«هى» تُقتَل وتَقتُل..فتيات قهرتهن سلطة الأسرة فألقين بحقوقهن فى سلة المحظورات
ربما لم يكن الرجل والمجتمع بشكل أشمل، هما السبب في إهدار حقوق المرأة وتدني أوضاعها في شتي المجالات.
فحالات كثيرة من النساء يصبحن هن أنفسهن قيد على أفكارهن وحريتهن، وتكفر “هي” بذاتها قبل أن يكفر بها المحيطون.
لا جدال أن النساء يعانين في مجتمع لا يؤمن حق إيمان بقيمتهن في المجتمع، وطالما اعتبرهن طاقة بشرية يجب إستهلاكها بالدرجة الأولى داخل المنزل أو في تربية الأبناء، أو وعاء جنسي يتخذه الرجل ملاذاً له، وبهذا تتحقق الصورة المثالية للمرأة في المجتمع الشرقي، وإعتبار أي اجتهادات أخرى للنساء في مجالات الحياة نوع من الفراغ، لأنه حسبما روج المجتمع على مدار سنوات “الست ملهاش غير بيتها”.
ولكن استمرت المرأة علي مدار سنوات عديدة تنتزع حقوقها يوماً بعد يوم، لينطلق من صفوف النساء نماذج فريدة ومشرفة يتسارعن لإنتزاع حقوقهن من المجتمع.
ولكن الأكثر خطورة فى مجتمع نبتت جذوره على الفكر الذكوري وتدعيمه، النساء اللواتي يعززن أكثر هذا الفكر من خلال تقليلهن لذواتهن وبغضهن لأنفسهن وجنسهن وأجسادهن أيضاً لتكون “هي” السلاح الأكثر فتكاً في وجه بنات جنسها.
تعذيب الجسد
ثقافة الأسرة الصغيرة التي استمدت أفكارها من مجتمع أكبر منها، جعلت “ت.م” تصفع جسدها يومياً بعلاقات جنسية غير كاملة مع رجالٍ لم تحمل تجاههم حتى أقل مشاعر الحب والمودة.
لماذا تفعل ذلك؟! لتنتقم من جسدها وترفع عنه وشاح العفة التي طالما طالبتها أفراد أسرتها بحبسه في صندوق من الذهب حتى يأتي الرجل المنتظر لتهبه سنوات عمرها الفاضلة، “ت.م” تعاني من بغض للذات ملموس في كل فعل تقوم به ضد جسدها، ولكن ختانها وهي في ال12 من عمرها، كان التجربة الأقسى على جسدها الهزيل رغم تجاوزها الـ25 من العمر.
وتتحدث “ت” عن جريمة الختان قائلة: “بسبب أفكارهم وفزعهم على العفة، أصبحت أنا أول من يدنس جسده”.
فتاة الأزهر
مأساة “ش.س” أنها طالبة أزهرية قررت استكمال دراستها العليا في جامعة أخرى لتتخصص في مجال اللغة العبرية، تكاتف ضدها أفراد أسرتها الذين أجبروها من البداية على دخول جامعة الأزهر باعتبارها الأفضل والأنسب لعادات وتقاليد العائلة، إضافة لكونها لا تسمح بالاختلاط “بنات وبس”.
خضعت “ش” لرغبة أسرتها، وبعد تخرجها طالبها والدها بعمل ماجيستير في اللغة العربية، وكانت الطامة الكبري بالنسبة له أنها تنوي دراسة اللغة العبرية.
استمرت لفترة لم تتجاوز الشهرين تحاول إقناع والدها بموقفها حتى فقدت الأمل في تحقيق هدفها الدراسي، وبعد تفكير عميق توصلت للاَتي: “مش فارقة الماجيستير.. في جميع الأحوال هتجوز وأقعد في البيت”.
هوس أم
لا أحد ينكر محبة الأم لأبنائها، ولكن “ن.ب” التي أكملت عامها الثلاثون منذ أيام، ترى رغبة أمها الحارقة في الإقبال على الزواج قبل “مايفوتها قطر الجواز وتعنس”، تعتبر والدة “ن” عمر ابنتها أصبح ناقوس الخطر الذي يدق فوق رأسها، وباستمرار تنهر الفتاة وتؤنبها على بقائها حتى الاَن دون رجل يكون لها ستراً وغطاءً من كلام الناس حتى لو كان رغماً عنها.
المؤسف أن “ن” تستعد الاَن لتجهيز بيت الزوجية، مع رجل لم تحبه قط، فقط رغبتها في الهروب من أفواه المقربين وأولهم والدتها، إلى جانب اعترافها بأنها بدأت تتشكل داخلها مخاوف فعلية مثل، أنها بدأت تكبر في العمر وأن فرصها في الزواج ستقل يوماً بعد الاَخر. ونتيجة تلك المخاوف تبدلت أفكار “ن”، وخضعت لفروض العنوسة وقطر الزواج قائلة: “الجواز هاينقذني من أسئلة الناس، ولو أطلقت أهو اسمي اتجوزت”.
تجارب ونماذج لثلاث فتيات، كن ضحايا أنفسهن قبل المجتمع، بينما وضعت أسرهن “صك القهر” على شخصياتهن، وبدأت كل فتاة منهن شيئاً فشيئاً تتنازل عن حقوقها، وأحلامها، وحتى رغبتها في حياة سعيدة، بسبب كفر أسرهن بحقهن في حياة متزنة وسوية.
وتبدأ هؤلاء الفتيات وغيرهن يعانين من تهميش وإهدار لحقوقهن في حياة من إختيارهن، وفي إقامة أسر على حطام أرواحهن وأجسادهن، وخلق جيل قادم قد يكون أكثر تشوهاً وتعقيداً منهن في أفكاره.