عرفت مصر قبل اَلاف سنين النساء قائدات للجيوش، لكن بعد زمن طويل، وتفشي الأنظمة الذكورية، وتحول الجيش إلى ملكية خاصة للرجال، أضحى دخول النساء إلى دوائره وفرقه إنجازًا، في ظل هذه الهيمنة.

وفي 1948 نالت امرأة مصرية لأول مرة لقب «ضابط» بالجيش، وكانت أيضًا أول سيدة مصرية تحصل على رتبة «ملازم أول»، فضلًا عن ذلك كانت أول مصرية تحصل على نوط الجدارة والاستحقاق من الملك “فاروق” اَخر ملوك مصر.

“ابتسامات عبد الله” بين المتطوعات

قرأت «ابتسامات محمد عبد الله» في عام 1947 إعلانًا في إحدى الجرائد للهلال الأحمر يطلب فيه متطوعين، فسارعت بالتقدم بأوراقها، وبعد قبولها درست التمريض لمدة سنة كاملة، بعد ذلك عرفت الفتاة ذات الـ23 ربيعًا، عبر إعلان اَخر أن القوات المسلحة تطلب 75 متطوعة بالقسم الطبي، وكان الانضمام للجيش حلمًا بالنسبة لها، وذهبت بأوراقها رغم معارضة أسرتها، اَملةً أن يتحقق مرادها، وهو ما حدث بعد مقابلة شخصية أجريت معها في مستشفى كوبري القبة العسكري، لتصبح أول امرأة تنضم للقوات المسلحة، لكونها أول فتاة تم قبولها بين المتطوعات، وأول اسم في سجل المقبولات.

خضعت “ابتسامات” للتدريب لمدة 45 يومًا، وبعد ذلك بفترة وجيزة وتحديدًا في مايو من العام 1948، انتقلت إلى المستشفى الميداني في غزة بعد أن اشتدت حرب فلسطين، مع 12 طبيبًا مصريًا.

وبعد فترة جاء قرار عودة المتطوعين، وكان ذلك قبل شهر رمضان بأيام قليلة، لتُفاجأ بدعوتها لحضور حفل إفطار بالقصر الملكي، وحينها احتفى بها الملك فاروق وبمجهودها في غزة، ومنحها نوط الجدارة والامتياز المرصع بالذهب لتصبح أول امرأة تحصل عليه.