بطلات رياضيات أضاءت إنجازاتهن صحيفة عام 2016 في مصر
أيام قليلة ونودع نهائيًا هذا العام، الذي شهد الكثير من الأحداث على مختلف الأصعدة، سياسية واقتصادية واجتماعية ورياضية، وعرفت هذه النواحي مكاسب وخسائر بدرجات متفاوتة، وكما عرف العام الكثير من الإخفاقات، شهد على العديد من الإنجازات، وكان للنساء نصيب لافت منها، وتمكن من تحقيقها على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يواجهنها في ظل ضعف الإمكانيات من ناحية، وتحت مظلة مجتمع يعاند نجاح المرأة من ناحية أخرى، إلا أن الإنجاز لم يُبعِد عنهن التحديات المجتمعية، بل ظلت ترافقهن.
صاحبات الإنجازات في المجال الرياضي على وجه الخصوص، هن من نود أن نتذكرهن ونذكر بهن قبل نهاية العام، لأنهن واجهن خلاله العديد من الضغوط والتحديات والتبخيس لمنجزاتهن، وفي السطور التالية نستعرض عدد منهن وما حققنه خلال العام.
«نور الشربيني» .. أول مصرية تتصدر قائمة لاعبات العالم في الإسكواش
منتخب السيدات للإسكواش يتوج ببطولة العالم للمرة الثالثة في تاريخ مصر
«رنيم الوليلي» تنتزع من رفيقاتها المصريات عددًا من البطولات الدولية
هي أصغر لاعبة مصرية تفوز ببطولة العالم لليسدات للاسكواش، وأول مصرية تتصدر قائمة لاعبات العالم في الإسكواش وهي مازالت لم تتجاوز الــ20 عامًا، وعلى الرغم من عظم الإنجاز، إلا أن هناك من لم يلتفتوا إليه ويثمنونه، وراحوا ينتقدون قصر تنورتها الرياضية بجهل شديد وخواء عقل مثير للاشمئزاز.
ومع ذلك الصوت الأعلى كان لمنجزها، واحتفى بها كثيرون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الإعلامية على اختلافها، وأصدر القومي للمرأة بيانًا اعتبر فيه الإنجاز الذي حققته “الشربيني” نصرًا كبيرًا للمرأة المصرية في الميدان الرياضي، واستقبلتها إدارة مطار برج العرب البطلة فى صالة كبار الزوار عقب عودتها من ماليزيا، حيث عقدت البطولة.
بعد شهور، توجت “الشربيني” مع منتخب مصر للسيدات ببطولة العالم للفرق في الإسكواش التي أقيمت بفرنسا، وزاملها في المنتخب “رنيم الوليلي”، و”نوران جوهر” و”أمينة عبد القوي”، ليحققوا إنجاز عرفته مصر مرتين فقط من قبل.
هؤلاء البطلات أنفسهن، واجهن بعضهن البعض في عدد من البطولات الدولية، ليتربعن وحدهن على عرش تلك اللعبة، فقد حصدت “رنيم الوليلي” لقب بطولة الأهرام الدولية للإسكواش، عقب فوزها على “نور الشربيني” بثلاث مجموعات مقابل مجموعتين في النهائي، ونجحت “الوليلي” أيضًا في انتزاع لقب بطولة وادى دجلة الدولية للاسكواش للسيدات، بعد تغلبها على “نوران جوهر” بنتيجة ثلاثة أشواط مقابل شوط، في المباراة النهائية.
بطلات مصر في ألومبياد ريو
«سارة سمير» لم تشفع لها ميداليتها أمام البيروقراطية
واجهت بطلات مصر في أولومبياد ريو دي جانيرو التي أقيمت خلال شهر أغسطس الماضي، تحديات كثيرة، بداية من الإمكانيات المحدودة، مرورًا بنظرة المجتمع لهن كفتيات، وصولًا إلى ملابسهن الرياضية خلال فعاليات الدورة الأوليمبية، وصولًا إلى عدم محالفة أغلبهن الحظ في الحصول على ميداليات.
وقد شاركت 37 لاعبة من أصل 121 لاعب هم قوام البعثة المصرية، أي بنسبة 30.5 في المئة، ومن بين الثلاث ميداليات التي حصدتها مصر خلال الدورة اثنتين للاعبتين هما “سارة سمير” في لعبة رفع الأثقال و”هداية” ملاك في لعبة التايكوندو.
وضمت قائمة المشاركات الــ37 كل من؛ فاطمة الشرنوبي في ألعاب القوى، وفي كرة الطائرة الشاطئية دعاء معوض ودعاء الغباشي، وفي السلاح هناك نورا محمد وندى حافظ، وفي الغطس يأتي كل من؛ مها خالد ومها عبد السلام، وفي السباحة فريدة عثمان وريم قاسم، وفي الرماية شيماء حشاد وهدير مخيمر وعفاف الهدهد، وفي تنس الطاولة شاركت دينا مشرف ونادين الدولتلى ويسرا عبد الرازق، وتأتي سارة سمير وشيماء أحمد وإسراء السيد في رفع الأثقال، أما التايكوندو، شاركت هداية أحمد وسهام الصوالحي، وبالنسبة للمصارعة نجد سمر عامر وإيناس مصطفى، وفي رياضة القوس والسهم شاركت ريم منصور، وفي الخماسي الحديث هايدي مرسي، أما ابتسام زايد فتأتي ضمن منافسات الدراجات، وفي التجديف نادية نجم، ومنة الله حسن في رياضة الزوارق، ثم يأتي الجمباز الفني بمشاركة شرين الزيني، فيما ضم فريق السباحة التوقيعية تسعة لاعبات، هن؛ سامية أحمد، ودارا حسنين، وناريمان عبد الحفيظ، وليلة عبد المعز، وسلمى نجم الدين، وندى سعفان، ونهال سعفان، وجومانا المغربي ونور الأيوبي.
وتأتي”سارة سمير” التي فازت بالميدالية البرونزية في هذه الدورة، في لعبة رفع الأثقال، على رأس قائمة من واجهن تحديات قبل البطولة وبعدها، فقد حالت البطولة دون تمكنها من أداء اختبارات الثانوية العامة، ولأن البيروقراطية لا تفرق بين بطل ودون ذلك، فقد مارست وزارة التربية والتعليم تعنتًا غير مبرر تجاه هذه البطلة، ورفضت تشكيل لجنة خاصة لها في امتحانات الثانوية العامة عقب عودتها من بطولة الألعاب الأوليمبية، لينتهي الأمر بإقرار رسوبها، وإعادة السنة الدراسية مرة أخرى.
أما الجدل الأكبر صاحب الفريق المصري للكرة الشاطئية للسيدات، فلم ينظر تقريبًا الأعم الأغلب من المصريين، إلى أداء اللاعبات، أو إصرارهن، لكن نظروا إلى ملابسهن، فقد ظهر عدد منهن يرتدي الحجاب، في المباراة التي جمعتهن بالمنتخب الألماني، الذي ارتديت لاعباته البكيني، وتحولت الأنظار إلى قضية الملبس، إذ رفض البعض ملابس الفريق المصري واعتبر أن الحجاب ثقافة دخيلة على المجتمع، وفي المقابل احتفى آخرون بظهور اللاعبات المحجبات بالمسابقات الدولية منتقدين ضيق ملابسهن التي تؤدي لاهتزاز أجسادهن أمام عدسات الكاميرات والحضور، ولم يخرج حيز النقاش عن هذه الحدود، إلى حد أن برامج حوارية خصصت فقرات لمناقشة الأمر.
بطلات بارلمبياد ريو.. القدرات الخاصة لا تعيق «التفوق»
في الوقت الذي حققت فيه مصر ثلاث ميداليات برونزية فقط في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، استطاع أبطال مصر من ذوي القدرات الخاصة، حصد 12 ميدالية في دورة الألعاب البارالمبية التي انعقدت بعدها مباشرة في ريو دي جانيرو، ذهبت 5 منها لنساء استثنائيات تمكن ببراعة من تطويع قدراتهن الخاصة لصالحهن.
حصدت واحدة منهن الميدالية الذهبية في منافسات رفع الاثقال، وهي “راندا تاج الدين”، فيما ذهبت فضيتان إلى كل من “رحاب أحمد” و”فاطمة عمر التابعي” في رفع الأثقال أيضًا، وأخيرًا برونزيتين في نفس اللعبة، وهما لـ”اَمال محمود” و”أماني الدسوقي” التي رغم فقدها لأبيها قبل أيام من إنطلاق البطولة إلا أن ذلك لم يهزم إرادتها، ولم يحرمها من فرحة الحصول على ميدالية في منافسات البطولة البارليمبية.