عندما تحقق النساء في مجتمعاتنا إنجازًا في أي مجال إما يصحبه احتفاء مضاعف أو انتقاص مذموم، احتفاء مضاعف ممن يدركون أن الإنصاف غير متحقق، وأن الفرص المتوفرة محدودة، وفي حال الفوز والتفوق وإثبات القدرة على تذليل المستحيل  – من وجهة نظر المعادين- فهذا صك يؤكد أن الجدارة مؤنثة.

الحالتان المتناقضتان سيطرتا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد فوز لاعبة الإسكواش “نور الشربيني” ببطولة العالم للإكواش لفردي السيدات.

“أشعر كأنني في حلم، لم أكن أتخيل أنني قادرة على تحقيق ذلك.”

أول مصرية “بطلة العالم للإسكواش

13077010_10153604736941732_8903787990374209812_n

خرج الخبر على وسائل الإعلام المختلفة، قصيرًا بلا تفاصيل كثيرة عن البطلة، واكتفى بالإشارة إلى الإنجاز الذى حققته بعد تخطي الإنجليزية لورا ماسارو المصنفة الأولى على العالم بثلاثة أشواط مقابل شوطين، فى البطولة التي استضافتها ماليزيا.

“نور” حققت فوزًا أول من نوعه فهي أول مصرية تحصد اللقب، وبذلك تصدرت قائمة لاعبات العالم في الإسكواش وهي مازالت ابنة الـ20 ربيعًا.

بعد ساعات من إعلان الفوز، وتناقل الخبر الذي سرعان ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بفرحة عارمة على مساحاته الأوسع، وبعنصرية سفيهة عبر مساحات ضيقة، بدأت تنتشر معلومات عن مسيرة “الشربيني” في الإسكواش منذ بدأت قصتها معه في السادسة من عمرها.

1451362_10153518827776732_7326465884434451742_n

سيرة صغيرة عن بطلة كبيرة

أبرز ما جاء في سيرة “الشربيني” المنشورة بمعلومات منقوصة عنها، كان أول فوز حققته في 2007، وهو لقب بطولة بريطانيا المفتوحة للناشئين في منافسات تحت 13 عامًا، ثم حصدت اللقب مجددًا في عام 2008، وفي عام 2009 فازت ببطولة العالم للناشئين ثم في عامي 2012، و2013.

في العام 2012، أصبحت “نور الشربيني” أول مصرية وأصغر لاعبة على مستوى العالم، تصل إلى نهائي بطولة بريطانيا المفتوحة، وأصغر لاعبة في قائمة أول 10 مراكز في التصنيف العالمي للعبة الاسكواش خلال تاريخ هذا النوع من الرياضة.

في عام 2014، حققت مركز “الوصيف” في بطولة العالم للسيدات المقامة بماليزيا، وفي مارس الماضي، قفزت “الشربيني” إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي للإسكواش، بعد أن حصدت بطولة بريطانيا المفتوحة ﻷول مرة في تاريخ مصر.

وإلى جانب الإسكواش فالفتاة السكندرية تهوى لعبتي التنس وكرة القدم.

https://youtu.be/C0GseOx7yOQ

التطرف يشيع قبحًا ويختزل بطلة العالم في تنورة قصيرة

الشعور بالفخر كان الحالة الأعم والأوسع عبر الفضاء الإلكتروني، باستثناء كارهي الحياة وأعداء المرأة “المختلفة” التي تراها عقولهم “مخالفة” و “خارجة”، الذين هاجموها وهاجموا كل سعيد بإنجازها، بعد أن كفت أبصارهم عن كل شيء باستثناء تنورة قصيرة لم يروا سواها واختزلوا بطلة العالم في صورة تفضح أذهانهم المريضة.

الإنجاز رائحته أذكى وتعم

لم تنل أحاديث القبح اهتمامًا، وزادت رقعة الاحتفاء بــ”نور الشربيني”، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تولى كثير من روادها مسؤولية مواجهة ذلك الطيش.

image001

وأصدر القومي للمرأة بيانًا صباح اليوم، اعتبر فيه الإنجاز الذي حققته “الشربيني” نصرًا كبيرًا للمرأة المصرية في الميدان الرياضي بصورة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، وأعربت رئيس المجلس “مايا مرسي” عن تمنياتها بمزيد من النجاحات للاعبة.

وعلى الأرض، استقبلتها إدارة مطار برج العرب البطلة فى صالة كبار الزوارعقب عودتها من ماليزيا، في حضور اللواء حسنى حسن، مدير المطار، وأعضاء مجلس إدارة نادى سبورتنج، وأعضاء الاتحاد المصرى للإسكواش، وعدد من الأقارب والأصدقاء حاملين الورود.