بعدسته يواجه «زواج القاصرات».. جلسة تصوير لــ«جهاد سعد» شعارها «ليس حياة جديدة بل خروج منها»
عندما يصبح الفن وسيلة مهمة لرفع الوعي، هذا ما طرحته إحدى القصص المصورة، التي جسدت صورة من صور الانتهاكات التي تتعرض لها الفتيات في المجتمع المصري، وهى “زواج القاصرات”، في إطار الاحتفال بالشهر البرتقالي (نوفمبر)، الذي يشمل اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، ويقدمها “جهاد سعد” مؤسس صفحة “روبابيكيا” للتصوير الفوتوغرافي، وقد لاقت القصة تفاعلًا جماهيريًا كبيرًا.
جهاد سعد البالغ من العمر 31 عامًا، الذي احترف التصوير الفوتوغرافي منذ 6 سنوات، وبرزت موهبته بعد ثورة الــ25 من يناير، يتحدث إلى “ولها وجوه أخرى” عن قصته المصورة الأخيرة التي تناولت ظاهرة زواج القاصرات.
ويقول “لقد وقع اختياري على هذا الموضوع، لكونه أحد أبرز أشكال العنف ضد المرأة، والانتهاك الأكثر قسوة، وتعديًا على حقوقها وعلى براءة الطفلة وحقها في التعلم والترفيه والرعاية، بالإضافة إلى ما يترتب عليه من اَثار جسيمة على صحتها النفسية والجسدية.”
ويتابع ” التحضير لجلسة التصوير استغرق شهرين، واستلهمت الفكرة، في ظل انتشار الأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة بشان خطبة طفلين بالدقهلية وزواج اَخرين.”
ويكشف “سعد” أنه استعان بفتاة قاصر تبلغ من العمر 17 عامًا، لتكون بطلة القصة المصورة، وتميزت بقدرتها على إصدار التعبيرات والانفعالات الحقيقية بالصور، مشيرًا إلى أنه لم يستخدم في المكياج سوى الكحل وقلم الروج الأحمر، الذى يعكس انتهاك براءة الطفلة على حد قوله.
ويوضح “سعد” أن القصة المصورة جاءت معبرة عن القضية بطريقة رمزية، فالعصا ترمز للرجل العجوز الذي يتم تزويج الفتيات له والمنتشر في مناطق مثل الجيزة والحوامدية، أو بيع البنات للأثرياء العرب في موسم الصيف، أما الصورة التي حملت تعليقات عديدة عن الكفن الذي تلفحت به الفتاة، كان رسالة أخيرة لكل أسرة تفكر في تزويج بناتها وهن قاصرات، ومفادها أن الزواج ليس دنيا وحياة جديدة كما يتم الترويج وإقناع الفتاة، بل هو قتل وخروج لها من هذه الدنيا.
ويطالب “سعد” بضرورة رفع الوعي من خطورة زواج القاصرات، مؤكدًا ضرورة تكاتف جهود مؤسسات الدولة والإعلام والمجالس القومية المتخصصة في رعاية حقوق المرأة والطفل، والإعلام والفن، بالإضافة إلى سرعة سن تشريعات رادعة تعاقب الأبوين الذين يقدما على تزويج البنات القصر، ومعاقبتهم بالسجن، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، فضلًا عن تشديد الرقابة على المأذونين أو المحامين الذين يحررون ويوثقون عقود هذا الزواج المشين الذى يقتل الفتيات.