مرض نعانى منه منذ فترة و الورم يزداد تورمًا و الجرح يزداد غورًا و لا أحد يساعدنا على الخروج مما نحن فيه، لا طبيب يعالج ، و لا حتى هواء نقى ينعش ويعيد الأمل، فما المفاجئ إن علمنا بالأرقام أننا فى المكان الأسوأ الذى ستتاَكل فيه أجسادنا وتذبل أرواحنا.

هذا بالضبط هو حالنا بعد أن أعلنت وكالة “رويترز” للأنباء عن نتائج دراسة أجراها ذراع الوكالة المعني بالعمل الخيرى “تومسون رويترز” خلال شهرى أغسطس وسبتمبر

المرأة المصرية: قدمت روحها قربانًا لحرية بلدها ومع ذلك بلدها أسوأ مكان تعيش فيه المرأة

جاءت نتيجة الدراسة لتلقى بمصر فى أخر قائمة الدول بالنسبة للمرأة كى تعيش فيها، حيث خلصت الدراسة إلى أن “مصر أسوأ مكان بالعالم العربي يمكن أن تعيش فيه المرأة”.

و بالتالى من المتوقع أن تجد أى دولة مهما كان حجمها أفضل من مصر حالًا بالنسبة للمرأة فتأتى دول مثل: قطر والأردن والكويت فى مراتب متقدمة عن مصر ونجد أن سلطنة عمان هى من تصدر المركز الثانى بعد جزر القمر فى القائمة كأفضل الدول بالنسبة لحقوق المرأة و معيشة المرأة فيها.

هذه الدراسة أجريت لتقييم وضع المرأة فى 22 دولة هم الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية (مع ضم سوريا للدراسة رغم تعليق الجامعة عضويتها)

التقييم كان فيما يخص العنف ضدها، والحقوق الصحية، والمشاركة السياسية، والوضع الاقتصادى، والحماية الإجتماعية

و جاء ترتيب الدول وفقًا للدراسة الصادرة مؤخرًا كما يلي:

1-جزر القمر

2-سلطنة عمان

3-الكويت
4-الأردن

5-قطر

6-تونس
7-الجزائر

8-المغرب

9-ليبيا
10-الإمارات العربية المتحدة

11-موريتانيا

12-البحرين
13-جيبوتي

14-الصومال

15-فلسطين
16-لبنان

17-السودان

18-اليمن
19-سوريا

20-السعودية

21-العراق
22-مصر.

المدهش فى هذه الدراسة أنها وضعت على سبيل المثال دول مثل: السعودية واليمن وسوريا والعراق، من بين الدول التى تسبق مصر فى مجال حقوق المرأة، وهذا غريب نسبيًا، نظرًا للأوضاع المزرية للمرأة فىهذه الدول، فالسعودية حتى اللحظة فى صراع مع المرأة حول قيادة السيارة التى هى أبسط الحقوق فضلًا عن التضييق الممارس ضد المرأة فى مجالات الحياة العامة واليمن التى تحل كالدولة العربية الوحيدة ضمن قائمة أسوء 20 دولة فى زواج القاصرات.
وأيضًا العراق وما تعانيه المرأة منذ الغزو الامريكى من إرتفاع فى معدلات الاغتصاب، العنف الاسرى، الأمية.

وسوريا وما تتعرض له النساء من انتهاكات جنسية وجسدية وخروج من دائرة السياسة التى هى متضطربة الاَن ولكن لا تظهر حتى فى جوانب الحوارات المتقطعة.

الدراسة استندت فى رصدها وطرحها للأسئلة على بنود اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي وقعت عليها 19 كانت أولهم فى الإقدام على توقيها مصر.

كشفت الدراسة عن وضع متدنى للمرأة المصرية على على كافة الأصعدة :
1) المرأة المصرية شهدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد ثورة 25 يناير خروجًا عظيمًا من المشهد السياسي و نذكر مهزلة برلمان ال 2% بعد ثورة شاركت فيها بنسبة لا تقل عن 50 % ، بعد أن دخلت 9 سيدات فقط البرلمان
2) المرأة المصرية هى أكثر نساء العالم تعرضاً للتحرش، بعد أن أكدت دراسة صادرة عن هيئة الأمم المتحدة مؤخراً ان 99.3 % من النساء المصريات يتعرضن للتحرش

3) 91 امرأة تعرضن إما للاغتصاب أو للاعتداء الجنسي في العلن في ميدان التحرير خلال عام 2013
4) 27.7 مليون امرأة مصرية هن ضحايا ختان الإناث يمثل هذا أكبر عدد من الضحايا يتواجد فى بلد واحد فى العالم !
5) مصر الأسوأ من حيث وضع المرأة فى العمل لما تتعرض له من تمييز على أساسس الجنس

6) ارتفاع نسب الأمية بين النساء، حيث تمثل المرأة نسبة تصل لثلثى الأميين فى مصر

كل هذا و اكثر من حقائق تتحدث عن وضع مزرى للمرأة المصرية ، ووقائع لا تعكس وضعًا متراجعًا للمرأة وحدها وإنما للدولة المصرية ككل، لأن عظمة الأمم و تقدمها يقاس بمدى احترامها حقوق الإنسان على أرضها والمرأة إنسان.