في الولايات المتحدة تحدد قوانين الزواج حسب الولاية

معظم الولايات تحدد 18 سنًا أدنى للزواج ولكن جميعها يفتح الباب أمام “استثناءات”

ست ولايات على الأقل تسمح بزواج الفتاة تحت 16 عامًا

الغالبية العظمى من الناس، سواء كانوا مهتمين بحقوق المرأة والطفل، أو غير عابئين بهذه القضايا، يدركون أن زواج القاصرات، ينتشر بقوة في دول أفريقيا تحديدًا، وبعض دول اَسيا وشرق أوروبا.

بينما يعلم قليلون بحقيقة انتشار زواج القاصرات في عدد لا بأس به من الدول المتقدمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وفقًا لتقرير منشور بجريدة نيويورك تايمز الامريكية (عام 2015)، فإن جميع الولايات تسمح بزواج القاصرات أو بالأحرى الأطفال من الجنسين (أقل من 18 سنةً)، إذ تحقق واحد من ثلاثة شروط، وهي؛ إذ كان القاصر أو القاصرة “أحرارًا” بمعنى أنها قد استقلا عن ذويهم، أو إذ كانا يبلغان من العمر 16 سنةً أو أكثر وبموافقة الوالدين، أو إذا وافق القاضي.

وليس إلزامًا توفر الشروط الثلاثة، فتوفر واحد منها على الأقل يجعل الزواج قانونيًا.

وفي حالة موافقة الوالدين، لا توجد وسيلة لتحديد ما إن كان الزواج رغبة كاملة من الفتاة أم أنهما قد أرغماها على ذلك.

يذكر أن القوانين التي تمنع «الزواج القسري» سواء لقصر أو لبالغين، تقتصر على تسع ولايات فقط وهي؛ كاليفورنيا، ميسيسبي، ماريلاند، مقاطعة كولومبيا، وفيرجينيا، وفرجينيا الغربية، ونيفادا، وأوكلاهوما، ومنيسوتا، والجزر العذراء الأمريكية.

ولكن بحسب مركز العدالة “تاهيره”، فإن هذه القوانين مصممة لأغراض أخرى غير منع الاَباء والاَمهات من إجبار بناتهم على الزواج، لأن بعض القوانين أو تعديلاتها تعالج الزواج القسري في سياق “الاتجار بابشر” فحسب، ووفق هذه القوانين الجنائية لم يسبق وتمت مقاضاة اَباء بشأن الزواج القسري.

وللاستدلال على صحة ما يتبناه “تاهيره”، فإن ولاية مسيسبي تسمح بزواج الفتاة البالغة من العمر 15 عامًا، فيما تسمح ماريلاند بزواج الفتاة في الـ16 من العمر في حال الحصول على موافقة قضائية.

وبفضل الجهود المتواصلة من قبل هذا المركز، حظرت ولاية فرجينيا زواج القاصرات في الأول من يوليو الماضي، مع استثناء الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 وهم “أحرارًا” أي استقلوا عن ذويهم.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لوزارة الصحة في ولاية فرجينيا، فقد تزوجت 4500 طفلة (تحت سن 18) منذ عام 2004 وحتى 2014،  200 منهن تحت سن 15، وكانت الصدمة الأكبر خلال مناقشة هذا التشريع، هو الكشف عن أن 13 طفلة من هؤلاء تحت سن 15 تزوجن من أشخاص في سن الـ20 أو أكثر.

بينما تكشف تقارير صادرة عن منصة “Global Citizen” أنه في الفترة من 1995 وحتى 2012، في ولاية نيو جيرسي، تمت الموافقة على 163 حالة زواج لقاصرات تتراوح أعمارهن بين 13 إلى 15 سنةً، فيما تشير بيانات من ولاية نيويورك إلى أنه في الفترة من 2000 وحتى 2010، فإن 3853 طفلة تزوجن إما بموافقة الوالدين أو بإذن قضائي.