاق “الست” من كل الأجيال على جوانب أخرى من حياتها، التي ترسخ في الأذهان صورة المرأة الاستثنائية التي أضحت سيرتها محل تقدير وقد يرقى إلى تقديس من قبل كثيرين في هذا العالم من أقصاه إلى أدناه.

مسيرة طويلة من النجاحات المتعاقبة، سجلتها باسمها وحيدة، لا ينافسها على القمة أحد، هي الاستثناء في الحياة، والقمة في الفن، وقيثارة السماء في الموسيقى، والهرم الرابع في مصر.

“أم كلثوم” التي رحلت في شهر فبراير من العام 1975، مازالت أغانيها حية، تجلي عن مستمعيها الهموم، وتحلق بالأرواح إلى الأعالي بعيدًا عن عبث الحياة اليومية، وتبقى القلوب شغوفةً بكل ما يتعلق بـ”الست” حتى لو كان صور تذكر بجلالها، أو كلمات نطق بها لسانها فعلقت بأذهان من سمعوها، أو حتى ما قيل أو كُتِب عنها.

إذا أحس الإنسان أنه قمة وأنه نال وحقق كل ما يريد، فهذا يعني الموت، يعني النهاية”

أم كلثوم

قالت عنهم:

“المفضل عندي هو طه حسين، فكتاباته فيها رقة الشعر وموسيقاه، وكلما قرأت كتابه الأيام  أحسست أنني أمام شاعر موهوب، كلماته غنية بالأنغام، غنية بالأصالة الشعرية، وكتاب الأيام هو في حقيقته مجموعة من القصائد الجميلة البديعة، طه حسين هو الكاتب الشاعر.”

“محمد عبد الوهاب هو مطرب الشرق الأول بلا منازع”

“لا أعتقد أن عندنا صوتًا في جمال صوت عبد الحليم”

“يجب أن نكون شرقيين وموسيقانا شرقية، حتى نثبت للعالم كله شخصيتنا”

ثومة

مع بديعة مصابني “عميدة الرقص الشرقي”

وقد تحدث عن “كوكب الشرق” الجميع، فنانون، وسياسيون، وزعماء، وبسطاء، وجميعهم قالوا عنها “حلو الكلام”.

ملك المغرب السابق الحسن الثاني “وجود أم كلثوم في المغرب بيننا شرف نعتز به”

الحبيب بورقيبة الرئيس الأسبق لتونس “عرفتها وأكبرت فيها مع المقدرة الفنية وقوة الشخصية، والعديد من الخصال جعلت منها سيدة بارزة في مقدمة سيدات العالم المرموقات”

الجنرال والزعيم السياسي شارل ديجول “لقد لمست بصوتك العظيم قلبي وقلوب الفرنسيين جميعًا”

أيضــــــــــــــــــــًا..«الست» التى لم تعرف المستحيـــلا..أم كلثوم التى نصبها المصريون«سيدة مصر الأولى»وعلى أرض فلسطين لقبت بـ«كوكب الشرق»

كيف راَها عظام الأدباء والكتاب؟

“فنانة الشعب التي أعطت فاجزلت العطاء، وقدمت فبذلت بسخاء، ومن خلال صوتها أذابت روحها، ووهبتها لخير وطنها، عاشت عدة أعمار فنية، كانت فيها همزة الوصل بين أجيال وأجيال انها نسيج نادر لا يجود به الدهر إلا بعد أجيال وأجيال”

الأديب “يوسف السباعي” ووزير الثقافة الأسبق

“لم تُهاجم فنانة في مصر كما هوجمت أم كلثوم، نشرت عنها القصص والأكاذيب.. ألف عنها الأكاذيب.. أطلقت الشائعات، ولكن كل الطوب والأحجار التي ألقيت عليها لم تهدم الهرم بل زادته ضخامة”

الصحافي والكاتب الكبير “مصطفى أمين”

“أم كلثوم تؤدي كل قصيدة وكل أغنية وكل لحن الأداء الكامل إنها صفة الفنان الأصيل”

الأديب “توفيق الحكيم” والملقب برائد المسرح العربي

“أم كلثوم بصوتها النادر في امتيازه سواء في الجمال أو في سلامة نطق اللغة العربية ساهمت عندما غنت القصيدة في إثبات جمال اللغة وطواعية موسيقاها حتي في أصعب الكلمات لموسيقي الغناء، وكان لصوتها فضل في انتشار الشعر العربي علي ألسنة العامة والخاصة”

عميد الأدب العربي “طه حسين”

“إن مزية أم كلثوم بعد كل ما سمعته من أغانيها أنها المطربة الموهوبة التي أثبتت أن الغناء هو فن عقول وقلوب، وليس فن حناجر وأفواه فحسب. فهي تفهم ما تغنيه، وتشعر بما تؤديه وتعطي من عندها نصيبًا وافيًا إلي جانب نصيب المؤلف والملحن فيقول السامع بحق.. آه”

الأديب والمفكر والشاعر “عباس محمود العقاد”

في عشقها نظموا أشعارًا

امتدح سيدة الغناء العربي العديد من الشعراء من كافة أنحاء الوطن العربي، فيما يزيد عن 80 قصيدةً بحسب ما أورده الباحث المصري إبراهيم عبد العزيز أبو زيد في كتابه “أم كلثوم في الشعر العربي”.

ومن بينهم؛ جبران خليل جبران، الذي قال في جانب من قصيدته “أنت نابغة الزمان. بلغت من عليائه ما ليس يبلغ بالأماني”

وأمير الشعراء “أحمد شوقي” عبر عن إعجابه بها في قصيدة، قدمها إليها كهدية قائلًا “إنها من وحيك” وفي مطلعها:

سلوا كئوس الطلى هل لامست فاها

واستنجدوا الراح هل مسّت محياها

هيفاء كالبان يلتف النسيم بها

وينتهي فيه تحت الوشي عطفاها

وبعد وفاته، غنت “أم كلثوم” القصيدة بعد إجراء تعديلات عليها.

أيضًا من بين الذين امتدحوها عبر الشعر، “عباس محمود العقاد” الذي كتب قصيدة عنوانها “كوكب الشرق” احتفاءً بعودتها من مستشفى البحرية الأميركية، بعد أن أجرت عملية الغدة الدرقية عام 1949، واستهلها بـ” هلل الشرق بالدعاء – كوكب الشرق في السماء”.

وكتب الأديب الشعبي “بديع خيري” زجلًا يتغزل في فنانة الشعب كما لُقِبَت، وقال فيه:

مين هو كلثوم ده يا بخته .. اللي انتي إسمًا تبقي أمُّه

واللي انتي فعلاً ولا أخته .. ولا بنت خاله ولا عمُّه

ومن رواد الشعر الحر، كتب الشاعر العراقي “شاكر السياب”، قصيدة بعنوان “أم كلثوم والذكرى”، التي بدأها بـ”وأشرب صوتها.. فيغوص من روحي إلى القاع – ويشعل بين أضلاعي غناء من لسان النار، يهتف.. سوف أنساها وأنسى نكبتي بجفائها وتذوب أوجاعي”

أيضــــــــــــــــًا.. أم كلثوم – أول امرأة تجلس على مقعد نقيب الموسيقيين

الموسيقي الوحيد الحاصل على “نوبــل”.. لا يعرف من فنانين الشرق الأوسط سواها

المغني والشاعر الأمريكي “بوب ديلان” الذي بلغت شهرته عنان السماء، في ستينيات القرن الماضي، هو الثائر الشعبي الذي استخدم الموسيقى أداةً للتعبير عن الغضب والاحتجاج، إلى درجة أن ارتبطت أغانيه بالحركات الاحتجاجية التي يقودها الشباب، وأخيرًا حصد جائزة نوبل للسلام في عام 2016، ليكون أول موسيقي في العالم يحصد الجائزة الأرفع في العالم.

هذا الفنان الشهير، عندما سؤل عن الموسيقى الشرق أوسطية، في عام 1978 في حوار أجراه لموقع interferenza، أجاب بأنه يعرف أم كلثوم، التي يعتبرها أشهر مطربي الشرق الأوسط، بمعنى الشهرة العالمية، وأضاف “هي ميتة الاَن لكنها فنانة عظيمة .. عظيمة حقًا.”