«عروض»نرشحها لكِ فى مهرجان القاهرة السينمائي.. 12 فيلمًا يتعرضون لــ”العنف ضد المرأة” بصوره المختلفة .. زواج القاصرات فى المقدمة بفيلمين .. وقوة المرأة فى مواجهة العنف تتغلب فى النهايات
ساعات معدودة، وينطلق مهرجان القاهرة السينمائي الدولى فى نسخته الـ37، والذى يعد أقدم مهرجان فنى فى المنطقة، والممنوح الصفة الدولية، التى لم تنلها مهرجانات أخرى أكثر صخبًا وانفاقًا.
تأتى هذه النسخة، بمثابة تحدٍ كبير لرئيس المهرجان الناقدة السينمائية “ماجدة واصف”، بعد دورة العام الماضي والتى راَها كثيرون، بمثابة عودة الروح للمهرجان بعد سنوات من الركود، ولسبب مجتمعى يتضاعف التحدى، فهى أول امرأة ترأس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فى ظل سلسلة طويلة من أسماء “رجال فقط”، كان هناك من يتطلع أن تستمر السلسلة على نفس الشاكلة دون صعود نسائي لهذا المكان.
يشارك فى المهرجان هذا العام، 140 فيلمًا، من 64 دولة، فى أقسام المهرجان المختلفة، وتعرض جميعها داخل دار الأوبرا المصرية بدءًا من 12 نوفمبر وتنتهى فى 20 نوفمبر.
بين هذا العدد الضخم، أفلام تتعرض وتناقش قضايا نسائية شديدة الأهمية، فى مقدمتها، العنف ضد المرأة، وفى قلبه مشكلات؛ الزواج المبكر، والدعارة، والتعليم، واقتحام المرأة عوالم الرجال، تغيرات المراهقة، إعالة الأسرة.
ولذا نرشح لكم 12 فيلمًا، يمكن إدراجهم تحت مسمى “سينما المرأة”، وهذه العروض السينمائية، تستحق الاعتبار والمشاهدة، والتدبر فى مفادها.
الأول: مينا تسير
أحد الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية الدولية، وهو انتاج مشترك “أفغانستاني كندي”.
الفيلم الروائي الطويل، يروى قصة “مينا” ابنة الــ12، التى تقوم بالأعمال المنزلية، بين طهى وتنظيف، وتخرج للشارع فى سنها الصغيرة، للعمل كبائعة في شوارع كابول التي تمزقها الحرب، من أجل أن تطعم والدها العاطل عن العمل وجدها العجوز، ويعد هذا العمل السينمائي أول فيلم أفغانستانى، يشارك فى المسابقة الدولية، فى تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولى.
الثانى: أنا جندية – je suis un soldant
وهو فيلم انتاج مشترك بلجيكي فرنسي، ويشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان، وتدور أحداثه حول “ساندرين” التي تبلغ من العمر 30 عامًا، وتضطر أن تعود إلى مسقط رأسها فى شمال فرنسا للعيش مع والدتها، وهناك تبحث عن عمل، وفى نهاية الأمر تعمل مع عمها فى بيت للكلاب، والذي يتبين لاحقًا أنه مركز لتهريب الكلاب وبيعها بشكل غير شرعي.
على الرغم من أن “ساندرين”امرأة اقتحمت مكان يحتكره الرجال لأنفسهم، إلا أنها استطاعت بذكاء أن تنال تقدير وإعجاب واحترام من حولها فى هذا العالم الذكوري، كما تمكنت من نيل حريتها باستقلالها المادي.
الفيلم محوره الرئيس، كيف تحارب “ساندرين” كامرأة وسط الرجال لإثبات أنها ليست أقل منهم درجة أو قدرة.
الثالث: بولينا
وهو أيضًا أحد الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية، وهو انتاج مشترك أرجنتيني، برازيلي،وفرنسي.
الفيلم، يقدم قصة سيدة تدعى “بولينا”، تترك مهنتها كمحامية ناجحة للمشاركة في النشاط الاجتماعي على الحدود بين الأرجنتين وباراجواي والبرازيل، وبعد أسبوعين من العمل كمعلمة في أحد الأحياء العشوائية المهمشة تتعرض للاغتصاب، وعلى الرغم من قسوة الاعتداء لا تنزوي أو تهرب، وتصر على البقاء والمواجهة دون انكسار، وتحاول أن تدرك وتسعى باحثة لفهم ما دوافع مغتصبيها لارتكاب هذا الجرم.
الفيلم متوج بجائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان الماضي، وهى أرفع جائزة عالمية لأفلام العمل الأول.
الرابع: مادونا
“الاختيارات التى يجب أن نعيش معها”
“هل تعرف هذه الفتاة؟.. مادونا”
هذه السطور المكتوبة على الملصق الدعائي (أفيش) للفيلم الكوري “مادونا”، تزيد شغفنا لمشاهدة الفيلم، الذى يتمتع ملصقه الدعائي، بخصوصية وجاذبية لافتة، من خلال فتاة بفستان أبيض قصير، تستلقى على الأرض، على أحد جانبيها، فى مكان مغلق يدخله النور متخللًا شباك نافذة أو باب، لنرى الضوء محصورًا بين ثنايا ظلال تلك الشباك على جسدها.
“مادونا” يروي قصة “هي-ريم” ، السيدة الثلاثينية، التى تجد أخيرًا عملًا فى مستشفى في رعاية متخصصة لرجل مشلول في جناح “الشخصيات الهامة”، وهو فى الوقت ذاته مالك المستشفى، والذي يسعى ابنه منذ عشر سنوات لإبقائه حيا بأي وسيلة، وذلك لأسباب تتعلق بثروة الرجل، مما يدفع هذا الابن لأخذ مخ امرأة تحتضر كتبرع لوالده، ويطلب من “هي– ريم” أن تبحث عن خلفية هذه المرأة، فتكتشف أن المرأة كانت عاهرة تشتهر باسم “مادونا” مرت بالعديد من التجارب المأساوية، لتكون هى محور الأحداث.
الفيلم ينتمى لسينما المرأة، لا لأنه يرصد قصة امرأة ومعاناتها فحسب، وإنما أيضًا لأن صانعته امرأة فقد كتبت سناريو الفيلم وأخرجته، “شين سو وون”، وهى مخرجة عالمية، حصدت جائزة كانال بلاس في أسبوع النقاد بمهرجان كان 2012 عن فيلمها القصير “الخط الدائري” وفازت أيضًا عن فيلمها “بلوتو” بتنويه خاص في قسم “جيل الشباب” في مهرجان برلين السينمائي الدولي.
الخامس: طفلة الأربعاء The Wednesday Child
الفيلم المنتج بشكل مشترك بين المجر وألمانيا، يروي قصة “مايا”، التى ولدت يوم الأربعاء، ويظل هذا الأمر مهمًا لها، بعد أن تركت لها أمها ورقة مكتوب عليها “لقد ولدت يوم الأربعاء ومواليد يوم الأربعاء يستطيعون أن يصلوا إلى أي مكانة يريدونها”
الاَن وقد أضحت “مايا” في الــ19، تريد أن تحقق هذه الفرضية وتصل لأهم أهدافها، أن تنال حضانة ابنها البالغ من العمر 4 سنوات، لكن الصراعات المحيطة تقودها إلى فرصة غير متوقعة.
يذكر أن الفيلم يشارك فى المسابقة الرسمية الدولية، وهو من إخراج ، المجرية ” لي لي هورفاث”، وهذه التجربة هي أول أفلامها الروائية الطويلة بعد سلسلة من الأفلام القصيرة قدمتها خلال الــ8 سنوات الأخيرة.
السادس: هدية من الماضي
وهو فيلم مصري، يميزه عن بقية الأفلام الأخرى، أنه مشروع تخرج لطالبة بمعهد السينما، وقد حصد إعجاب أغلب مشاهديه، الفيلم يدور حول المخرجة “كوثر يونس”، التى تفاجئ والدها أستاذ السينما “مختار يونس” في عيد ميلاده الــ75 برحلة طيران إلى إيطاليا، لتخوض معه رحلة البحث عن حبيبته القديمة التي افترق عنها منذ أكثر من 30 عامًا، لتكون تلك الرحلة أغربب هدية يمكن أن يتلقاها أب من ابنته.
يذكر أن فيلم “هدية من الماضي” يُعرض ضمن برنامج العروض الخاصة.
السابع: ابنة
فيلم باكستانى يأخذنا إلى إحدى القرى النائية هناك، ويناقش ظاهرة زواج القاصرات، من خلال قصة أم تخشى على بنتها من هذا المصير، ويظل الخوف يلاحقها حتى يتحول لحقيقة، عندما يوعد زعيم قبلي بزواج ابنتها التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها بهدف حقن الدماء، وإخماد نار الثأر، ومن هنا تبدأ الأم رحلتها، لانقاذ ابنتها من هذا المصير، فتهرب بها فجر يوم الزفاف، وهي على يقين بأن أتباع الزعيم القبلي، وأفراد عائلته سيطاردونها وابنتها.
تنجح الأم فى إقناع سائق شاحنة ومجاهد سابق اسمه “سهيل” بأن يقلها وابنتها، ليصبح مصير الثلاثة واحد والخطر يلاحقهم سواء، ويبدأ حب من نوع ما بين الأم و”سهيل”فى رحلة الهروب الطويلة.
الفيلم المعروض ضمن قسم “عروض خاصة” من إخراج “عافية ناثانيال”، وهى مخرجة باكستانية حصدت العديد من الجوائز، في رصيدها عدد من الأفلام القصيرة منها “ندى” و”لونغ أفتر”.
الثامن: أسمانى ملالا
من اسمه، ندرك أننا بصدد فيلم يحكي قصة الفتاة الباكستانية الأشهر “ملالا يوسف زاي”، والتي حاربت من أجل حق تعليم الفتيات في باكستان حتى انتهى الأمر إلى تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل جماعة طالبان.
“ملالا” كتب لها عمر جديد بعد هذا الحادث، وأصبحت أيقونة لحق البنات فى التعليم، وأضحت عام 2014، أصغر حاصلة جائزة نوبل للسلام.
الفيلم انتاج أمريكي إماراتى، هو من فئة الأفلام التسجيلية، ويعرض فى قسم عروض خاصة.
التاسع: أن تكونى فى الـ14 – Being 14
وهو فيلم فرنسي يعرض ضمن قسم “مهرجان المرجانات”، يتناول الفيلم مشاكل وتغيرات المراهقة التى تطرأ على الفتيات فى هذه السن، وذلك من خلال 3 صديقات، فى عامهم الدراسي الأخير بالمرحلة الإعدادية.
أولهم “سارة” وهى شخصية عنيدة ومتمردة، أما “لويزا” ، تستعيد توازنها بعد أن تتمرد على والدتها وتترك المنزل. و “جاد” تشعر بالضياع بعد فشل الثلاث في نصف العام الدراسي الشتوي؛ طرق الثلاثة مختلفة وكل شخصية لها ميزة خاصة، وعلى الرغم من التشعب فى مسار كل واحدة إلا أنهن لا يفترقن وتبقى علاقتهن وطيدة.
العاشر: هيلدا
وهو فيلم مكسيكي يشارك ضمن عروض “مهرجان المهرجانات”، المخصص للأفلام المشاركة فى المهرجانات والمسابقات السينمائية الكبرى، وعلى رأسها الأوسكار.
الفيلم يبدأ من عند “سوزانا لي مارشاند” ربة المنزل التى تبحث عن خادمة جديدة، وعندما يهديها بستاني حديقتها هدية من زوجته “هيلدا” تقرر أن تستعين بــها كخادمة، تعيد “هيلدا” الروح لحياة “سوزانا”، من خلال تذكيرها بالماضى الذى كانت فيه عكس ما هى الاَن، حيث كانت مناضلة يسارية، واضحة الوجهة بعكس الوقت الحالى الذى ترى نفسها فيه “تافهة”، فتقرر “سوازنا” بمساعدة “هيلدا” التغير والعودة لما كانت عليه.
وهو فيلم يابانى، يرصد طبيعة حياة النساء فى هذا البلد، من خلال ثلاث فتيات يعلمن بموت والدهن فيذهبن للمشاركة في مراسم العزاء ومقابلة شقيقتهن الصغرى التي رزق بها والدهم من امرأة غير والدتهن، والتى من أجلها ترك عائلته الأولى، ليكون يوم العزاء يوم لقائها بإخوتها، وبعد انتهاء العزاء تدعو البنات الثلاثة أختهن غير الشقيقة إلى منزلهن وهناك تتطور العلاقة بينهن، ونتعرف من خلالهن على ظروف النساء فى هذا المجتمع.
فيلم “أختنا الصغرى” كان منافسًا بقوة فى مهرجان كان بنسخته الــ68 على جائزة السعفة الذهبية.
الثاني عشر: أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة
إنه أحد أفضل الأفلام، التى تعرضت لقضية زواج القاصرات، ربما بتاريخ السينما العربية، الفيلم اليمني، عن قصة واقعية بطلتها الطفلة “نجوم” أو “نجود”، ذات الــ10، التى أجبرت على الزواج من رجل ، كغيرها من بنات هذا المجتمع الرعوي.
ما ميز “نجوم”، هو إصرارها على عدم الاستسلام لذلك الواقع الأسود، وهروبها منه وحربها لأجل نيل حريتها بالطلاق وهو ما فعلته بالفعل لتصبح رمزًا من رموز الحلم والطفولة الواعية، التى رفضت الانصياع لفروض المجتمع البربري التى كادت تقتلها مثلما قتلت كثر أخريات فى اليمن.
الفيلم المعروض ضمن قسم “اَفاق السينما العربية”، هو ثاني فيلم، يتعرض لقضية زواج القاصرات بالمهرجان، حيث يناقش المشكلة نفسها فيلم “ابنة” كما أوضحنا سلفًا.
“أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة” من إخراج اليمنية خديجة السلامى، وقد نالت عنه جائزة أفضل فيلم روائي ، في المسابقة الرسمية لجوائز المهر العربي، بمهرجان دبي السينمائي العام الماضي.