بالصور- ندوة «المرأة في المسلسلات الرمضانية».. محاولة للإجابة عن سؤال «هل نقل للواقع أم ترويج للعنف ضدها؟»
تبقى صورة المرأة في الدراما المعروضة على الشاشات خلال شهر رمضان، موضوع الساعة وخاصة في ظل كثافة الرصد والمتابعة سواء من جهات رسمية متمثلة في المجلس القومي للمرأة، أو من جانب المجموعات النسوية، أو حتى من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، أقامت منظمة «WAN-IFRA» ندوةً بعنوان «المرأة في المسلسلات الرمضانية» في أحد فنادق القاهرة مساء الأحد الموافق 18 يونيو الجاري، بالتزامن مع قرب انتهاء شهر رمضان.
WAN -IFRA أو المنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء، تتمثل مهمتها في حماية حقوق الصحافيين في جميع أنحاء العالم، وتمثل أكثر من 18 ألف صحيفة و15 ألف موقع إلكتروني وما يزيد عن 3 آلاف شركة إعلامية في أكثر من 120 بلدًا، وتتميز المنظمة من حيث موقعها كرابطة عمالية عالمية تقوم على حقوق الإنسان للدفاع عن حرية الصحافة وتعزيزها، إلى جانب تعزيز الاستقلال الاقتصادي لوسائل الإعلام كشرط أساسي لهذه الحرية.
تحدث خلال الندوة كل من “سوزان قليني” رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، والكاتبة الصحافية “كريمة كمال” الحاصلة على جائزة القيادة في التحرير لبرنامج “النساء في الأخبار” لعام 2017، المنبثق عن منظمة «WAN-IFRA»، والكاتب الصحافي “محمود مسلم” رئيس شبكة قنوات DMC الفضائية، ورئيس تحرير جريدة الوطن، والخبير الإعلامي “ألبرت شفيق” رئيس شبكة قنوات النهار، وأخيرًا “خالد البرماوي” الصحافي المتخصص في الإعلام الرقمي، وأدارت النقاش مقدمة البرامج “داليا أبو عميرة”.
وقالت “سوزان قليني” إن صورة المرأة في عموم المسلسلات بدت سيئة، وفق ما كشفت عنه النتائج الأولية لعمل المرصد الإعلامي الذي شكله المجلس برئاستها لمتابعة وضع المرأة في دراما رمضان 2017، وأكدت أن العنف المادي والمعنوي ظهرا بكثافة، لافتةً إلى أنه جرى إظهار النساء في مهن بعينها مثل التمريض والضيافة الجوية بصورة سلبية، وحتى الصحافيات ظهرن مبتزات.
وأعربت رئيسة لجنة الإعلام بالقومي للمرأة عن انزعاجها من المشاهد الفاضحة -على حد تعبيرها – التي ظهرت في عدد من المسلسلات، وشددت على أن حرية الإبداع لا تتعارض مع احترام المجتمع، مستنكرةً ما يبرزه أحد المسلسلات من صورة سلبية عن المرأة، إذ قدم كل شخصياته النسائية خائنة.
فيما أوضح “محمود مسلم” رئيس شبكة قنوات DMC، أن الشبكة كان لها دور في اختيار الأعمال التي تعرضها والرقابة عليها، وفق ما يراه المسؤولون ملائمًا للمجتمع وقيمه.
“صورة المرأة في الدراما هي انعكاس لوضعها الفعلي في المجتمع، والأفضل انعقاد مثل هذه الندوات والنقاشات مع كتاب المسلسلات قبل رمضان بمدة زمنية كافية.” قال “مسلم”
من جانبها، أبدت الكاتبة الصحافية “كريمة كمال” استغرابها من التركيز على تحميل الدراما مسؤولية الإساءة للمرأة، فيما أنها تتعرض لما هو أسوأ بكثير في الشارع المصري، وقالت “نحن نعيش في مجتمع ينظر للمرأة نظرةً دونية، ويعيش صراعًا داخليًا فيما يخص التعامل مع المرأة”، مشددةً على أن ثمة فرق بين ما نريد أن يكون عليه المجتمع وما هو عليه بالفعل.
وأردفت قائلة “لابد من احترام حرية المبدع، وبدلًا من الحجر على أفكار المبدعين، لما لا يقوم التلفزيون المصري بمهمة تقديم الأعمال التسجيلية، التي توثق للنماذج الإيجابية.”
وأوضحت “كمال” أن الأهم ليس أن يكون النموذج النسائي المقدم إيجابيًا بقدر ما ينتصر المسلسل للمرأة ويعالج قضية، مشيرة إلى أن مسلسل مثل “لأعلى سعر” يقدم نماذج واقعية حتى لو كانت سلبية.
فيما قال “ألبرت شفيق” رئيس شبكة قنوات النهار والرئيس الأسبق لقناة ONTV “نحن نعيش في مجتمع ذكوري، نمارس ذلك بشكل أتوماتيكي في حياتنا اليومية لأنها ثقافة عامة.”
وعن دور المرأة في الإعلام أكد “شفيق” أن عدد النساء العاملات في الإعلام كبير، وقد اقتحمن المجالات التي احتكرها الرجال مثل التصوير والمواقع الفنية والتقنية.
أما الصحافي “خالد البرماوي” فقد تحدث عن اهتمامات الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان، وكشف أن مسلسلي “كفر دلهاب” و”كلبش” نجحا في الاستحواذ على الجانب الأكبر من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلبه كان من جانب النساء.
بحسب “البرماوي” يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في مصر ما بين 28 إلى 45 مليون مستخدم، 60 في المئة منهم من الذكور، ويتركز أغلب المستخدمين في القاهرة والإسكندرية.
مسلسل “لأعلى سعر” وهو أحد أنجح المسلسلات المعروضة خلال الموسم الحالي، ومن بطولة “نيللي كريم” و”زينة” و”أحمد فهمي”، ومن تأليف مدحت العدل وإخراج محمد العدل، ويدور حول امرأة تضحي بحياتها المهنية وتبذل ما في وسعها لمساندة الرجل الذي أحبته وتزوجته لتصطدم بخيانته.
وأوضح “البرماوي” أن النساء يمثلن 85 في المئة من المتفاعلين مع المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن التفاعل مع المسلسل زاد بعد وقوع الخيانة، وتحول الأمر من مجرد تعليق إلى تطبيق، وبدأت النساء المتفاعلات مع المسلسل تطرح حلولًا وتضع سناريوهات لسير الأحداث.
شارك الحضور بالتعليق، ومن بينهم من قال إن المرصد الإعلامي الذي يتابع الدراما هو ردة للوراء، في المقابل تحدث اَخرون بشكل أكثر حدة، وانتقدوا الألفاظ النابية التي أضحت دارجة في المسلسلات، وهناك من طالب بتشديد الرقابة على الأعمال الدرامية.