عُــــــــذرًا «هيلاري كلينتون» ليست السيدة الأولـــــــــــــــى
على عكس ما يعتقد السواد الأعظم من المتابعات والمتابعين لسباق الرئاسة الأمريكية، المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، فإن “هيلارى كلينتون” المرشحة عن الحزب الديمقراطي، ليست أول امرأة تترشح لهذا المنصب، بل سبقتها إلى الترشح 6 سيدات خلال تاريخ الولايات المتحدة منذ تأسست في عام 1776.
المثير للدهشة أن “كلينتون” نفسها لم تشر إلى تاريخ هؤلاء النسوة مطلقًا، بل أكدت مرارًا في مؤتمراتها بفخر وبقدر من مغازلة التيار النسوي أنها أول امرأة تخوض السباق الرئاسي.
“هيلاري كلينتون” فعليًا أول امرأة تنال الترشيح الرسمي للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية عن حزب سياسي كبير من الاثنين الممسكين بتلابيب السياسة هناك، لكن الخطوة لم تكن هي أول من أقدم عليها، فقبل نحو 144 سنةً بدأت المسيرة.
تأتي في أول القائمة “فيكتوريا وودهول“، التي أعلنت ترشحها للرئاسة في سنة 1872، وخاضت حملتها الانتخابية تحت راية حزب الحقوق المتساوية قبل 50 سنةً من منح المرأة الأميركية، حق التصويت حتى أنها في يوم الانتخابات نفسه لم تتمكن من التصويت لنفسها.
“وودهول” ناشطة سياسية، أطلقت منشورًا أسبوعيًا ثوريًا وهو woodhull and calfin في عام 1870، عبرت فيه عن أفكارها في الإصلاح الاجتماعي، إلى جانب دعمها لحقوق النساء والمساواة بين الجنسين، واهتمت بقضية تصويت النساء والسود أيضًا وناقشتها في الكونجرس الأمريكي، توفيت في يونيو 1927 عن عمر 88 عامًا.
بعد ذلك يحل اسم “بيلفا لوكوود” ثانيًا بالقائمة، وقد ترشحت في 1884، وخاضت حملتها للترشح الرئاسي عن الحزب الوطني لمساواة حقوق المرأة، وهي أيضًا خاضت ترشحها قبيل إعطاء النساء حق التصويت، وعندها قالت بكل قوة “لا يمكنني التصويت، لكن يمكن للآخرين أن يصوتوا لي”
“لوكوود” عملت كمعلمة بعد وفاة زوجها مبكرًا وهي في الــ22 من العمر، ثم قررت تحسين درجتها العلمية وحصلت على شهادة جامعية في القانون، وأضحت أول امرأة تمارس مهنة المحاماة فى المحكمة الأمريكية العليا.
لم تكتف بالترشح مرة واحدة بل مرتين، ولذلك ذاعت شهرتها كامرأة صلبة لا يكسرها التمييز والمعاداة ضد النساء، فضلًا عن ذلك عُرفت بمعاداتها لتبعية المرأة للرجل، وعارضت القوانين الذكورية، خاصة التي تمنع النساء من التصويت والترقيات.
ثم تأتي “مارجريت تشيس سميث“، وقبل أن تكون مرشحة للانتخابات الرئاسية في 1964، هي أول امرأة تفوز بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي اَنذاك، وأيضًا أول امرأة تخوض الانتخابات التمهيدية لحزب من الكبيرين، حصدت 227 ألفًا وسبعة أصوات في الانتخابات الحزبية الأولية وخسرت لصالح باري غولدووتر الذي أصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة حينها.
من أشهر مقولاتها: إننا إذا طالبنا وفزنا بمكانتنا الصحيحة فى العلن، على قدم المساواة مع الرجال، فيجب ألا نعود لتلك الامتيازات والصلاحيات المحددة فى الماضى والتأنيث يعتبر حصر.”
اسم اَخر في سلسلة المناضلات، وهو “شيرلي تشيشولم“، التي حاولت الترشح عن الحزب الديمقراطي، وكانت أول امرأة من أصول أفريقية تسعى للترشح إلى الرئاسة في 1972، وتعد بخطوتها تلك نقطة تحول في التاريخ الأمريكي سواء في مجال حقوق النساء أو السود، ويذكر لها كذلك أنها أول عضوة فى الكونجرس الأمريكي من أصل أفريقي.
في القائمة أيضًا امرأة ركزت في حملتها الانتخابية على أشياء اخرى غير السياسة، مثل “إلين ماكورماك” التي ركزت على مكافحة الإجهاض باعتباره قتل متعمد من وجهة نظرها، وعمدت إلى حصد الترشح الرسمي عن الحزب الديمقراطي ولكنها أخفقت في نهاية المطاف.
أخيرًا بقائمة الـ6، الطبيبة النفسية والناشطة السياسية “لينورا فولاني“، التي قضت ما يقرب من ثلاثة عقود تحارب لإنهاء نظام الحزبين وإنشاء حزب وطنى موالي للاشتراكية، يضم هؤلاء المُتجاهلين من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وترشحت للرئاسة مرتين في عامي 1988 و 1992، وأثناء حملتها في 1988 كانت أول امرأة يدرج اسمها على أوراق الانتخاب في الولايات الـ50 جميعها، ووقتها حصدت 225000 صوت.
أخيرًا “هيلاري كلينتون” التي تقترب من حجز كرسي الرئاسة لأربع سنوات مقبلة، وقد سبق لها الترشح في 2008، وفازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بــ22 ولاية، قبل أن تنسحب من السباق لصالح السيناتور بارك أوباما – وقتذاك – لحظوظه الأقوى في الفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد فوزه بالرئاسة اختارها وزيرة للخارجية خلال ولايته الأولى، واشتبكت في كثير من القضايا الشائكة خاصة بعد اندلاع الثورات العربية، وهو ما يجعلها أكثر حنكة ووعيًا بدروب السياسة الخارجية عن منافسها الجمهوري “دونالد ترامب”.