مر الأسبوع الأول في شهر رمضان الذي تعج الشاشات فيه بمسلسلات يصل عددها إلى 32، ومن بينها مسلسل يأخذ منحى مختلف ويناقش بوضوح قضايا نسائية، وهو “الخانكة” للممثلة غادة عبد الرازق، وقصته للمؤلف محمد دسوقي وإخراج محمد جمعة.

وتدور أحداثه حول معلمة تدعى أميرة الطحاوي، تعمل بإحدى المدارس الدولية، تتسم بشخصية مستقلة، ومختلفة عن السائد بين النساء في كل شيء، مظهرها وأفكارها، وأسلوب حياتها.

تدفع “أميرة” ثمن اختلافها في مجتمع لا يعلو فيه صوت فوق صوت الشهوات، وتتعرض لمحاولة تحرش جنسي من قبل أحد الطلاب بالمدرسة، وعندما تدافع عن نفسها، تنقلب الأمور ضدها، وتتحول إلى جاني، ارتكب جرمًا بحق المعتدي، وتُلوث سمعتها بإدعاءات من عينة أنها كانت على علاقة عاطفية بالطالب، تصبح “أميرة” خلف أسوار السجن، بينما المعتدي في بيته سالمًا بعد تعافيه.

تعرض المسلسل في حلقاته الأولى، لقضايا عديدة تخص المرأة، على رأسها اَفة التحرش الجنسي التي تلاحق النساء، وقبول المجتمع لها وتبريره لارتكابها، ومسألة استقلال المرأة واختلافها عن السائد، التي شدد المسلسل على أنها سبب في ابتعاد الناس ومعاداتهم لها، وهذا لأنهم لا يتقبلوا الخروج عن القوالب الموضوعة للنساء.

تطرق المسلسل أيضًا إلى مشكلة الحرمان من الميراث، من خلال مشكلة البطلة شخصية “أميرة”، التي يدعي شقيقها التدين والالتزام بقواعد الإسلام، بينما يحرمها من الميراث، وينتهك وصية أبيه الذي أوصى بالمناصفة بينه وبين شقيقته، والحجة التزامه بما ذكر في القراَن للذكر مثل حظ الأن الأنثيين.

13179166_1719840114937932_1291806945795453930_nمرحلة الطفولة في حياة البنت في مجتمع محافظ تغمرها انتهاكات لحقوقها البسيطة، وهو ما يظهر من خلال ذكريات عابرة، تتلاحق أمام عيني “أميرة”، نرى من خلالها حرمان وتقييد؛ تُحرَم من رياضتها المفضلة “السباحة” وتمزق الأم لباس البحر  أمام عينيها، وهذه الذكريات المتقطعة، غير واضحة الملامح، تبدو مبررًا قويًا لتمرد “أميرة” على القيود، وتحديها لكل المفروض عليها كأنثى في ظل مجتمع أبوي.

يركز المسلسل على قضية “التحرش الجنسي”، وتكشف أحداثه أن الأمر مقبول ومبرر لدى الغالبية العظمى، والقانون لا ينصف المرأة، عندما تعرضت “أميرة” للتحرش داخل مصلحة حكومية، ونشبت مشاجرة بينها وبين موظف بالمكان كرد فعل على ما جرى وعدم استطاعتها إدراك المتحرش بها، انقلب الأمر ضدها، وتحولت إلى جاني، فضلًا عن معاداة أفراد أمن المصلحة لها، وتبريرهم لما تعرضت له من تعدٍ بسبب ملابسها.

المشهد الأبرز

أبرز مشهد اشتمل عليه المسلسل حتى الاَن، هو المشهد المحوري في أحداثه “مشهد الاعتداء الجنسي عليها” الذي تنقلب حياة البطلة رأسًا على عقب بسببه.

المشهد بدا عنيفًا بصورة راَها البعض غير مقبولة على الشاشة الفضية، وهناك من اعتبره جريئًا في تفاصيله بصورة مبالغ فيها، وذلك على الرغم من أن المسلسل معلن أنه موجه لمن تزيد أعمارهم عن 16 سنةً.

عبارات تستوقفك

خلال الحلقة الأولى، عمد مخرج العمل “محمد جمعة” إلى إظهار، حالة الرفض المجتمعي لاختلاف أميرة، وتحديها لقواعد المجتمع وقولبته للنساء، ومن بين التعليقات اللافتة التي عرضها المسلسل، كان تعليق على لسان أم لأحد الطلاب بالمدرسة التي تعمل بها أميرة، عندما رأتها تستقل دراجة بخارية فقالت “مجنونة دي ولا إيه .. هي الستات اتجننت ولا إيه؟!”

جملة أخرى قالتها “أميرة” وهي تتحدث مع محاميها بعد أن نجحت في الحصول على حكم بالخلع لصالحها، تلخص قصتها وقصة كثيرات من النسوة اللواتي اخترن الاستقلال وكسر عن النمطية، “مفيش ست في الدنيا بتختار أنها تعيش وحيدة وانا مخترتش أني أعيش وحيدة بس اخترت أني أعيش حرة .. دا الفرق”

الجانب السلبي

رغم أهمية القضايا المعروضة، إلا أن المسلسل في جانب منه، يستغلها تجاريًا بشكل واضح لأجل تيمة المرأة المرغوب فيها من الجميع والملاحقة من الرجال كبارًا وصغارًا، إلى جانب الإيماءات والألفاظ الجنسية التي تسيطر على الجانب الأكبر من الحوار.

العنف ضد المرأة

يركز المسلسل بشكل رئيس على ظاهرة “التحرش الجنسي” متناولًا شعور الناجية منه، وتعامل الأفراد السلبي تجاهها، إلى جانب النظرة السلبية التي تتملكهم تجاه المرأة بسبب مظهرها الذي قد يبدو غير مألوف في ظل ما هو شائع.

الزواج المبكر، ظهر عابرًا من خلال شخصية “تيا” والدة عاصم (الطالب الذي اعتدى على أميرة)، التي تزوجت وانجبت ومازالت في الـــ18 من العمر، وهي أيضًا التي تعاني من خيانة زوجها لها.