المعهد العالي للفنون المسرحية، تأسس قبل نحو 76 سنةً، باسم المعهد العالي لفن التمثيل، لكنه لم يستمر سوى سنةً واحدة، بعد أن أصدر وزير المعارف العمومية حلمي عيسى عام 1931 قراره بإغلاقه، لأنه يخالف التقاليد والعرف السائد في نظم التعليم، ولم يعاد افتتاحه إلا في 1944، على يد الفنان زكي طليمات الذي أضحى أول عميدًا له، وحدد مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات فقط، ومع تقدم الزمن أصبحت 4 سنوات.

عند التأسيس الأول في 1930، نشرت جريدة “الأهرام” إعلانًا، عن إنشاء معهد التمثيل الأول، متضمنًا شروط وزارة المعارف للالتحاق به، وأبرزها؛ أن يكون الطلاب المتقدمين حاصلين على شهادة البكالوريا أو من حملة الشهادات العليا، وأن يجتازوا اختبارات القبول بالمعهد، عن طريق أداء مشاهد تمثيلية يختارها المتقدم، حتى تستوثق الإدارة من استعداده لتلقي الدراسات الفنية.

عمدت وزارة المعارف حينذاك إلى تشجيع الفتيات على الالتحاق بالدراسة في المعهد الجديد، من خلال الإعلان عن منح كل طالبة تلتحق به مكافأة قدرها ثلاثة جنيهات، وكان وقتها مبلغًا كبيرًا يعادل راتب موظف حكومي.

فبادر عدد من الفتيات الشغوفات بفن السينما بالتقدم، وأعلن في النهاية عن قبول 20 طالبة وطالب، 10 منهم طالبات، وأبرزهن؛ زوزو حمدي الحكيم وروحية خالد ورفيعة الشال، اللواتي أضحين من أشهر الممثلات لاحقًا، لكن جميع الطلاب لم ينتقلوا إلى الصف الثاني بعد قرار الغلق، الذي خلق معركةً جديدة من معارك التنوير، وأثار جدلًا واسعًا في المجتمع وقتذاك.

بعد 10 سنوات من افتتاح المعهد، طالب “طليمات” بإغلاق المعهد، وبرر ذلك في حوار إذاعي: “إحنا عملنا المعهد لما كنا في أشد الحاجة إلى وجوه جديدة تجمع بين العلم والمعرفة والمستوى الأدبي والاستعداد للتمثيل، لكن ما حدث بعد ذلك أن أصبح عدد الممثلين كثيرين وأصبح خريجي المعهد يعملوا كشافين في جمرك المطار.”