انطلاق مشروع لدمج الرجال في مناهضة العنف ضد النساء .. والاجتماع الأول يركز على دور الصحافة والسينما
عقد مركز أكت (وسائل الإتصال الملائمة من أجل التنمية) يوم الأحد الماضي اجتماعه الأول للقوة المعنية بمشروع “معًا رجال ونساء من أجل مناهضة العنف ضد المرأة”، والمزمع أن يستمر نشاطه حتى نهاية العام الجاري.
ويطلق أكت المشروع إيمانًا من القائمين عليه بأهمية إشراك الرجال في مناهضة العنف ضد النساء، عبر كافة المجالات سواء إعلاميًا، أو قانونيًا وتشريعيًا، أو مجتمعيًا، وهو ما حرصت على التأكيد عليه “عزة كامل” مدير المركز خلال كلمتها الافتتاحية في الاجتماع.
وقد لفتت “كامل” إلى مدى تأثير انخراط الرجال في الدفاع عن حقوق النساء وكشف صور العنف ضدهن، مستشهدةً بكتاب “لماذا تموت الكتاب كمدًا؟” للكاتب شعبان يوسف، الذي يناقش فيه النهايات المؤسفة للكاتبات بسبب نضالهن ضد المحرمات والرجعية، ويدور بشكل الأوسع حول ما تتعرض له المرأة الكاتبة في عالمنا العربي، بحكم أنه ليس مفصولًا بأي شكل من الأشكال عن الأيديولوجيا السائدة والمسيطرة.
وعن الخلفية التي أوصلت أكت لإطلاق هذا المشروع، تحدثت “يارا فتحي” مسؤول برنامج الجندر بالمركز، وأوضحت أن نشاط أكت في عملية دمج الرجال في مناهضة العنف ضد المرأة ظهر بشكل ملموس في أعقاب ثورة الـ25 من يناير 2011، من خلال عدد من المبادرات والحملات التي أطلقها، مثل؛ “شفت تحرش” المبادرة التي خرجت للنور في عام 2012، وعُرف عنها نشاطها في الشارع للتوعية بالتحرش كونه أحد صور العنف ضد النساء، وكانت تقوم على عاتق متطوعين أغلبهم من الرجال.
أيضًا أشارت “يارا” إلى الدورة الأولى لمهرجان سينما الموبايل لمناهضة العنف ضد النساء، التي كانت في نوفمبر الماضي، كاشفةً أن أغلب المشاركين في مسابقة تلك الدورة كانوا من الشباب.
برلمان النساء وانتخبوا الستات حملات أخرى أطلقها أكت وتحدثت عنها بإيجاز مسؤولة برنامج الجندر بالمركز، وذكرت أن أهم ما يميز هذه الحملات هو مشاركة الرجال في دعم انتخاب السيدات، وتشجيع مشاركتهن في هذا الصدد.
أما عن مشروع “معًا رجال ونساء من أجل مناهضة العنف ضد المرأة”، أوضحت أنه مازال تجريبيًا، ونطاقه خلال الشهور المقبلة سيكون محافظتي القاهرة والجيزة، ويستهدف بشكل أساسي الشباب والرجال، وسيعمل مع الإعلام والبرلمان وبمشاركة منظمات من المجتمع المدني.
واستطردت “نستهدف من بين أنشطة المشروع، بناء قدرات الجمعيات ودمج الشباب في أنشطتها من أجل المشاركة في التوعية، بالإضافة إلى رفع الوعي بين الرجال بالظاهرة، وفي نهاية العام سنقيم الاحتفال السنوي الأول للاحتفال بجهود الرجال باتجاه تحقيق المساواة، بالإضافة إلى مسابقة لاختيار أفضل الممارسات التى قام بها رجال لتحقيق المساواة ومواجهة العنف ضد النساء، ومن المقرر أن يكون عدد الفائزين ثلاثة.”
من جانبها، قالت “ڤيڤيان ثابت” ممثلة هيئة كير – Care، أن الهيئة تعمد في مسألة إدماج الرجال في مناهضة العنف ضد المرأة، إلى عدم الاقتصار على الدعوة والاستماع ولكن إلى المشاركة الفعلية وهو ما تعمل عليه الهيئة في مشروع مدته 24 شهرًا، بمشاركة 4 جمعيات، وسينتج عن المشروع منهجية بشأن إدماج الرجال والمراهقين في مواجهة ظاهرة العنف المستشري في المجتمع ضد نسائه.
فيما دار الحوار بشكل رئيس خلال الاجتماع حول دور الصحافة بمختلف أشكالها (مرئية – مطبوعة – إلكترونية – مسموعة) في تحقيق المراد من المشروع، وتباينت الاَراء بشأن دور القيادات الصحافية من الرجال، واَلية إشراكهم لتحقيق هذا التوجه سواء من الداخل في المؤسسات الصحافية نفسها، أو على نطاق أوسع من خلال تأثير المنتج الذي تقدمه هذه المؤسسات أيًا كان وسيطه، بالإضافة إلى قضية تمكين النساء داخل هذه المؤسسات، الذي يحول دون تحققه الثقافة الذكورية السائدة داخل الوسط الصحافي.
من ناحية أخرى شغلت السينما جانبًا من النقاش، وكيفية دعم ودفع صناعها لتقديم منتجات درامية تدعم قضايا النساء وخاصة من تيار السينما المستقلة، وعند هذه النقطة أعربت “ڤيڤيان فؤاد”، منسق الاتصال والتدريب للبرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث بوزارة السكان، عن قناعتها بأن الأعمال الدرامية التي تقدم رسائل مبطنة عن قضايا النساء وهمومهن تكون ذات أثر أكبر من الأفلام التي صنعت خصيصًا وبوضوح لهذا الغرض.
فيما تطرقت ممثلة منظمة المرأة الجديدة، إلى مسألة وجوب تغيير ثقافة الرجل باتجاه الدفاع عن حقوق النساء، وخاصة النظرة السائدة والقناعة المنتشرة بأن الرجل الذي يدعم النساء “ناقص الرجولة”، وتغيير التصور الذي يرى بأن مزاحمة النساء للرجال في المجال العام يهدد ذكوريته ويأخذ من سلطته وولايته.
وطرح أحد الحضور مقترحًا بشأن ضرورة تقديم نماذج إيجابية من الرجال الذين يواجهون العنف ضد النساء بشكل دوري.
خرج الاجتماع بعدد من المقترحات على رأسها، ضرورة البحث والتوثيق في التجارب السابقة بشأن إدماج الرجال في مواجهة العنف ضد النساء، سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، مع فتح مساحات أوسع لتبادل الأفكار بين الجمعيات المختلفة، مع توثيق مراحل المشروع بصورة فيلمية.
ومن المقرر أن تعمل الأطراف المشاركة في المشروع، خلال الفترة المقبلة على بلورة توصيات، مع تحديد اَليات تنفيذها لحين انعقاد الاجتماع الثاني قريبًا.