لاتزال الانتخابات الأمريكية، محور اهتمام العالم بأسره، لم تتأثر أبدًا وتيرة متابعة أخبارها مهما تصاعد الغضب الدولى من سياساتها خاصة تجاه الشرق الأوسط، ويبقى شاغلنا الشاغل مرشحي رئاسة الدولة الأهم بين دول العالم.
وفى هذه الانتخابات المزمع إجراؤها فى يناير المقبل، تظهر المرأة بقوة في تفاصيلها، حيث تظهر نتائج الاستطلاع الصادر مؤخرًا عن كل من شبكة “إن بي سي” وصحيفة “وول ستريت جورنال”، تصدر “هيلارى كلينتون”، فى المنافشة على الحصول على ترشيحات الحزب الديمقراطى للرئاسة.
فيما أظهر الاستطلاع نفسه، أن إمبراطور العقارات “دونالد ترامب” لايزال يتصدر قائمة المرشحين الجمهوريين، وهو المرشح الأكثر معاداة للمرأة وحقوقها.
“دونالد ترامب” هو المرشح الأكثر إثارةً للجدل، بين كافة الأسماء المطروحة فى هذا الملف، وذلك بسبب تصريحاته التى فتحت النار على جبهات مختلفة، أهمها ما استهدف به النساء، بعد أن قذفهن بوصفهن بالخنازير مرة والقاذورات الكلاب مرةً أخرى، وهو ما يمثل عنصرية ليست جديدة عليه فهو من هاجم من قبل الأمريكيين السود والمكسيكيين، علانية.
فم عكر .. سباب مستمر .. عنصرية
يُعرَف عن “دونالد ترامب ” أنه سليط اللسان وردوده مخزية وسفيهة في موضوعات وقضايا شديدة الجدية، كما أنه لا يجيد التعامل بحرفية مع معارضيه بل يزيد استعداءهم، وخاصة لو كانوا من النساء.
أولًا:
خلال مناظرة على قناة فوكس نيوز أدارتها الصحافية الأمريكية “ميغن كيلي”، طرحت “كيلي” عددًا من الأسئلة الملحة بشأن تصريحاته الجنسية ووصفه للنساء بأنهن، خنازير سمينة، وكلاب كسالى وحيوانات مقرفة.
فرد عليها بأن هذا سؤال تافه وفى غير محله وأن البلد ليس لديها وقت لمثل ذلك، وأضاف قائلًا “أنا أقول هذا لــ”روزي أودونيل” فقط”، قاصدًا، مقدمة البرامج الشهيرة والخلاف الشهير بينه وبينها حيث وصفها بـ”الخنزيرة السمينة” أكثر من مرة منذ العام 2007 .
هذا وقد عبر “ترامب” عقب المناظرة، عن استيائه من أسئلة “كيلي” عن تصريحاته المناهضة للنساء، وقال ” أنا لا أكن الكثير من الاحترام لها” وأضاف مشيرًا إلى الدورة الشهرية “كان بالإمكان مشاهدة الدم يخرج من عينيها والدماء تخرج من أي مكان”.
وعلى إثر تلك التصريحات المعادية، علقت المرأة الوحيدة بين مرشحى الحزب الجمهورى “كارى فيورينا” على حسابها على موقع تويتر، مؤكدةً أن ما قاله “ترامب” لا يمكن التسامح معه وأنها تدعم ميغين كيلى
ثانيًا:
وصف “ترامب” رئيسة صحيفة فينغتون بوست ” آريانا هايفغتون” بـ”الكلبة”، وقال عنها “إنها قبيحة من الداخل والخارج”
ثالثًا:
كتب عبر حسابه على تويتر، تغريدة ينتقد فيها المغنية “بيت ميدلر”، دون ذكر أى سبب، ووصفها بأنها قبيحة.
رابعًا:
ذهب بعيدًا بعنصرية وصرح قبيل المناظرة الأولى بين مرشحي الحزب الجمهوري، إنه يتميز عن باقي المرشحين الجمهوريين بالصدق ونسائه الأكثر جمالًا.
هل تنتخبه النساء؟
وفى أغسطس الماضى، أصدر مركز جالوب الدولى للدراسات واستطلاعات الرأى، تقريرًا لمسح أجرى فى الفترة من 8 يوليو حتى 13 أغسطس، وأظهر أن تأييد نساء الحزب الجمهورى لــ”ترامب”، محدود يقدر بنسبة 50% فى مقابل 59% بين الرجال.
لكن نتائج استطلاع شبكة “إن بي سي” وصحيفة “وول ستريت جورنال” الأخير، تكشف أن “ترامب”، يتقدم عن بقية مرشحى الحزب الجمهوري.
وهو ما يطرح تساؤلًا عريضًا بشأن التعارض بين تقدمه وهو “يعادي النساء بهذه الطريقة الفجة” من ناحية، وتقدم “هيلارى كلينتون” وهى امرأة تدافع عن حقوق النساء، وتعد رمزًا للدفاع عن قضايا المرأة من ناحية أخرى.