عقد صباح اليوم، مؤتمرًا صحافيًا للإعلان عن انطلاق حملة “مش عيب”، التى تأتى بالتعاون بين المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان ومركز تدوين.
الحملة تأتى فى سياق الـ16 يومًا الدولية من النضال ضد العنف القائم على النوع المجتمعى، وقد اختار منظمو الحملة شعار “من الأمان فى المنزل إلى الأمان فى العالم: جعل التعليم اَمن للجميع”
تحدث خلال المؤتمر كل من “انتصار السعيد” رئيس مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، و”داليا عبد الحميد” مسؤول برنامج المرأة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، و”أمل فهمى” مدير مركز تدوين، وأوضح الثلاثة دوافع إطلاق الحملة، واتفقوا أن الدافع الرئيس هو “انخفاض الثقافة الجنسية”.
من جانبها، قالت “انتصار السعيد”، أن الحملة تنطلق لمواجهة مشكلتين رئيستين هما؛ القصور القانوني الذى يفتح المجال أمام ارتكاب جرائم العنف ضد الإناث، والجهل بالثقافة الجنسية، مؤكدة أن التثقيف الجنسي والتزام الدولة بمهامها فى توفير الرعاية الصحية السليمة للنساء، وإدراج مناهج التثقيف الجنسي بالمدارس، يأتون على رأس الأولويات فى مواجهة ظاهرة العنف الجنسي ضد النساء.
وأشارت “السعيد” فى حديثها لـ”ولها وجوه أخرى”، إلى أن المركز تبنى قضية طفلة عمرها 7 سنوات، تعرضت للاغتصاب والقتل من قبل أحد جيرانها البالغ من العمر 56 عامًا، وتضيف: “اللافت أن الجاني تحرش بالطفلة على مدار 3 أيام قبل الحادث، ولم تلتفت الأم حينما أخبرتها الصغيرة بذلك، واكتفت بتوبيخ الرجل الخمسيني، فدفعه تخوفه من الفضيحة إلى اغتصاب الطفلة من الدبر وقتلها، وقد نجح المركز فى الحصول على حكم ضد الرجل بالسجن 25 عامًا.”
وأردفت قائلة: “الاغتصاب الزوجى، مشكلة أخرى منتشرة بين قطاع ليس بالقليل من الأزواج، إلا أن قانون العقوبات يخلو من تجريم صريح لهذا النوع من الاغتصاب.”
وتابعت “السعيد”: أغلب الحالات التى تأتى للمركز، تطلب إقامة دعاوى قضائية لطلب طلاق أو نفقة، تُرجِع طلبها إلى مشكلات من قبيل الاعتداء البدني، أو البخل فى الانفاق على المنزل، لكن بمرور الوقت، وتتابع الجلسات التى تجمع أعضاء المركز بهؤلاء النسوة، يتبين أنهن يتعرضن للاغتصاب الزوجى، لافتة إلى أن النساء لا يدركن أن مثل هذه الممارسات، تعد انتهاكًا وعنف ضدهن وذلك نتيجة قلة الوعى وغياب الثقافة الجنسية.
وعن مشكلة أخرى ترى رئيس مركز القاهرة للتنمية، أن أحد أسبابها، هو انعدام الثقافة الجنسية، تتحدث “انتصار السعيد” عن «اغتصاب المحارم» كما اسمته، مشيرة إلى أن مصطلح «زنا المحارم» ليس فى محله وإنما الأصح والأوقع هو «الاغتصاب»، وتقول: “المشكلة هنا ليست فقط فى الفعل ولكن فى ردود أفعال الأمهات حينما تبلغهن بناتهن، إذ أنهن فى الغالب لا يصدقن ما يقال، أو يشجعوهن على التزام الصمت، فهناك أمهات لو أخبرتهن بناتهن باغتصاب الأب، يكون ردهن: “هنعمل إيه أبوكي اللى بيصرف علينا.”
وعن اختيار اسم “مش عيب” عنوانًا للحملة، أوضحت “السعيد”، أن المقصود من العنوان، أنه ليس عيبًا أن يكون لدينا وعى وثقافة جنسية، فهذا هو الأسلم للمرأة حتى تعيش حياة مرضية جنسيًا، ولحمايتها من الأمراض، هذا بالإضافة إلى بُعدٍ اَخر، وهو أنه ليس عيبًا أو مشينًا أن يكون بيننا مريضات بالإيدز، وذلك بهدف تغيير الثقافة العدوانية والصورة النمطية عن حاملي المرض.