اليوم البرتقالي..اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
ينتظر كل المهتمات والمهتمين بالشأن النسوي، أيامًا بعينها خلال العام، تكون بمثابة مناسبات للتوعية بواقع المرأة فى دول العالم المختلفة، وللوقوف على وضع المرأة فى ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية، سواء فى كل دولة على حدا أو فى دول منطقة، أو قارة ما، أو على الصعيد الدولي عامةً، ويتصدر “العنف ضد المرأة” أجندات تلك الأيام العالمية والدولية، لكونه أكثر صور انتهاكات حقوق المرأة انتشارًا حول العالم، ولذلك يأتى “اليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة”، والمحدد تاريخه بالـ25 من نوفمبر من كل عام، فى مقدمة الأيام الدولية الموجهة للمرأة.
وقد حددت الأمم المتحدة هذا اليوم قبل 16 عامًا، تحديدًا فى ديسمبر من العام 1999، ليصبح الاحتفاء بهذا اليوم رسميًا منذ ذلك الحين، إلا أن قطاعًا لا بأس به، من المناصرات والمناصرين لحقوق النساء، اعتادوا الاحتفاء بهذا اليوم، قبل قرار الأمم المتحدة، منذ عام 1981، وذلك انطلاقًا من ارتباط التاريخ بحادثة الأخوات ميرابال والتى تأتى بين الحوادث الأكثر وحشية بحق النساء فى تاريخنا الحديث.
الأخوات ميرابال ..رمز النضال ضد العنف ضد النساء
كيف تحولت ذكرى اغتيالهن إلى يوم لمناهضة العنف ضد المرأة؟
“الفراشات الثلاث”، هو اللقب الذى نلن إياه الأخوات ميرابال، وتعود قصتهن إلى عام 1960، فى جمهورية الدومنيكان، عندما كان حاكم البلاد الديكتاتور “رافاييل تروخيلو”، الذى كان يتمتع بسلطات مطلقة، جعلته أقرب لمنزلة الاَلهة فى ظل تحالفه مع الكنيسة والقيادة العسكرية، فتمكن من بسط نفوذه وتقزيم المعارضة، إلا أن الشقيقات الثلاث الأرستقراطيات، لم يخيفهن كل ذلك، ولم يخفين معارضتهن لسياسته، وبدأت قصتهن فعليًا مع الديكتاتور، فى إحدى المناسبات العامة التي تواجدت بها إحدى الشقيقات، فحاول وقتذاك التحرش بها جنسيًا، إلا أنها واجهته بحزم إلى حد إهانته، وشكلت لاحقًا الفتاة مع شقيقتيها، حركة ضمت مجموعة من المعارضين لنظام “تروخيلو”، وعرفت باسم حركة الرابع عشر من يونيو، إلا أنه سرعان ما أمر باعتقالهن، وبالسجن تعرضن لأشد وأقسى أنواع التعذيب والتنكيل.
بعد فترة تم الإفراج عنهن، لا ليعدن إلى الحياة من جديد، بل ليلاقين مصيرهن الأخير، إذ اُغتيلَت الفراشات الثلاث بأيدي مجهولين، بطريقة وحشية فى الـ25 من نوفمبر عام 1960، وبقى الأمر محفوفًا بالضبابية حتى تكشف فيما بعد أن “الديكتاتور” هو من وراء اغتيالهن، لتمثل الحادثة، اَخر مسمار يدق فى نعش ” تروخيلو”، ليغتال بعد 6 أشهر من الحادثة.
بعد حادثة اغتيالهن، حاولت أختهن الرابعة، التى لم يطالها ما طالهن، تخليد ذكراهن، فحولت منزلهن الذي ولدن به إلى متحف يضم مقتنياتهن.
وأضحت فيما بعد، قصة الشقيقات الثلاث، مصدر إلهام لروايات وأفلام خلدت ذكراهن أبرزها كان “زمن الفراشات”، للكاتبة الأمريكية جوليا ألفاريز، نشرت عام 1994، ولاحقًا تم تحويلها إلى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم.
وعلى صعيد اَخر، بات يوم اغتيال الشقيقات يومًا فاصلًا فى تاريخ النضال ضد العنف الذى يستهدف المرأة، واعتبره مدافعون عن حقوق النساء يومًا لمناهضة العنف ضدهن، قبل أن تقره الأمم المتحدة فى 1999.
اليوم البرتقالى
لماذا يطلق على الـ25 من نوفمبر “اليوم البرتقالي”؟
اختيار اللون “البرتقالي”، لونًا ولقبًا، لليوم الدولى للعنف ضد المرأة، يرجع إلى الحملة التى أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي كون” عام 2008، باعتبار يوم 25 نوفمبر يوم القضاء على العنف ضد المرأة، مناسبة نرتدى فيها اللون البرتقالي، كرمز لمناهضة العنف ضد المرأة، ولنشر الوعي بخطورة العنف ضد المرأة والحث على التوقف عن ممارسته، ولم تتوقف الحملة التى تحمل اسم ” اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة”، عند الـ25 من نوفمبر فحسب، بل امتدت لكل يوم يوافق 25 من كل شهر من شهور السنة.
الاستثناء فى شهر نوفمبر أن حملة “البرتقالي”، تبدأ فى الـ25 وتستمر حتى الـ10 ديسمبر وهو اليوم العالمى لحقوق الإنسان، أى خلال الـ16 يومًا الدولية من النضال ضد العنف ضد النساء.