«التــــاء المربوطة» تستحوذ على اهتمام الإعلام.. و«هـــي تناضل» الأكثر دعمًا للحقوقيات والناشطات.. و«أنا مانسيتش» تصدح بأوجاع الناجيات من الختان

يشارف العام الحالي على الانتهاء، لنطوي صفحته الأخيرة بعد أيام وشهور غمرها انتهاكات بالجملة ضد المرأة، وواجهها ناشطون وحقوقيون وحتى أفراد عاديون بحملات أغلبها إلكترونية كرد فعل على الإيذاء اللفظي الذي غلب هذه السنة.

وعلى الرغم من أن حملات مناصرة المرأة أو مناهضة العنف ضدها، في عددها هذه السنة أقل بكثير من السنوات السابقة منذ إندلاع ثورة يناير 2011، إلا أن كثير منها كسر الصمت، وتحدى التقييد المفروض  على المطالبات المتعلقة بــ”حقوق” سواء كانت للإنسان عمومًا أو للمرأة خصوصًا.

ومن بين أبرز الحملات التي انطلقت خلال عام 2016:

“التاء المربوطة..سر قوتك”

أطلقها المجلس القومي للمرأة في شهر يونيو الماضي، وتحديدًا خلال شهر رمضان، من خلال حملة إعلانية تليفزيونية على قناة “القاهرة والناس” وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي حملة توعوية تحفيزية، تبناها المجلس بدعم من صندوق الأمم المتحدة للإسكان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبالتعاون مع الحكومة السويدية.

وتهدف هذه الحملة كما أوضحت “مايا مرسي” رئيس المجلس، إلى التركيز على حماية وتمكين المرأة في المجتمع المصري من خلال مشاركتها في جميع القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذلك تحث الحملة النساء على تحطيم كافة العقبات والقيود التي تقف عائقًا أمام تحقيق أحلامهن وطموحاتهن، وتدفعهن إلى عدم الاستسلام لنظرة المجتمع النمطية تجاه دور المرأة والعمل على تغييرها بالتحدي.

وتستخدم الحملة في كافة إعلاناتها المذاعة على الفضائيات حاليًا، شعار “ماتخليش الــ”ة” تربطك .. لأن الـ”ة” ‫ سر قوتك”.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن عدد من الفنانين والإعلاميين دعمهم للحملة، من خلال التصوير حاملين شعار “التاء المربوطة”، ومن أبرزهم؛ إسعاد يونس، بشرى، كندة علوش، مها أبو عوف وأحمد فهمي.

واَخر نشاطات الحملة التي اختتمت العام، كانت أغنية بعنوان  “نور” لزاب ثروت وأمينة خليل، وجاءت في إطار الــ16 يومًا الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة (25 نوفمبر – 10 ديسمبر)، وقد تعدى عدد مشاهداتها خلال الــ 24 ساعة الأولى لعرضها على موقع يوتيوب، المليون.

“قصتها”

حملة أطلقتها بوابة المعرفة للتمكين الاقتصادي التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة مع موقع ويكيبيديا في أغسطس الماضي تزامنًا مع اليوم العالمي للشباب الموافق 12 من الشهر، وذلك بهدف التوعية بأهمية توثيق تاريخ النساء والمشاركة الفعلية في زيادة وتطوير المحتوى المتعلق بالنساء على ويكيبيديا، من خلال متطوعين من الشباب والشابات.

امتدت الحملة حتى 25 نوفمبر، الذي يوافق اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، ومعه بدأت الحملة مرحلةً أخرى بالتوازي مع الــ16 يومًا الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، ركزت بشكل أساسي على إدماج المتطوعين من النساء والرجال في الكتابة عن شخصيات نسائية ملهمة وتناول قضايا المرأة على ويكيبيديا سعيًا لتضييق الفجوة المعرفية بين الجنسين وتعريف العالم بإسهامات النساء، مما يساعد على التغلب على التحديات والصور النمطية التي تعوق تقدمهن.

وتضمنت الحملة عدة فعاليات منها سلسلة ورش للكتابة الجماعية، ولقاءات مع الشخصيات النسائية الملهمة وعرض قصصي مصور عن إنجازاتهن.

“أمانها أمانك”

أطلقت مبادرة “أمان” المنبثقة عن مركز مساواة للاستشارات والتدريب؛ المعنية بمناهضة العنف الجنسي ومكافحة التمييز ضد المرأة؛ بالتزامن أيضًا مع الــ16 يومًا الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، حملة توعوية للحد من انتهاكات العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء المصريات، وعملت الحملة على مستويين، الأول هو نشر المواثيق والاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة والإنسان للتأكيد على أن تلك الحقوق غير قابلة للتفضيل أو المساومة أو الإنكار، والثاني هو الكوميكس، أو القصص المصورة، التي باتت الطريقة المفضلة للمصريين على مواقع التواصل الاجتماعي للنقد والسخرية من موقف ما أو شخصية أو حتى حالة.

القائمون على الحملة، اختاروا صورًا من الأفلام المصرية وأعادوا تركيبها عبر برامج تعديل الصور، مع كتابة جمل بديلة للتي قالتها الشخصيات السينمائية، وجاءت جميعها في سياق السخرية من المتحرشين، وتوجيه اللوم لهم، أو التعريف بالعقوبات المقرة بالقانون جراء أفعالهم.

“هي تناضل”

حملة دشنها مركز هردو لدعم التعبير الرقمي، في 25 نوفمبر الماضي، على مواقع التواصل الاجتماعي، دعى من خلالها، الناشطين والناشطات على هذه المواقع، إلى التدوين عن حكايات النساء اللاتي يرون فيهن إلهامًا أو نضالاً، وأيضًا النساء اللاتي وقع استهدافهن من الجهات الأمنية بسبب أنشطتهن في المجال الحقوقي، وبالتحديد فيما يخص قضايا المرأة، بداية من المضايقات والتهديدات وصولًا إلى أوامر المنع من السفر  والتحفظ على الأموال، وأحيانًا الاعتقال، وتجاوب مع الحملة الكثيرون، ونشرت الحملة عبر صفحاتها العديد من الملصقات التي تعرف بتاريخ مجموعة من الحقوقيات والناشطات النسوية وإنجازاتهن عبر السنوات.

“هي والمنصة”

حملة أطلقها كل من مؤسسة نظرة للدراسات النسوية ومركز قضايا المرأة المصرية في أغسطس الماضي، بغية تسليط الضوء على إشكالية غياب النساء عن العديد من المناصب القضائية، مما يعد إخلالًا بمبدأ تكافؤ الفرص وانتهاكًا لاستحقاقات النساء الدستورية التي تتضمن مشاركتهن في دوائر صنع القرار على وجه العموم، وتهدف الحملة إلى وضع هذا الطلب على قائمة الأولويات السياسية الحالية داخل مؤسسات الدولة والهيئات والجهات القضائية وكذلك مجلس النواب؛ كما ترمي الحملة إلى تمكين النساء من الوصول إلى كافة المناصب القضائية عن طريق ترقي السلم القضائي أسوة بأقرانهن من الرجال؛ وقد شارك عدد من الشخصيات العامة في الحملة، من بينهم؛ النائبة “نادية هنري” والنائبة “منى منير”،  عبر مقاطع مصورة، أكدتا فيهما، دعمهما الكامل لحق النساء في الوصول إلى كافة المناصب القضائية.

وقالت النائبة “نادية هنري” عضو تكتل 25-30، إن غياب النساء عن ساحة القضاء يعتبر ردة في المجتمع المصري، فالقانون لم يمنع ولم يصرح بأن هذا العمل خاص بالرجال وحدهم، وأضافت أنه طبقًا للاتفاقات والمواثيق التي وقعت عليها مصر، فإن المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز أمر حتمي.

أما النائبة “منى منير”، أوضحت أن عدد المواد الواردة في الدستور المصري تؤكد حق المرأة في المساواة في مختلف المناحي، إلا أن حراس العدالة في إشارة إلى مجلس الدولة مازالوا يرفضون عمل المرأة كقاضية، لافتة إلى أن وجود 63 قاضية لا يكفي لأن أغلبهن لسن قضايات على المنصة، وهناك دوائر قضائية لم يعين فيها.

“أنا مانسيتش” أو “حكاوي الختان”

جاءت هذه الحملة كرد فعل على التصريحات المغلوطة التى جاءت على لسان النائب وعضو لجنة الصحة بالبرلمان “أحمد الطحاوي” التي أدعى فيها وجود حديثين صحيحين في السنة يوجبان الختان للأنثى، وزعمه أن ترك الأنثى بلا ختان غير صحيح؛ ولذا أطلق مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي حملة مكثفة لمناهضة ختان الإناث بعنوان “حكاوى الختان” وشعارها (أنا مانسيتش) ولعل أبرز أنشطة هذه الحملة؛ جمع شهادات لعدد من الناجيات من عملية الختان يحكين عن تجاربهن مع الختان وآثاره السلبية على حياتهن الجنسية والبدنية والنفسية.

https://youtu.be/NBVnYJ3_vZ4

“بتحصل”

أطلقها عدد من المنظمات الحقوقية، وهي؛ نظرة للدراسات النسوية ومركز النديم علاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب ومؤسسة المرأة الجديدة ومؤسسة قضايا المرأة بالتعاون مع معهد جوتة، لتسليط الضوء على عدة جوانب تتعلق بـــ”جريمة الاغتصاب في المجالين العام والخاص”، مثل الآثار النفسية التي تعاني منها الناجيات وإشكاليات المنظومة الطبية والخدمات المقدمة لهن، وقصور التعريفات القانونية التي تهدر حق الكثير من ضحايا هذه الجريمة.

واعتمدت هذه الحملة في فعالياتها على نشر مواد مصورة ومرئية وعرض أفلام ومعلومات تتناول قضية الاغتصاب في مصر من مختلف الجوانب، وكذلك نفذت  بالتعاون مع مشروع بصي عرض حكي بعنوان “غصب” قدم قصصًا واقعية وتجارب شخصية ترتبط بالعنف الجنسي.

“عاوزين الشارع أمان”

أطلقتها مبادرة “أمان” بالتزامن مع عيد الأضحى، الذي عُرِف لسنوات بأنه أحد مواسم انتشار التحرش الجنسي في الشوارع خاصة منطقة وسط البلد، وتمكنت هذه الحملة من حصد متابعات ومشاركات العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر التدوين والزقزقة أو نشر صورهم يحملون لافتات مدون عليها عنوان الحملة.

 

  • حملات فرعية:

حملة “كوني”

انطلقت بجامعة المنيا، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ، في ضوء الـــ16 يومًا الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة”، وجاءت كأحد فروع الحملة الأكبر «التاء المربوطة سر قوتك» باشتراك 25 طالب وطالبة من داخل الجامعة، بهدف التوعية بصور العنف القائم على النوع الاجتماعي (الجندر) وسبل مناهضته داخل المجتمع.

حملة “جسدي وحدي”

وهي حملة مصغرة أطلقتها مؤسسة نظرة للدراسات النسوية، في إطار حملة “يوم واحد.. نضال واحد” وهي حملة عالمية يطلقها تحالف الحقوق الجسدية والجنسية في المجتمعات الإسلامية، واستمرت فعالياتها على مدار يوم واحد وهو 9 نوفمبر الماضي، وطرح الحملة إشكالية “أجساد النساء من منظور نسوي تحليلي”، ورمت الحملة إلى مناقشة وتحليل الدور الذي تلعبه المؤسسات المجتمعية والسياسية المختلفة في التحكم في أجساد النساء، وكيفية تتعامل المؤسسات الأبوية مع أجسادهن بشكل يومي وذلك من الناحية الطبية والنفسية، ومن منظور الفنون والآداب المعاصرة.

أقامت المؤسسة يومها ندوة تحمل اسم الحملة، كما استمر التدوين والزقزقة عبر هاشتاج #جسدي_وحدي و #يوم_واحد_نضال_واحد، على مدار 24 ساعة، علاوة على نشر مقالات لناشطات نشويات عن قضية أجساد النساء والتحكم فيها في ظل المجتمع الأبوي، على موقعي “ولها وجوه أخرى” و”مصريات”.

إطلعوا على عدد من مقالات حملة “جسدي وحدي .. يوم واحد من النضال”