فى فبراير سنة 1951 قادت المناضلة والمدافعة عن حقوق المرأة “درية شفيق” مظاهرة نسائية كانت تضم ما يزيد عن ألف سيدة بينهن نساء الإتحاد النسائي واتحاد بنت النيل الذى أسسته.
تحركت المظاهرة من قاعة ايوارت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى البرلمان، واقتحمن بوابته واستمرت المظاهرة أربع ساعات ودخلت “درية شفيق” إلى نائب رئيس البرلمان، واتصلت هاتفيا بـــ” علي زكي العرابى” رئيس البرلمان لتحصل منه على وعد بالنظر فى مطالب المرأة المقدمة، التى كانت تشمل ضرورة التمثيل السياسي فى البرلمان والحكومة، وتعديل قانون الأحوال الشخصية بما يضمن تقييد تعدد الزوجات والطلاق.
ولم تكتف بذلك ،بل توجهت ومعها سيزا نبراوى ( إحدى رائدات الحركة النسوية والمعروفة برفيقة درب هدى شعراوي) فى صباح اليوم التالي ومعهما وفد إلى قصر عابدين ليقدمن صورة من مطالبهن للبرلمان ومنه توجهن إلى مجلس الوزراء لتلتقي رئيس مجلس الوزراء.

وبعد شهر من هذه الأحداث لم يتغير شئ ولم يجد أى جديد إلا بإستدعاء “درية شفيق” للمثول أمام المحكمة فى شهر مارس اللاحق على تلك الوقائع وتهمتها كانت اقتحام البرلمان، ومع ذلك كانت تلك القضية باباً للمحاميات ليقلن ” نحن هنا مثلنا مثل الرجال وسندافع عن حقوقنا” وتقدمن الدفاع عن درية شفيق وبينهن المحامية الشابة مفيدة عبدالرحمن، التي كانت من أوائل المحاميات فى مصر.