· قصة صعود خرجت عن التقليدية، ورسمت بحرفية معاناة الفتيات إن أردن الخروج عن التقاليد
· العنف الأسري موجود حتى بين عائلات الطبقات العليا ومشاهده متشابهة فى كل زمان
· “يحيى” الرجل الشرقى بامتياز .. عالمه مفتوح بلا ضوابط، يتلاعب بمشاعر النساء وأجسادهن، والخيانة فى فلسفته حق وليست خطيئة، والنساء فى عالمه “جوارى” لا يخرجن عن طوع السلطان
· التسامح مع العنف الزوجى يسهم بقوة فى نموه سريعًا
مسلسل طريقي، من تأليف: تامر حبيب، وإخراج:محمد شاكر خضير، وبطولة: شيرين، سوسن بدر، سلوى محمد على، ياسيمن صبري، ندى موسى، ثراء جبيل، باسل الخياط، محمود الجندى، أحمد فهمى، محمد عادل.

626050593331456

** هى وهن وقصصهن**
دليلة وسلوى .. نماذج لمراهقات ألقين بأنفسهن فى أول قارب نجاة للخلاص من العنف الأسري، وغياب المشاعر، فاكتشفن أن القارب مغمورًا بالثقوب.
المسلسل يرتكز على قصة فتاة فى أوائل سبعينيات القرن الماضي، تملك موهبة “استثنائية” فى الغناء، تتطلع أن يصل صوتها لأكبر قطاع ممكن من الجمهور، وأن تصبح بين مصاف كبار المطربات.
العوائق كثيرة فى طريق “دليلة” – شيرين- تبدأ من الحلقة الأولى مع رفض الأم “هدى” – سوسن بدر- أن تغنى ابنتها لأنه أمر خارج عن العادات والتقاليد رغم أنها تنتمى للطبقة العليا لكن تظل النظرة الدونية للغناء ومن يغنى.
تٌعاقِب الأم “دليلة” فى كل مرة تغنى فيها أمام الناس، إما بالحبس فى غرفة الفئران، أو بكسر العود الذى تملكه منذ الصغر، وأخيرًا إرسالها لمدرسة داخلية تشترط فيها على المديرة منع الفتاة من المشاركة فى النشاط الموسيقى أو حضور حصص الموسيقى.

178354462143034

هذا فى الوقت الذى يظهر فيه “يحي المنيسي” والد صديقتها “سلوى”، الرجل ذو الشعيرات البيضاء والملامح الغليظة، الذى يكبرها بما يزيد عن 20 عامًا ويتعمد إظهار مساعيه لمساعدتها من أجل تحقيق حلمها، استدراجًا لها لتقع فى حبه، وبالفعل هذا ما ينجح فيه.
لكن بمجرد اكتشاف الأم قصة الحب القائمة بين “دليلة” و”يحيى” وعودتها للغناء بالمدرسة، تسارع باتخاذ ردات فعل تعسفية ، بدءًا من إخراجها من المدرسة وإعادتها لمحبسها المعهود داخل غرفة الفئران لا تكلم أحد ولا ترى أحد، وإخبارها بأنها اتخذت قرارًا بتزويجها من ابن خالتها، إلا أن الفتاة تزداد عنادًا وتمتنع عن الطعام معلنة رفض الإجراءات التعسفية المفروضة من أمها، وتمسكها بحبها لـ”يحيى”.

تتطور الأحداث حتى تتزوج “دليلة” من “يحي” والد صديقتها التى تورطت فى علاقة كاملة مع أخيها “سيد” وحملت منه، لينقطع أمل ابنة “المنيسي” فى حل مشكلتها بعد زواج أبيها من أخت عشيقها، وانقطاع الصلات نهائيًا بين العشيق وأمه من ناحية ودليلة وزوجها من ناحية أخرى.
“سلوى” لم تختلف كثيرًا عن “دليلة” فكلاهما بحث عن الحب المفقود فى بيته، وجذبهما ذلك الذى أدعى أنه عوض لغياب المشاعر والتفاهم مع الأب أو الأم، ومع أول رجل جاء فاتحًا ذراعيه لاحتوائهما ألقيا بأنفسهما دون تدبر فيما وراء العناق الكاذب.

49543876433745

العنف الزوجى
الزواج الذى تم فقط بعلم ورضا أخيها المقرب “محمود”، وقع رغمًا عن أهلها، وعلى إثره اعتبرت الأم “هدى” ابنتها فى تعداد الموتى، ومن اللحظة الأولى بعد زواج “دليلة” من “يحيى” يظهر الوجه الحقيقي لرجل مغرور، المرأة بالنسبة له تابع، عروس ماريونيت يحركها بيده كيفما يشاء، الإهانة بالنسبة له حق، قبلته “دليلة” أولًا، فقبلته ثانيًا، وثالثًا حتى أضحى صعبًا الخلاص من قيوده.

658623032039031

القانون يسرق عمر المرأة
“دليلة” التى قضت فترة طويلة تعنفها أمها، قضت فترة أخرى من العمر يعنفها زوجها، الذى اتبع ذات أسلوب أمها وعاقبها على أخطائها بحبسها فى المنزل لا ترى ولا تكلم أحد، وفى طريقها المحفوف بالأشواك يضيع حلمها الأكبر بالغناء.
حتى تهرب من زوجها الذى أصبح كابوسًا تسعى للاستيقاظ منه، أى أن كانت الحقيقة، مظهر اَخر من مظاهر العنف فى تلك الحقبة الزمنية يتحمله القانون المصري، حيث قضت “دليلة” ما يقارب الـ10 سنوات تعانى مرارة ظلم القانون، حتى تحصل على حكم قضائي بطلاقها.

تسليع المرأة
على الجانب الاَخر، تتضرر “دليلة” من ظاهرة تسليع المرأة التى جعلت من امرأة أخرى لا تملك صوت ذهبيًا مثل الذى تملكه، ومع ذلك، كانت “شهد” التى تعتمد على جسدها وجمالها الظاهرى، الأكثر شهرة وجذبًا للمنتجين للعمل معها.
نادية وليلى .. مشكلات الفتيات مع الرجل والمجتمع لا يغيرها تغير الأزمنة
شخصية “نادية” تحديدًا كانت الأكثر جذبًا بين صديقتى “دليلة” لما تحمله من تناقضات عدة فى تركيبتها، فنتعرف عليها فى البداية كونها شخصية متحررة، مسطحة، تتمتع بنظرات إعجاب الرجال بها، وملاحقتهم المستمرة لها، بعكس شخصية “ليلى” التى تبدو رومانسية بجرعة زائدة، تبحث عن ملاذ اَمن لمشاعرها المتهتكة بسبب عنف والدها، الذى أودعها مدرسة داخلية للتخلص من أعبائها بعد وفاة أمها، ولم يعد يسأل عنها ولا يهتم برؤيتها حتى فى الإجازات.

760529121616855

على الجانب الاَخر، تدعى “نادية” أنها لا تبحث عن الحب ولا تريد التورط فيه، تعيش اليوم بيومه، تهتم بجمالها، تبحث عن الشهرة من خلال أدوار شديدة الصغر بأفلام سينمائية، لكنها مع أول اختبار حقيقي عند وفاة “محمود” شقيق “دليلة” المقرب، تظهر قوة فى احتواء صديقيتها “دليلة وليلى” باَلامهما، وفى دعمهما لعبور تلك المرحلة، من ثم نتعرف على وجه اَخر لها بعد أن أحبت وتعلقت برجل تتبدل معه حياتها.
تطور شخصية “نادية”، يقودك لإدراك حقيقة رسخ ويرسخ لها الكاتب طوال المسلسل، وهى كيفية تغيير الحب للفرد، فتتحول القوة واللامبالاة إلى استسلام وقلق مستمر، ويتبدل الحب إلى غيرة مفرطة، تصيب بالملل و تزيد من رتابة الحياة التى كانت يومًا ما كاللوحة المفعمة بالألوان المبهجة.
على العكس كانت ” ليلى” التى لم تنجح فى أى علاقة دخلتها، بعد رحيل الحبيب الأول “محمود”، لترى بعيونها قول “حبك الأول الأول هو الحب الأخير”.
بعد مرحلة المراهقة، بدت “ليلى” أكثر استقلالية من “نادية”، وأكثر إصرارًا على النجاح فى عملها كمحامية، بعكس “نادية” التى تعمل مضيفة طيران، تعمل بجوار زوجها الطيار الذى يتحكم فى حياتها بدرجة كبيرة.

737498503644019

يحي المنيسي .. الذكوري بدرجة امتياز، كل شئ مباح لأن الأفضلية لـ”الذكر” والمرأة عروس ماريونت بيده
هو نموذج للرجل الشرقي المتسلط، باهت العقل، ممارس القمع بما يراه من أفضلية لجنس “الرجال”، تحكمه فى تصرفاته الذكورية، التى تمكنه من ارتكاب كل قبح، ومنها الخيانة، التى مارسها مع زوجة لأحد معارفه، وعلى الرغم من اعترافها له بحبها وأنها تود أن تترك زوجها لأجله، أصر على اعتبار الأمر “نزوة” و”متعة وقتية” ليس أكثر واصفًا إيها بــ”غير المحترمة”
إعجابه بفتاة صغيرة السن، جعله يسلك كل دروب الكذب ليتملك قلبها، ثم يعايرها بأن رجل مثله تتمناه الفتيات والسيدات، وهو اختارها هى فعليها أن تقدر تلك النعمة الكبرى، وفى أول أيام الزواج يتركها ويذهب لأخرى ليخونها قبل حتى أن تبدأ علاقتهما.
وحينما يكتشف أن ابنته تورطت فى علاقة مع شقيق زوجته ” سيد”، لا يراجع نفسه فيما اقترف من قبل بل يعتبرها ساقطة ينهال عليها بالسوط، ويقرر زواجها من سكرتيره الشاب المغلوب على أمره، بمداهنة وإخفاء للحقيقة، مستغلًا سلطته عليه.

لم يكف “يحيى” عن ارتكابه لكل الذنوب كبرى وصغرى على الرغم من إدعائه المستمر، أنه يحب “دليلة”، فقد برأ قاتل شقيقها”محمود” وحرمها من حلمها بالغناء لأن زوجته لا يمكن أن تصبح “مغنية”، فهى بالنسبة له مثلها مثل قطع الأثاث بالمنزل، للاستخدام الشخصي فقط وأحيانًا يراها الضيوف الذين يختارهم فقط، حتى الخيانة لم يتخل عنها وارتكبها مع سيدة أخرى تزوجها فيما بعد وسافرا سويًا، ليعيش حياته تاركًا “دليلة” من ورائه زوجة مع إيقاف التنفيذ أو مطلقة صوريًا فقط.

538599680876359

سيد .. الرجل النذل كما عرفناه فى أفلام الأبيض والأسود
“سيد” هو شقيق “دليلة”وهو الأبعد عنها، يدافع عن عنف والدته ضدها بعكس أخيها “محمود”، الذى لا ملاذ لها سواه، “سيد” منذ المشهد الأول له، اتسم بالاستهتار، همه الأول إشباع ملذاته ما بين القمار والنساء والمال والخمر، لم تتوقف خساراته على شخصه، فقد كان سببًا فى خسارة الاَخرين وإضرارهم.
“سيد” لا يرى فى المرأة سوى جسد، يأخذ منه ما يريد لإشباع شهوته، ثم يرحل دون النظر إلى ما ستخلفه أنانيته، فيكسر الكثير داخل “سلوى” ابنة “يحيى المنيسي”، على الصعيد النفسي والجسدى.
ويكرر الخسة مع زوجته الراقصة التى أخفى زواجه منها عن أهله، فيضيع زوجته ويبيعها بورقة مراهنة على مكسب قمار.وبسبب القمار أيضًا، يضيع أموال وأراض أسرته حتى لا يتبق لهم سند سوى أخته.

خلف الكاميرا .. حضور أكثر من ضعيف للنساء
بمتابعة للتتر لن تجد أسماء نسائية على الأدوار الرئيسية خلف الكاميرا، لا مؤلف القصة ، ولا المخرج، ولا مدير التصوير، ولا الإضاءة ولا الديكور، ولا الانتاج ولا الموسيقى التصويرية.
مشاهد توقفنا أمامها
كسر والدتها للعود الذى تملكه منذ الطفولة وتهديدها

596507176291198

صفعة يحيي المنيسي لها بعد إذاعة أول أغنية لها بالراديو، وهو الامر الذى اختفه عنه، ردة الفعل كانت صفعة جعلتها ترتطم بالأرض دون أن تنطق بكلمة واحدة.

390624115709215