«هبة قطب» كيف تحولت استشاري العلاقات الجنسية الأكثر شهرة إلى متهمة بالتدليس لزيادة عدد زبائن العيادة؟
حملات تطالب بمحاكمتها بعد تصريحات “الختان” و “العوضي” يؤكد التصريحات ليست مخالفة قانونية وتندرج تحت “حرية الرأى والتعبير”
انتشر خلال الأيام السابقة هاشتاج #حاكموا_هبة_قطب على موقعى التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، ليعبر من خلاله رواد الشبكتين، عن غضبهم من تصريحات الدكتورة “هبة قطب” استشاري العلاقات الجنسية والأسرية، التى أدلت بها في برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا”، بشأن ختان الإناث، ونفت فيها أن يكون له علاقة بالبرود الجنسي، ومع ذلك أكدت أنه “جريمة بحق الفتيات وليس من حق أحد أن يقتطع جزءًا من أجسادهن”.
قطاع عريض من المغردين، عن تصريح “قطب”، اعتبرونه إرضاءً للأغلبية التى تصلق الختان بالدين.
فيما نشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى رسومًا توضيحية لأضرار ختان الاناث، لإثبات عدم صحة ما أدعت به ” قطب” ومنها الإصابة بنزيف حاد والصدمة نفسية، وتعرض السيدات المختونات إلى ولادة المتعسرة، فضلًا عن التعرض لإصابات في النسيج التناسلي المجاور، و مشاكل صحية عند التبول، وظهور تقرحات في الموضع التناسلي، وبالقطع البرود الجنسي.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية والتي تعرف ختان الإناث أنه عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي، وتمارس تلك العادة باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية في أكثر من 27 دولة في إفريقيا، على رأسهم مصر التى تأتى فى المقدمة بواقع 27.7 مليون سيدة تم إخضاعهن لعملية ختان الإناث.
وقد ظهرت حملات إلكترونية عقب تلك التصريحات، تطالب بالرد على ما قالته “قطب” من بينها حملة #ضد_جريمة_الختان، والتى خلقت مساحة للمغردين، لتفنيد ما قالته “هبة قطب” علميًا، وعرض حقائق بشأن ما تعانيه الفتيات المختونات، من اَلم نفسي وجسدي.
لم يقف الهجوم على ما أدلت به “قطب”، عند حد مواقع التواصل الاجتماعى، فقد تحول الأمر، لهجوم من قبل أبناء المهنة أنفسهم، بعد أن أفرد الدكتور خالد منتصر مساحة، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، للرد على ما قالته الدكتورة”هبة قطب”، وقال فيها، أن جميع أطباء علوم الجنس في مصر يتعجبون من تدخلها في هذا المجال، لأنها لا تنتمي إليه وتخصصها هو الطب الشرعي فقط.
يذكر أن هبة قطب، حاصلة على بكالوريوس كلية الطب، الشرعي، وحصلت على دكتوراة بالمراسلة من جامعة فلوريدا، موضوعها عما ورد فى الإسلام عن العلوم الجنسية.
وعما قالته استشارى العلاقات الجنسية، من أنها تعطي أملًا للمختونات، قال “منتصر” فى نفس تدوينته “كلام فارغ..العلم ميعرفش كلام المصاطب“، كما أكد أن البحث الذي تستند عليه في قولها أن المرأة بعد الختان لن تفقد الشهوة الجنسية هي ورقة ضعيفة ومجرد أسئلة لفتيات صوماليات مختونات ”لا ترقى لمستوى بحث يقدمه طالب في أولى طب”
وأردف قائلًا “لا مانع لدينا من أكل العيش بالشو الإعلامي لكن حذارى من التلاعب بالعلم”.
فى السياق ذاته، علقت الإعلامية “ياسمين الخطيب” فى مقال لها على موقع جريدة التحرير، قالت فيه “قولى ما يمليه عليك ضميرك، وليس ما يضمن لك توسيع قاعدتك الجماهيرية التى كلما اتسعت، زاد عدد مشاهدى برامجك، وزائرى عيادتك، وتحول أكل العيش إلى أكل بقلاوة، على حساب التعيسات اللواتى سوف يقتادهن أهلهن إلى المذبح، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا.. لأن الدكتورة هبة قطب بتاعة قال الله وقال الرسول، قالت: «شغااااال».”
على الصعيد القانونى، فمعلوم أن ختان الإناث مجرم بالقانون، بنص المادتين 241، 242، 242 مكرر، من قانون العقوبات المصري.
وتنص المادة 242 مكرر، المضافة بالقانون رقم 126 لسنة 2008 فيما تضمنته من تجريم عمليات الختان على أن: “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه كل من أحدث الجرح المعاقب عليه في المادتين 241، 242.
واستنادًا لتجريم الختان بالقانون، افترض البعض أن تصريحات “قطب”، تعد دعوة لارتكاب جرم، وبالتالى لابد وأن يتم محاكمتها، ومن هذا المنطلق خرجت دعوات”حاكموا هبة قطب”
إلا أن المحامى طارق العوضي، أوضح لنا أن تصريحات ” قطب ” عن ختان الإناث لا تعبتر مخالفة للقانون مؤكدًا أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بالنص في القانون.
وتابع خلال اتصال هاتفي مع «ولها وجوه أخرى» أن هذه التصريحات تدخل في إطار التعبير عن رأيها ووجهة نظرها مشددًا أن القانون لايعاقب على ذلك.