بخطى بطيئة ومضطربة تسير في شوارع تكدسها السيارات وتعج بالمارة، بعد وصولها في القطار القادم من الصعيد إلى القاهرة الغريبة عليها. لم تبرح الأفكار والمخاوف رأسها منذ وطأت قدمها أرضية القطار، لكن ليس أمامها حل اَخر ولا وجهة أخرى لتهرب إليها من مصيرها القاتم بعد أن قررت أسرتها تزويجها قسريًا من ابن عمها الذي تحرش بها جنسيًا.

الشمس بدأت تغيب ومازالت هائمةً على وجهها. أنهكها السير فافترشت شاكلة الطريق وأغمضت عينيها وأخذت تشد أزر نفسها وتردد في جوفها «التيه أهون من الإذعان للأمر بالقتل الذي أصدروه»، حتى ارتعدت خوفًا عندما وجدت أحد المارة يمسك بيدها ويضع بين أصابعها نقودًا معدنية.

عن قصة واقعية

 

اللوحة للفنان الهندي موهان كومار