«تسلـــــيع المــــرأة»..سلاح يبرز في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016
بعد اختيار الحزب الديمقراطى الوطنى لـــ”هيلارى كلينتون” مرشحة عنه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأضحت بذلك أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تترشح رسميًا عن حزب من الحزبين الكبيرين هناك، وذلك بعد معركة انتخابية داخلية قوية أمام سيناتور برني سنادرز.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تعتبر رائدة فيما يخص بـ”تحرير المرأة” باعتبارها البلد الذي ظهرت فيه الموجة الأولى من الحركات النسوية، وانطلقت بعدها حركات أخرى في أوروبا ومن ثم بقية في مختلف بقاع العالم، حتى أضحت الحركة النسوية العالمية مترامية الأطراف واسعة الانتشار ولها تأثيرها على مجرى الحياة وتطورات المجتمعات.
لكن الأوضاع الجارية الاَن في الولايات المتحدة، ليست كما كان كثيرون حول العالم يتصورون أن تكون، فهناك من الأمريكيين من يرفض وصول امرأة للحكم، ويرفض “كلينتون” فقط لكونها امرأة، في المقابل المرشح المنافس عن الحزب الجمهوري “دونالد ترامب” فهو أكثر من عمد إلى تشييء المرأة، وأولى جانبًا كبيرًا من خطبه لانتقاد مظهر العديد من النساء الخارجي، فضلًا عن تصريحات كثيرة متحيزة ضد المرأة.
كل هذا مع بروز واضح لسلاح “تسليع المرأة” في المشهد الانتخابي والذي يستهدف مباشرة “ميلانيا ترامب” زوجة مرشح الحزب الجمهوري.
حتى في بلد «الحرية والعدالة».. «أجساد النساء» سلاح المتنافسين
اشتدت المعركة بين”دونالد ترامب” و “تيد كروز” بعد أن نشرت جماعة سياسية مؤيدة للأخير إعلانًا ظهرت فيه عارضة الأزياء السابقة وزوجة الأول “ميلانيا ترامب” عارية مع تعليق “إليكم ميلانيا ترامب.. السيدة الأولى القادمة أو بإمكانكم تأييد تيد كروز يوم الثلاثاء المقبل” في إشارة إلى الانتخابات التمهيدية بولايتي يوتا وأريزونا، وهو الأمر الذي أغضب “ترامب” وبادل الحماقة بحماقة أشد، مهددًا المرشح المنافس بفضح زوجته ونشر صور لها هي الأخرى.
ولجأ المرشحان المتنافسان بعد ذلك لموقع التواصل الاجتماعي تويــــتر، يغردان يتوعدان بعضهما البعض، وغرد “ترامب” قائلًا: تيد كروز الكذاب استخدم قبل قليل صورة لميلانيا من جلسة تصوير لمجلة جي كيو في إعلانه احذر أيها الكذاب تيد وإلا فضحت زوجتك.
فيما رد عليه “كروز” بــ “لسنا من نشر صور زوجتك، دونالد إذا حاولت مهاجمة هايدي (زوجته) فستكون أكثر جبنًا مما ظننت.”
ومن هنا تحولت المنافسة بين “دونالد ترامب” و “تيد كروز” إلى سباق ذكوري عشوائي ينتصر فيه القادر على الهجوم على زوجة الاَخر، وكأن السيدتين مجرد أدوات لكسب عدد أكبر من الناخبين.
نفس الأمر تكرر عبر صحيفة “نيوورك بوست”، التي نشرت مؤخرًا صورًا لــ”ميلانيا ترامب” وهي عارية تعود لبداية التسعينيات أُثناء عملها كعارضة أزياء، وعلى الغلاف كتبت: إنك لم تر سيدة أولى “محتملة” مثل هذه!
فيما اعتبر الإعلامي والناقد السياسي “راش ليمباوف” أن هذه الصور ستدفع الشباب للتصويت لــ”ترامب” وستزيد شعبية زوجته وتصبح مثل ” كيم كارداشيان” على حد قوله، وهذا ما يكشف بوضوح أن المجتمع الأمريكى في جانب كبير منه، مازال يعمد إلى “تسليع المرأة” ويستخدم جسدها أداة لتحقيق الفوز فيما بين رجاله حتى هؤلاء الذين يتطلعون إلى حكم أكبر دولة في العالم.
ما كفاه خطابه المعادي للنساء .. «ترامب» يحارب «كلينتون» بحياتها الشخصية
أعلن “دونالد ترامب” أن قضية مونيكا لوينسكى وبولا جونز –وعلى حد قوله – الكثير من النساء الأخريات اللواتى اتهمن الرئيس الأمريكى الأسبق “بيل كلينتون” بالشروع فى علاقات جنسية معهن، هو سلاح مشروع له، ولذلك فهو يكثر من استخدام حياة “بيل كلينتون” الشخصية في الهجوم على زوجته، فيما ردت “هيلارى” على ذلك بالقول “ترامب لديه ميول للتمييز على أساس الجنس.”
أكثر من ذلك، فقد قال المرشح الجمهوري عبر تدوينة له على موقع تويتر “إذا كانت هيلاري كلينتون لم تكن تشبع زوجها فكيف لها أن تشبع أمريكا؟”
“ترامب” لم يكتف بذلك، بل وصل به الأمر إلى إدعاء أن “كلينتون” كانت على علاقة حميمة بالرئيس الأمريكي الحالي “باراك أوباما”.
تحولت الحملات الانتخابية إلى مساحات لتشيئ النساء والنيل منهن مرشحة كانت أو زوجة مرشح، المرأة في تلك المعركة التنافسية جسد ليس أكثر، هي أساس الشر والغواية.
وهكذا تسير الانتخابات الأمريكية في واحدة من أغرب منافساتها!