بدلًا من أن يطوع الفن لدعم المرأة، يُستخدَم على أيدى البعض كأداة لتشويه صورتها والتحقير من شأنها، كما فعل رسام الكاريكاتير “عمرو فهمى”، الذى قدم رسمًا نشر بجريدة الأخبار اليومية، يتعرض فيه لحملة محاربة غلاء أسعار بعض السلع الغذائية وبخاصة اللحوم الحمراء والتي تأتى تحت شعار “بلاها لحمة – حملة مقاطعة اللحوم “، إلا أن الرسام اعتمد على التنميط والتمييز ضد المرأة من خلال تجسيد شخصية كاريكاتيرية لامرأة ذات ملامح حيوانية تشبه الماشية تحاول الاقتراب من رجل فى الفراش، والذي يقول “باقولك مقاطع” في إشارة إلى مقاطعة اللحوم ، والنصف الاَخر من الرسم جاء لشخص تبدو عليه علامات الفقر المجحف وهو ينصح ابنه بضرورة المقاطعة “لازم يا حبيبي تقاطع عشان نحس بالناس الغلابة”.

من جانبها، اعتبرت مبادرة” فؤادة Watch  ” أن ما قام به رسام الكاريكاتير عمرو فهمي تمييزًا صريحًا ضد المرأة وفقًا لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، والتي عرفت التمييز في المادة رقم 1، بأن “التمييز ضد المرأة” كمصطلح يعنى أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من آثاره أو أغراضه، توهين أو إحباط الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر” لافتةً أن هذا هو تمامًا ما قام به رسام الكاريكاتير حينما شبه المرأة بالماشية في إشارة تميزية تحط من قدر النساء.

وشددت ” فؤادة Watch  ” على احترامها وتمسكها بالحق في حرية الرأي والتعبير لكل إنسان وكذلك وجوب ممارسة الحق  بمسؤوليات وواجبات لاحترام حقوق الآخرين، وفقاً لما ورد في المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي يقنن هذا الحق، وتنص المادة  على الحق في اعتناق آراء دون مضايقة، وفى جزئية أخرى تؤكد أن ممارسة الحقوق يستتبعه واجبات ومسؤوليات خاصة. وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية، لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم، ولحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة.

فى السياق ذاته، أشارت، مبادرة ” فؤادة Watch  ” أنه من  أسباب ظهور تلك الأنماط التمييزية في وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية أو المسموعة غياب ثقافة حقوق الإنسان ومعايير الجنسانية لدى أغلب العاملين والعاملات في صناعة الإعلام، وهو ما يحتاج إلى إعادة تأهيل ، وتدريب لكل من يعمل في أي من دروب الإعلام والفنون حتى لا يكون هناك فجوة بين الحقوق والممارسات.

وطالبت المبادرة، جريدة الأخبار بالاعتذار الواضح لعموم النساء والفتيات لما قامت به من نشر رسم كاريكاتير يحمل رسائل نمطية وتمييزية تجاه النساء والفتيات ويحقر من شأنهن، ويدعوا إلى الحط من قدرهن والنظر لهن بدونية.

كما طالبت رسام الكاريكاتير عمرو فهمي بتقديم اعتذار بصفته وشخصه عما بدر منه من رسم مسيء لعموم النساء والفتيات، مع الحفاظ على حقه في الإبداع وحرية التعبير دون المساس بالحقوق والحريات العالمية المنصوص عليها في الأدبيات الأممية ، والتي وقعت عليها مصر ، وأكد عليها دستور مصر في المادة 151 منه.

فيما توجهت لنقابة الصحفيين، بطلب إقرار ميثاق شرف إعلامي للعاملين في مجال صناعة الإعلام مبنى على سمات النوع الاجتماعي ومعايير المساواة بين الجنسين.

هذا وناشدت، المبادرة، مجلس رئاسة الوزراء الشروع أن يتخذ المناسب من التدابير، تشريعية وغير تشريعية، بما في ذلك ما يناسب من جزاءات، لحظر كل تمييز ضد المرأة، و الامتناع عن مباشرة أي عمل تمييزي أو ممارسة تمييزية ضد المرأة ؛ واتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة من جانب أي شخص أو منظمة أو مؤسسة ، وفقاً لما ورد في المادة 2 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة

كما أكدت “فؤادة Watch” على رؤيتها لضرورة أن يبدأ المجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية في وضع مسودات مشروعات قوانين تتعلق بالحفاظ على حقوق النساء والفتيات ، وتجرم التمييز ضدهن والتحريض عليهن.