• سواء رفعت مصر باقي تحفظاتها عن “السيداو” أو لم ترفع الأهم أن تطبق باقي البنود على أرض الواقع.
  • نطالب بسرعة تشكيل المفوضية العليا لمكافحة التمييز التى نص عليها الدستور.
  • الأحزاب المدنية لا تدعم المرأة ولا تعطيها حقها مثل التيارات الاسلامية.
  • النسوية الإسلامية مشروع للتأكيد على أن الإسلام أساسه المساواة بين الجنسين ويشارك فيه الأزهر ودار الإفتاء.

عند ذلك البحر الواسع بمنطقة المنشية بالإسكندرية، يتواجد مبنى فخم عتيق يتمتع بمعمار كلاسيكي بديع، يقف المعهد السويدى شامخًا ليشهد على التبادل الثقافي والحضاري الذي طالما حملته أمواج البحر المتوسط، على كافة الأصعدة، وفى القلب منها ما يتعلق بالمرأة.
التقت”ولها وجوه أخرى” بالسيدة “راندا حافظ” مسؤول برنامج المرأة والمساواة بالمعهد السويدي، لنتعرف على طبيعة عمل البرنامج ومحاوره وكيفية دعمه للمرأة المصرية .
وإليكم نص الحوار:
في البداية نريد التعرف على طبيعة عمل المعهد السويدي بالإسكندرية؟
أنشئ المعهد عام 2000، بموجب اتفاقية بين الحكومة المصرية والسويدية وقعها السفير عمرو موسي الذى كان وزيرًا للخارجية آنذاك، مع نظيرته السويدية السيدة “أنا ليند”، ليكون أرضية للحوار بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدول العربية، وأوروبا وليس السويد فقط، ويعقد المعهد مؤتمرات ودورات تدريبية والتي كان اَخرها ورشة “التدقيق الجندري الأولى للمؤسسات الإعلامية” فى الفترة من 16- 20 أغسطس، والتى تهدف إلى تحسين صورة المرأة في الإعلام، وقد شارك فيها 20 متدربة ومتدرب من الأردن وفلسطين ومصر.
ماذا عن برنامج المرأة والمساواة بالمعهد السويدي؟
يعتبر برنامج المرأة والمساواة من أهم البرامج التي يهتم بها المعهد، ويتم تنفيذه عبر عدة محاور منها ؛ مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، مكافحة العنف ضد المرأة ومكافحة التحرش الجنسي، وتحسين صورة المرأة في الاعلام، والنسوية الإسلامية، وهذه المحاور نعمل فيها مع عدد من منظمات المجتمع المدني وجامعة الدول العربية وعدد من الهيئات الدولية للمرأة والمؤسسات الحكومية.
كيف أثرت ثورة يناير فى وضع المرأة المصرية؟
الثورة ساعدت المرأة كثيرًا في مسألة التمكين السياسي رغم شكوانا والاستياء من عدم تمثيل النساء بالشكل المقبول في أول برلمان بعد الثورة (برلمان 2012) ولم نكن نتوقع أن يكون ذلك تمثيل المرأة (تمثيل المرأة فى برلمان 2012 لم يتعد الـ2%)، ولكني أرى أن النساء شاركت بفاعلية وكان هناك حراك بالشارع، ونزلت ووقفت أمام صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والاستفتاءات، لذلك نطلب من الدولة أن تراعى تمثيل النساء بما يناسب دورهن وتمثيلهن بالمجتمع في حركة المحافظين والوزارات وانتخابات مجلس النواب المقبلة .
هل ترين أن قانون الانتخابات الحالي يمكن النساء من المشاركة السياسية ويبغلها التمثيل الملائم في البرلمان المقبل؟
هناك خطوات يتم اتخاذها الاَن في طريق تمكين ودعم النساء سياسيًا، ونطالب رؤساء الأحزاب بأن توضع النساء في القوائم الانتخابية، وأن تدعم مشاركتهن السياسية، فلا يمكن أن نحمل الحكومة كل شيء، خاصة أن الدستور يكفل بشكل واضح ضمان الحقوق السياسية للنساء ويدعم المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى التشجيع على دعم المرأة للمرشحة المرأة وأن يكون المعيار الفاصل هو الكفاءة، ونحن نعمل من خلال المعهد السويدي على تدريب عدد القيادات النسائية الحزبية على كيفية خوض الانتخابات وعرض برامجهن السياسية .
هل يمكن أن نعتبر العام الذى حكم خلاله الإخوان، هو الأسوأ بالنسبة للمرأة المصرية ؟
لا استطيع قول ذلك، هذه التيارات سواء حاولت بصدق أو بغير صدق أن تمثل المرأة في البرلمان الماضي، ولكن في الحقيقة لم يكن تمثيلًا مناسبًا على الإطلاق، ولا ننكر في نفس الوقت أن الأحزاب الأخرى المدنية لا تدعم المرأة ولا تعطيها حقها مثل التيارات الاسلامية .
ذكرتِ أن أحد المحاور التى يعمل فيها المعهد هو “النسوية الاسلامية” .. وهذا مصطلح عليه خلاف كبير بل إن البعض لا يقتنع بوجوده أساسًا؟
هذا مشروع تعاون فيه المعهد السويدي مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومكتبة الإسكندرية، ويستهدف التأكيد أن أساس الدين الاسلامي هو المساواة، ومن المهم تقديم هذه الصورة الجميلة للإسلام وتسليط الضوء على الحقوق التي كفلها للمرأة، ويشارك في هذا البرنامج بالرأي والنقاش الأزهر الشريف ودار الافتاء، وباحثات من مختلف الدول العربية والأوروبية لنفتح حوارًا بين الأديان والمساواة التي كفلتها للرجل والمرأة، وحتى يتكشف أمام الجميع، أن التشويه الذي تتعرض له النساء لا يمت للإسلام بصلة ولكن الأمر مرتبط بموروث ثقافي واجتماعي .
بمناسبة الخطاب الديني .. هل ترين الازهر يتخذ خطوات فاعلة في هذا الشأن ؟
جميعنا نطالب بالتجديد، ورئيس الجمهورية نفسه يدعو لتجديد الخطاب الديني، والأزهر يتخذ الخطوات، في إطار ذلك بشكل فعال، ولكن نحتاج لتكاتف كل الجهود لتحسين الصورة السلبية المنتشرة عن الخطاب الديني.
العنف ضد المرأة والتحرش الجنسي كأبرز أنواعه، بعد أن تكشف أن 99.3% من النساء في مصر يتعرضن له..برأيك ما أسباب هذا الانتشار وهل التعديلات القانونية الأخيرة، لعبت دورًا في تحجيم الظاهرة؟
أعتقد أن أبرز الأسباب تتمثل فى نقص الوعي والتعليم وغياب دور الأسرة والأهل في توجيه الأبناء، والأمر لا يتعلق بالردع القانوني فقط بل يحتاج إلى التوعية ونشر ثقافة تحترم حقوق النساء تقوم بها المدارس والجامعات والدولة ومنظمات المجتمع المدني والإعلام والخطاب الديني أيضًا لتنشئة جيل لا يمارس هذه السلوكيات السلبية والعنيفة ضد النساء .
على ذكر الإعلام .. ما تقييمك لصورة المرأة بالدراما؟
المرأة مظلومة جدًا فى الدراما، فالصورة التي تظهر عليها في الدراما التليفزيونية أو السينمائية، نمطية وتكرث للأدوار التقليدية التي تلعبها، فضلًا عن إظهارها كسعلة دائمًا، واختزالها فى جسد بطريقة لا تناسب ثقافتنا، وفي رأيي الإعلام له أهمية كبرى في تحسين أوضاع المرأة ومناقشة قضاياها.
هل تتوقعين أن ترفع مصر تحفظاتها عن بعض مواد اتفاقية “السيداو” في الفترة المقبلة؟
سواء رفعتها أو لم ترفعها، أتمنى أن يتم تفعيل المواد التي وافقت ووقعت عليها مصر على أرض الواقع ويصبح هناك تمثيل ملائم للنساء في المواقع القيادية والمركزية، وأن يتم إلغاء كافة أشكال العنف والتمييز ضدها وأن تؤسس المفوضية العليا لمكافحة التمييز التي نص عليها الدستور الجديد ،وأن تصبح الاتفاقيات الدولية وفقًا للدستور أيضًا في قوة القانون الوطني للبلد.