«الأدب النسائي..الأدب النسوي..الأدب الأنثوي» تعددت المسميات والدافع والهدف”واحد”
“ماذا يعني بالظبط : أدب تكتبه المرأة أم أدب موجه للمرأة أم أدب يدور حول أوضاع المرأة أم أدب يبحث في الأعماق النفسية للمرأة ؟”
هذا ما قالته الدكتورة “ثريا العريض”، أديبة سعودية، لتخبرنا أنه ليس هناك اتفاق بشأن مفهوم “الأدب النسائي”
وينعت مصطلح الأدب النسائي أيضاً بالأدب النسوي أو أدب الأنثى أو أدب المرأة
وترى الكاتبة السعودية فوزية الجار الله أن البعض يعتقد من وجهة نظره أن هذا التصنيف الأدبى واحد من اثنين إما أنه رقيق ناعم سلس بما أنه صادر من الجنس اللطيف وهو يختص بقضايا المرأة فقط وهمومها أو الاعتقاد الآخر أنه يشمل الكثير من القضايا ولكن ما يميزه أن المرأة تستخدم ألفاظًا لا يستخدمها الرجل وهي حاجاتها الشخصية وهي ترفض تصنيف الأدب النسائي.
بينما عرفت الكاتبة الفلسطينية “منى ظاهر” الأدب النسوى، بأنه الكتابة التى تلتزم بقضايا المرأة سواء كانت هذه الكتابة من إبداع امرأة أو من إبداع رجل، فاللامساواة بين الجنسين ليست نتيجة حتمية للإختلاف البيولوجي، وإنما هي من صنع الشروط الثقافية التقليدية لذلك الاختلاف.
و تضيف “ظاهر” إن النص النسوي هو الذي يأخذ المرأة كفاعل في اعتباره، حيث يولد النص مهموم بالأنثوي المسكوت عنه، الأنثويّ الذي يشكل وجوده خلخلة للثقافة الأبويّة الذكوريّة المهيمنة”
و تتعدد مواقف النقاد و الأدباء تجاه هذا المصطلح ما بين الدعم و الرفض
الشاعرة و الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت تقف فى صف المعارضين للمصطلح ، وتقول عنه : لا أرى مصطلح “الأدب النسوي” مصطلحًا دقيقًا، وإلا توجب علينا أن نتبنى ألوانًا أخرى من “النسويات” مثل: النحت النسوي، العمارة النسوية، الموسيقى النسوية، التشكيل النسوي إلى آخر الفنون الستة، كما صنفها الإغريق. وجميعها مصطلحات غير مقبولة. أتعامل مع المرأة بوصفها إنساناً، لا بوصفها نوعا وفصيلاً، لأن في تصنيفها لونًا من التمييز والعنصرية
كذلك كان موقف كل من الشاعر فاروق جويدة والشاعر أحمد سويلم والشاعر فاروق شوشه وكذلك الأديب علي الصقلي جميهم رفضوا هذا المصطلح
على الجانب الاَخر، يدعم الناقد سعد البازعي مصطلح “الأدب النسائي” ويعتقد أنه بتحليل بعض الكلمات التي تنتجها المرأة يمكننا أن نلتمس سمات عامة لهذا الأدب ويضيف أنهم في الغرب يتحدثون عن النقد النسوي وهو نقد يكتبه الرجال والنساء بهدف الإنتصار للمرأة وإثبات مقدار الظلم الذي لحق بها ومحاولة إزالته , وبداية مصطلح النقد النسائي كانت بكتاب فرجينيا ولف 1928 “a Room of one’s own” ثم تلتها سيمون دي بوفوار بكتاب 1949 ” The second sex “.
موقف الناقدة المصرية “نهاد صليحة” لم يختلف عن البازعى وتحدثت عن الأدب النسائى قائلة:” أفضله انطلاقًا من ترجمة كلمة femin وتعني أنثى وبالتالي أقول أدب أنثوي أو منظور أنثوي ولا أقيم التفرقة علي أساس الجنس الذي يكتب ولكن أقيمه من خلال المنظور الفكري “.
و عرف الشاعر المصري فؤاد بدوي الأدب النسائي بأنه أدب إنساني و قال “ربما كان هناك شاعر كبير أكثر أنوثة في كتاباته من الكثيرات وهو نزار قباني” مؤكداً بذلك رفضه تعبير أدب نسائي
واتفقت معه الشاعرة المصرية ملك عبد العزيز و عبرت عن ذلك فى قولها “شاعر مثل طاغور يكتب شعره وتحس فيه بحنان الأمومة ورقتها مع أنه رجل “
وفى نفس الإتجاه كانت الشاعرة نور نافع التى رفضت كذلك المصطلح و تساءلت “هناك رجال مثل إحسان عبد القدوس يكتبون بلسان المرأة فهل تعد كتاباتهم أنثوية؟!
أما بداية الأدب النسائي فكيف سيتم التحديد إذا لم يكن هناك اتفاق علي المصطلح نفسه، فالنساء متواجدة في الشعر والنثر والرثاء منذ صدر الإسلام والجاهلية
ويعلق الدكتور عبد العزيز محمد الفيصل – أستاذ الأدب العربى بالسعودية- فى هذا الصدد قائلًا “إننا نجد النساء في النثر مثل جليلة بنت مرة وفي الرثاء كالخنساء حيث تبرز عواطف المرأة وكذلك نجد أدب النساء أحيانًا يقترب من أدب الرجال مثل خطبة (عائشة رضي الله عنها ) في أبيها والأمثال التي قالتها المرأة وهي كثيرة مثل: قول الجعفاء بنت علقمة السعدي : ( كل فتاة بأبيها معجبة ) .
و تجدر الإشارة إلى أن تاريخ الأدب المصرى يزخر بأسماء أديبات كن رموز الأدب النسائي من بينهن : أديبة الفقهاء وفقيهة الأدباء ” عائشة عبد الرحمن ، بنت الشاطئ “1913– 1998″ وكذلك الأولي ” سهير القلماوي 1911–1997″ والمتمردة “أمينة السعيد “1910–1995″ الثائرة ” لطيفة الزيات 1923-1996″
وبرغم الخلاف علي المصطلح، لا يمكن أن يختلف أحد علي وجود كتابات عبرت عن النساء من أروع ما يكون سواء كان كاتبها ذكر أم أنثي فهو خلاف سطحي ولكن سوف يكون من الأفضل إذا كان الخلاف علي المنظور الفكري للمرأة والمحاولة للتعبير عنها والسمو بها بأفضل ما يمكن من الكتابات.