“مريم نعوم” الرابح الأكبر من المسلسل ككل، و”توقيعها” على العمل عامل رئيس فى التفاف الجمهور والنقاد حوله.

شخصية “هانيا” وقصتها رفعت النقاب عن أزمة البحث عن الحب ولو فى بحر الخطايا

الرجل فى كل مكان تحت سيطرة “إزدواجيته”:

· حاتم “الكذب والغيرة والكبرياء حكر عليه”

· على “لم ينظر للقيم القديمة فى اختيار شريكته وانتفضت داخله مع أخته”

· هشام “زوجته تعرف من يريد فقط أن تعرفه والغفران فى نظره غير مُستحَق لامرأة سقطت فى بئر الإدمان فى يوم ما”.

مسلسل تحت السيطرة : قصة مريم نعوم وتامر محسن، سناريو وحوار: مريم نعوم، إخراج: تامر محسن، بطولة: نيللى كريم، جميلة عوض، إنجى أبو زيد، سمر مرسي، رانيا شاهين، جيهان فاضل، محمد فراج، ظافر عابدين، هانى عادل، أحمد وفيق، هانى خليفة.

كتابة إبداعية أعادت الحياة للقضية الأكثر رتابة فى الدراما

هو العمل الأكثر جدلًا خلال شهر رمضان، قصص متشابكة تتصدر تفاصيلها نقاشات مواقع التواصل الاجتماعى، نساء يحركن الأحداث وعقولهن وقلوبهن تتحدث وليست أجسادهن، ورجال مهما اختلفت أعمارهم ومرجعياتهم وثقافاتهم تجمعهم “الإزدواجية”

عن «تحت السيطرة» نتحدث، هذا المسلسل التلفزيونى الذى كان محور حديث الكثيرين خلال شهر رمضان، واحتل صدارة الجدل بل لم يضاهيه فى هذا أى مسلسل اَخر.

رغم أن الفكرة الرئيسة للمسلسل بدت فى البداية رتيبة مكررة، وهى اقتحام عالم الإدمان والمدمنات والمدمنين، خاصة من الطبقات “العليا”، ومع أن المحور الرئيس استُهلِك من قبل مرارًا حتى سئم الجمهور الأعمال التى تذهب بهذا الاتجاه لأنها لا تقدم سوى رسائل مباشرة أشبه بما يذكر بالكتب الدراسية أو إعلانات الحملات القومية ضد الإدمان، إلا أن “تحت السيطرة” نجح فى اتخاذ منحى مغايرٍ وذهب بعيدًا عن تلك الحدود التقليدية ورأينا عالمًا واقعيًا شخوصه تشبهنا، نساءً ورجالًا، أحداث مرت علينا أو مررنا عليها، ومشاعر عبرت القلوب فى مواقف حياتية متكررة ليست مفتعلة.

143566292710602

 

خلطة «مريم نعوم»

قدمت الكاتبة “مريم نعوم”، خلطة سحرية نجحت فى مخاطبة المشاعر، وإثارة العقل، ورفعت سقف الجدل ومواجهة الذات بتناقضات تسكن داخل كل إنسان مدمن أو غير مدمن.

الكاتبة التى أضحى اسمها ماركة مسجلة فى عالم الإبداع، أعطت جرعة مكثفة من الصدمات فى العلاقات بين الرجل والمرأة، من كافة الزوايا كشفت من خلالها التناقضات التى تشبع بها الرجل المصري مهما كان مستوى تعليمه وثقافته.

استطاعت “نعوم” القيام بتلك المهمة فى كافة أعمالها تقريبًا بداية من فيلم واحد صفر مرورًا بمسلسلى ذات وسجن النسا وصولًا إلى تحت السيطرة، لكن فى تحت السيطرة تزداد القدرة على قراءة ما يعتمل داخل الرجل وإبرازه بصورة غير مفتعلة تتسم بالتحفز، وتمكنت ببساطة غير معهودة من أن تجعل التناقضات الفردية فى العلاقات المجتمعية خاصة بين المرأة والرجل محورًا موازيًا للمحور الرئيس.

ولأن القصة بخيوطها المتشابكة وأبعادها المترامية وتفاصيها المعقدة كانت الأكثر إثارة وبريقًا بين عناصر العمل، ارتبط نجاح المسلسل بترديد اسم كاتبته بصورة تناظر ترديد اسم بطلته “نيللى كريم” لتتحول “مريم نعوم” لحالة متفردة لدرجة لم تسمح للممثلات أو الممثلين أو المخرج أن يأخذوا من بصمتها شيئًا.

307558806380257

مريم .. تحت سيطرة الحب سقطت فى الخطأ وتحت سيطرة الخوف من الماضى سقطت فيه مرة أخرى وتحت سيطرة مجتمع لا يرى سوى بعين واحدة، تحارب ضغوطه حتى لا تعود إلى نفس العالم

شخصية “مريم” التى قدمتها نيللى كريم عكست ارتباكًا تعانيه أغلب النساء فى مجتمعنا العربي، عندما يقعن فى أخطاء هى بنظر المجتمع “كبائر”

“مريم” التى تورطت فى إدمان المخدرات، هربت منه ومن البيئة التى ولد بها خطؤها إلى بيئة أخرى وعالم اَخر، وقررت إخفاء الماضى عن كل جديد فى حياتها حتى لو كان زوجها، وهذا بسبب الخوف الذى يتملك كل امرأة ترتكب خطئًا هى تعلم أنه قلما يُغتفَر من الذكر.

بمجرد عودتها إلى حيث كانت تعيش وهناك ولد “إدمانها”،  تكتشف فى نفسها ضعفًا ويتملكها رهاب من العودة للإدمان مجددًا، تتقاذفها أفكار ومخاوف واضطرابات، وفى ظل هذا الصراع النفسي نصطدم بشريك اَثر الخروج من عالمها مفضلًا الخلاص على حساب الإخلاص، “حاتم” نموذج واقعى للرجل الذى يعطيك انطباعًا وشعورًا بالتحرر وسعة الأفق، ومع أول اصطدام بالضوء ينكشف الصدأ الموجود على شخصيته، ويظهر الوجه الحقيقي للرجل الشرقى الذى يعانى انسدادًا فى الأفق، وتتحول ادعاءاته بالتفتح إلى إدعاءات بأنه مالك الفضيلة.

958868883782998

“مريم” التى اصطدمت بردة فعل “حاتم” إزاء معرفته بإدمانها فى مرحلة من مراحل حياتها، قررت ألا تعيد الكرة فى تجربتها الجديدة مع رجل أظهر تحررًا واستنارة، ظل يؤكد عليهما ويربطهما بسفره للخارج، وتغرب ثقافته، لكن كل ذلك ما هو إلا طلاء أزاله سريعًا اعترافها له بهذه الحقيقة، عندها اعتبر مدعى التحرر “المصاحبة” عرضًا مناسبًا أمام ذلك الاعتراف لأنه لا يقبل الزواج بمدمنة، لتظل “مريم” تعانى من نظرة دونية بسبب خطأ لو هؤلاء الرجال وقعوا فيه مثلما وقعت، لاعتٌبِر “طيش شباب”، بينما هى كُتِب عليها أن توضع فى خانة “الساقطات”.

اختارت “مريم نعوم” أن تجعل شخصية “مريم” تتحدث بما يجول داخلها بصوت هادئ فى الخلفية، يحكى عن مخاوف غير مبررة، وقصص غير مكتملة كما هى أمامنا شخصية غير مكتملة الملامح لكن بمرور الحلقات وتبين جوانب أكثر عمقًا بشخصية مريم، اختفى الصوت الخلفى ولم نعد نرى “مريم” تحدث نفسها كما كان.

اعتمدت “مريم نعوم” مع شخوصها كافة أن تمضى تدريجيًا فى اكتشاف ما داخل كل منها.

658053310820833

سلمى .. قوية على طول الخط حتى مع لحظات الضعف، قوية فى تحملها انتكاسات زوجها ودعمه، وقوية عندما وقفت فى وجه المجتمع والزمن، وقوية يوم اختارت أن تبدأ حياة جديدة هو خارجها، قوية يوم واجهت رجل “الصالونات” بغروره.

“وُضِعت فى نفس الطريق الذى وضع فيه “حاتم” فاختارت هى تذليل عقباته بينما هو عاد سريعًا لأن الخطأ والحجة «كبرياء رجل»”

فكما هو الحال مع مريم، ظهرت “سلمى” فى الحلقات الأولى شخصية فظة، عنيفة، شديدة التشكك فى زوجها، تهدم بيتًا اَخرًا حتى تحافظ على زوجها رغم يقينها بأنه المخطئ، لكن مع تتابع الحلقات، تنجلى جوانب أخرى فى شخصية “سلمى” وبسلاسة تتحول شخصيتها لمحور لكشف عورات شخصية “حاتم” زوج “مريم”.

“سلمى” و”حاتم” يربطهما مسار مشابه ، كل منهما زوج لمتعافٍ من الإدمان، سقط فيه مجددًا لكن “حاتم” دائمًا ما يختار الطريق الأسهل وهو الهروب من المشكلة وكأن الطرف الاَخر خاضع لأحادية فكره وقراراته.

بعكس “سلمى” التى اختارت الطريق الأكثر وعورة وتحملت كل المتاعب التى تلاحقها مع معاشرة رجل مدمن لأنها تعلم أن الخطأ قابل للعلاج بالدعم والمساندة وليس التحقير والإهانة كما فعل “حاتم” وكأن الخطأ محطة غير مصرح للمرأة بالعبور عليها، “سلمى” رسخت لمبدأ يقضي بأن الحب يلاحقه “التسامح” و”التضحية”.

عند نقطة اللا أمل فى التغيير.. اختارت “سلمى” الرحيل بعد أشواط من العذاب النفسي واَخرها البدنى مع زوجها المدمن “طارق”، لم تتمكن من فتح أبواب القلب لاَخر سريعًا، على الجانب الاَخر كان “حاتم” يسابق الزمن ليتزوج أخرى بعد تطليقه لـ”مريم” وعلى الرغم من أنه اعتبر خطيئة “مريم” الكبرى إخفائها الكثير من ماضيها عنه، استخدم هو الأداة نفسها مع زوجته الثانية التى عاش معها غريبًا، يخفى ويكذب حتى حينما أراد أن ينهى علاقته بها نهاها بكذبة، وكل ذلك فى قاموسه مباح، لكن لنفسه وفقط.

لم يرض لـزوجته الأولى بعد فترة ليست بالقصيرة، أن تبدأ حياة أسرية جديدة، وكأنها ملزمة بالوقوف عند نفس النقطة التى اختار هو الابتعاد عنها عندها، بينما هو يسير حياته كما يرتأى، ويتفنن فى عقابها بسعيه المستميت لضم ابنتهما لحضانته ليحرمها من أمها ويحرم أمها منها.

734679660527036

“هانيا”.. كشفت أن المراهقات يبحثن عن “الحب” وحسب.. التمرد على الواقع يسوق للخطأ أحيانًا والتمادى فيه قد ينتهى بــ”العجز”

الحرمان الذى تعيشه الابنة، كان عاملًا رئيسًا فى انغماس “هانيا” فى عالم الإدمان، فهذه المراهقة التى لم تتجاوز الـ16، اَلمتها وحدتها فزجت بنفسها فى عالم الضجيج والصخب، لتقضي ساعات وسط أصدقاء لا يسمعون بعضهم البعض وسط أصوات الأغانى العالية، لا يجمعهم كلام جاد ولا حكاية خاصة بسبب المسكرات التى تحقق الهروب من وحدة مفروضة عليها فى منزل بلا أب، اختار الوجود افتراضيًا باسمه والمال الذى يرسله، وأم رغم التزامها المنزل واختيارها أن تكون ربته إلا أنها تبعد أميال عن فتاتها المراهقة.

791433574166149

الحالة التى تكتنف “هانيا”، جعلت “علي” هو الأقدر على احتوائها وتعويضها عن الوحدة التى تشعرها، أبهرها عندما أهان صديقها أمامها ولم يتمكن صديقها من الرد ( صديقها فى نفس الصف الدراسي بعكس علي الذى يكبرها بسنوات كثيرة )، ملاحقته لها على الرغم من انخراطه فى العديد من العلاقات، كلها عوامل دفعتها للقبول بالسير معه فى نفس طريقه المفروش بالأخطاء، ومن حشيش إلى مخدرات، هروب من الأم وسرقة أموالها، من مدرسة دولية وتفوق دراسي إلى مرحلة اللا تعليم ولا مستقبل أكاديمي، ومن علاقة عاطفية إلى علاقة كاملة دون سند قانونى، ثم حمل مبكر، ثم زواج عرفي لأن الفتاة مازالت قاصرًا، أخطاء وراء أخطاء، حتى فقدت الجنين المحاط بأحشائها، ومع ذلك لم تفكر حينها فى العودة عن الإدمان، بل مضت قدمًا وكأن خسارة لم تخسرها، حياة خاوية بلا جديد أو تقدم وكأن عقارب الساعة توقفت، وذهب المال بسبب المخدرات، فاعتمدا سويًا على السرقة حتى أضحت أسلوب حياة، وعلى الرغم من سقوط “هانيا” أكثر فأكثر فى بئر الظلام الذى تستطيع أن ترى ظلامه حول عينيها، لم تفكر نهائيًا فى أن تطلب من على الخروج سويًا من هذا الظلام للنور، ولا حتى أقدمت على الخروج وحدها.

قبول القهر والتعايش معه وبقايا الحب، كتبوا للعلاقة عمرًا اَخرًا، هكذا اختارت “هانيا” طواعية أن تستمر مع “على” رغم أن ما تعتقده حبيبًا قدمها فريسة ثمنًا لــ”تذكرة الهيروين”.

“هانيا” لم تفكر فى العودة إلا حينما فقدت قدرتها على السير وكتب عليها أن تكمل حياتها على كرسي متحرك بسبب خطأ فى حقن نفسها بحقنة المخدرات، عندها فقط تتوقف رحلتها مع العناد وتتمرد على حالة العجز التى سلمت نفسها لها، النهاية القاسية لدرجة كبيرة خاصة فى ظل تعاطف واسع مع الشخصية، بدت منطقية بعد إصرار “مستميت” على النزول إلى أسفل الدرك.

مهما اختلفت الثقافة، مهما تباين الوسط الاجتماعى .. يظل الرجل أسير الإزدواجية

878456874052063

حاتم:  (ظافر عابدين)

الجانب الأسهل فى قراءة شخصيته، هو الرجل المتحرر، الداعم، المنفتح على الاَخر، بينما فى العمق، انتفضت داخله القيم الذكورية، وكل ما أدعى أنها مشكلاته مع “مريم”، فعلها فى زيجته الثانية من كذب وإخفاء، مع العلم أن “مريم” أخفت بسبب الحب وتخوفًا من رد فعله كرجل شرقى تجاه ماضيها مع الإدمان.

“حاتم” ككثيرون من الرجال تعصب أعينهم الغيرة وحب الامتلاك والكبرياء، فيعاقبون شريكاتهن بحرمانهن من أعز ما يملكن وفى الغالب لو وجد أبناء يكونون هم السبيل للعقاب، ويلجأون فى ذلك للقانون الذى فى أغلب الأحيان يقف فى صف الرجل على حساب المرأة، دون النظر لا لحق المرأة ولا لمصلحة الطفل وإنما لإرضاء غرور وكبرياء مخلوق  يحمل لقب “ذكر”.

بالنهاية  اعترف”حاتم” لصديقه “هشام” بحبه لـ”مريم”، ومع ذلك لم يكن مبررًا للتعاطف معه أو تبرير ما اقترف، لأنه أكد من جديد على أزمة فى تركيبة الرجل الشرقي الذى يفصل الحب عن الاحترام.

526568034663796

على: ( محمد فراج)

خلال الحلقات الأولى، تعرفنا عليه شخصًا مستهترًا، المال بيده وسيلة لإرضاء شهواته المادية، من شرب حشيش وخمر وسهرات صاخبة، لم نعلم عنه أنه أتم تعليمًا جامعيًا أو لم يفعل، كل ما رأيناه شخصًا أثارته مراهقة، وأصر على استدراجها لعالمه، وعلى الرغم من صورته غير المتزنة، إلا أن إصراره على التمسك بـ”هانيا” حتى حينما أرادت ترك والدتها والعيش معه، جعل قطاع من المراهقات يرينه نموذجًا لحبيب مثالى، سواء كانت تلك الحالة هدفًا لــــــ”مريم نعوم” أو لا، فهى كشفت عن أن الوحدة التى تعانيها “هانيا” والبحث عن أى ملاذ حتى لو كان ثمن الاحتماء به باهظًا، هى حالة واسعة الانتشار بين كثيرات فى نفس المرحلة العمرية للشخصية.

فى اختبار صعب، رسب “على” بامتياز حينما فضل “مزاجه” على حساب حماية “هانيا” التى شاركته كل شئ، فاشترى “تذكرة” المخدرات وقبل أن تدفع ثمنها زوجته بجسدها.

“علي” سلم نفسه للأمواج تتقاذفه حتى بلغ الجنون، ومع الجنون تأكدت إرهاصات انعدام الرجولة فيه عندما اندفع لاغتصاب “هانيا”.

156928003998473

هشام: ( هانى خليفة)

قدم نموذجًا مشابهًا إلى حد كبير لنموذج “حاتم”، الرجل ذو القشرة البراقة، المتحرر المنفتح على المجتمع لكنه يحتفظ بنفس الإرث العفن الذى يجعله يتحكم فى معارف شريكته و علاقاتها، فيفرض عليها ألا تتعامل مع ابنة خالتها “مريم” لأنها كانت مدمنة فى فترة ما فى حياتها ويصفها بـ”غير المحترمة”، بينما هو كرجل لا يسمح لها بأن تتدخل فى تصرفاته أو معارفه، وعندما طلبت منه ألا يقوم بدور “الخطبة” مع “حاتم” حتى لا يتزوج فور تطليقه لـ”مريم” لا يسمع لها ولا يعنى برأيها.

136579777346924

طارق:  ( أحمد وفيق)

أحب فدمر حبيبته الأولى، ولما تركته دمر حياتها وحياة شريكها التالى، تزوج فأضاع عمر زوجته وقتل حلمها بالإنجاب، دمر أسرته وقتل أخاه، ارتكب كل الحماقات بحق من حوله، هو العاجز رغم إرادة كل من حوله ودعمهم له حتى يستفيق من غيبوبة الإدمان .. فبأى منطق يطلق عليه “رجل”؟

حضور نسائي ضعيف خلف الكاميرا

507664957782254

بعكس ما كان عليه العمل الذى قدمه الثنائي “مريم  نعوم” و”نيللى كريم” العام الماضى “سجن النسا”، على صعيد الحضور النسائي الطاغى ليس فقط فى الشخوص، وإنما على مستوى القصة نفسها التى تعود لنص للأديبة فتحية العسال والإخراج مع المخرجة الأكثر تميزًا “كاملة أبو ذكرى” وفى الديكور وتصميم الملابس وإدارة التصوير،بينما جاءت كل هذه الأدوار فى “تحت السيطرة” دون أن توقيع نسائي على أى منها.

اختفى العنصر النسائي من أدوار ؛ الإخراج – مدير الديكور – المونتاج – مدير التصوير.

جملة توقفنا أمامها كثيرًا

“لا يا هانيا أنا أختى مش زيك”

كانت هذه الجملة، سبب انقلاب نظرة كثيرات لــ”على” بعد أن قضين ثلثي المسلسل تقريبًا يرينه شابًا تخلص من القيم القديمة الرجعية، وأتت الجمل فى معرض حديث بين “على” وصديقه الذى جاء إليه يخبره أنه تقدم لخطبة أخته وقد وافق خاله ووالدته على مطلبه، حينها هب “على” رافضًا طلبه، لأنه تعرف على أخته دون علمه، ولأنه أقدم على تلك الخطوة دون أن يتوجه له مباشرةً عندها ردت “هانيا” بالقول: بيحبوا بعض سيبهم يتجوزوا زي ما إحنا حبينا بعض و اتجوزنا، فلم يتوان أن يرد بعصبية تكشف بوضوح إزدواجية الرجل المصري “لا يا هانيا أنا أختى مش زيك”.