نظمت مؤسسة “إعلاميون من أجل المرأة” بالتعاون مع منظمة التعاون من أجل التنمية، تدريبًا لمدة يومين لشباب الصحافيين والصحافيات بشأن التغطية المهنية للحالات الإنسانية ومراعاة حقوق المرأة خاصة الناجيات من العنف وذلك يومي الأربعاء والخميس الموافقين 30 و 31 من مارس الماضي.

وعن التدريب، قال القائمون على التدريب إن الصحافة مهنة لا يجب على الإطلاق أن تتسبب في خلق ولا زيادة أوجاع البشر، وأضافوا: “نهتم بالحالات والقصص الإنسانية بهدف جذب جمهور للقراءة وتسليط الضوء على قضية ما لرفض الظلم.. لكن على الهامش قد نتسبب في مزيد من الأذى لمن ندافع عن قضاياهم.”

حاضرت في اليوم الأول، الصحافية “نفيسة الصباغ” رئيس تحرير موقع مصريات، وأكدت في حديثها، على ضرورة مراعاة عدة قواعد في التعامل مع قضايا الاعتداء الجنسي إعلاميًا، ومنها عدم ذكر أسماء الناجيين أو عنواينهم، حفاظًا على سلامتهم، لافتةً إلى أنه من الأفضل عدم ذكر رقم القضية أو المحضر في بعض قضايا الاعتداء الحساسة.
وأوضحت “الصباغ” أنه من الأفضل عند الحديث عن الأشخاص الذين تعرضوا للعنف أن يتم تسميتهم بــ”الناجين” وليس “ضحايا” لما له من تأثير سلبي على نفسية الناجي والقارئ معًا.
وعن توثيق حالات العنف صحافيًا، أشارت إلى أنه يجب ألا يكون بصور للناجين أو تسجيلات لهم، تجنبًا لوصمهم وحكم المجتمع عليهم، خاصة أن الناجين كثيرًا ما يُلقَى عليهم اللوم، وهو ما قد يدمر نفسية الناجي أو الناجية ويعرضهما لمشاكل في الوسط الاجتماعي.
“لابد من التعامل نفسيًا مع الناجين وعدم ضغطهم بكثير من الأسئلة وخاصة الاستفزازية، وتركهم يسترسلون في الحديث، مع مراعاة عدم مقاطعتهم أكثر من مرة خاصة عند حديثهم عن تجربة قاسية تعرضوا لها.” تابعت “الصباغ”

وأردفت قائلة: “من الأخطاء ذهاب الصحافي للناجي متخفيًا والتسجيل والنشر دون إذنٍ مسبق منه، فتخفي الصحافي يعد مقبولًا في قضايا الفساد أو التي تمثل خطرًا على سلامته، ولكن يبقى الأمر بعيدًا عن المهنية، ولا يمت للأخلاق بصلة في حالات الاعتداء والقضايا الاجتماعية.”

وأكدت “الصباغ” أن جذب الجماهير هو أمر مهم لعرض القضية وتسليط الضوء عليها، ولكن يجب التعامل معه كونه وسيلة لمساعدة الحالة وحل القضية اجتماعيًا وليس أن يكون هو الغاية النهائية.

في اليوم الثاني، حاضر “محمد العريان” الصحافي ببوابة الأهرام وأشار بوضوح إلى مشكلة مشتركة بين كثير من الصحافيين في التعامل مع “الناجين”، متمثلةً في توجيه أسئلة خاطئة للناجيين مما يؤثر سلبًا عليهم.
وأوضح “العريان” أن أكثر الأخطاء الشائعة “التنميط”، مما يؤثر على موضوعيتهم في تناول القضية ويجعلهم يوجهون أسئلة للناجين تحمل في طياتها لومًا أو إتهامًا، مشددًا على أن دور الصحافي والصحافية هو عرض الحقائق وكشفها وليس الحكم على “الناجي” و “الناجية” و لومهما.
من جانيه قال “خالد البلشي” وكيل نقابة الصحافيين، إن الصحافة لا يجب أن تأخذ دور الحاكم أو استخدام دلالات تعميمية سواء على المتهم أو الضحية.

واستطرد “البلشي” قائلًا، إن أي قضية تمر بثلاث مراحل مرحلة؛ اشتباه ثم إتهام ثم إدانه أو براءة، وفي المرحلتين الأوليين، يجب عدم ذكر اسم المشتبه به أو صورته أو عنوانه ويجب التعامل بحرص أكبر مع الناجي، مؤكدًا أن هدف الصحافيين يجب أن يكون تسليط الضوء على انتهاك أو قضية وليس ذكر أسماء أو الدخول في تفاصيل حياتية، معتبرًا أن صياغة الخبر أو التقرير في معظم الصحف المصرية فيما يتعلق بحالات القتل أو العنف يعد جريمةً.