«النسوية» معلومات غائبة عن المصطلح الأكثر رفضًا من قبل المجتمع
نسمع كثيرًا مصطلح “النسوية” و يطلقه الناس غالبًا على من تدافعن عن حقوق المرأة والمتخصصات فى هذا الشأن، أو يعتبرها البعض، الأفكار المتعلقة بالمساواة المطلقة بين النساء والرجال، والمشكلة أن أغلبنا لا يلتفت أو يبحث عن صحيح معنى هذا المصطلح بل أن الكثير يعتبرونه سبة لمن تحمله أو من ترتبط به من قريب أو بعيد.
ولذا قررنا التنقيب فى صفحات الماضى ، لمحاولة تفصيص المعنى وإدراك ما أصله وفيما يستخدم وما الهدف منه بالضبط.
الأصل و التعريف:
النسوية هى ترجمة حرفية للمصطلح الغربي “Feminism”
والبعض ربط بين ” Feminism” وحركة تحرير المرأة “Woman’s Liberation Movement ”
معتبرين أن المصطلحين يحملان نفس الأفكار إلا أن البعض الاَخر اعتبر أن النسوية معنى أكثر شمولية و إتساعًا من مفهوم تحرير المرأة.
وتطورت فكرة وتعريف النسوية منذ القرن الــ19 وتكون لها تعريفات عديدة منها “الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفرصًا مساوية للرجل، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية” أو “النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًا وإقتصاديًا وإجتماعيًا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها، وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه.
فرنسا
كانت من أبرز الدول الأوائل فى ظهور الحركات التى ترفع لواء “النسوية” وخاصة بعد الثورة الفرنسية ولو أن الحركات النسوية اَنذاك استُخدِمَت من قبل التيارات السياسية وكانت أغلب مطالبها ذات أبعاد سياسية.
مصر
هى أول الدول العربية تأثرًا بالحركة النسوية والتحررية للمرأة ، ورغم أن هناك تاريخ لدعوات تحرير المرأة يسبق تأسيس الاتحاد النسائي المصري الذى أتى عام 1923 إلا أن المؤرخون والمختصين بالشأن النسوي يعتبرون هذا الحدث هو باكورة الحركة النسوية الفعلية فى العالم العربي، واحتفت به الحركات التحررية فى الغرب وحضرت رئيسة الاتحاد الدولى للحركة النسوية اَنذاك إلى مصر، لدعم الإتحاد المصري وكان بين أبرز مطالب هذا الإتحاد وضع سن ال16 كحد أدنى للزواج و طالب أيضاً بالمساواة فى الحقوق الإجتماعية والسياسية وحماية المرأة قانونيًا فيما يتعلق بتعدد الزوجات والطلاق.
وعلى إثر ذلك الزخم أقيم المؤتمر النسائى العربى عام 1944 وكان من بين من تضمنته توصياته تقييد أحكام الطلاق وتعدد الزواج، وزيادة الوعى والاهتمام بالتعليم الإبتدائي للبنات .
ومن أبرز رموز الحركة النسوية فى مصر والعالم العربي كانت هدى شعراوي وصفية زغلول وسيزا نبراوى ودرية شفيق ومن قبلهن ملك حفنى ناصف
الرجال.. يعتبرون النسوية ظلم للرجل
المجتمعات العربية مازالت تتسم بالذكورية لذلك نجد النساء والرجال على حد سواء يرفضون مصطلح النسوية، عن جهل بباطن المعنى وما وراءه ويلصقونه بمفاهيم متطرفة مثل “السحاقية” و “تدمير النظام الكونى” و “إنهيار الأسرة” والبعض يروج أن النسوية هى إطلاق العنان للعلاقات الجنسية خارج إطار الشرع والقانون ويختزلون المفهوم فى هذا النطاق الضيق لتنفير النساء قبل الرجال منه.
أمام كل هذا التشويه، لا يفهم الكثير المفهوم الحقيقى للنسوية ولا يدركون أبدًا أن النسوية بالأساس هى المطالبة بالمساواة فى الحقوق والواجبات التى هى حق أصيل للإنسان والمرأة واقعياً ليست نصف إنسان وإنما المجتمع الذكورى هو من يعتبرها كذلك.
المغلوط عن الحركة النسوية:
- إعتبارها تدفع نحو الصراع المتأجج دائماً بين الجنسين وعدم التكامل بينهما.
- رؤيتها بإعتبارها أحد دروب الدفاع عن المثلية الجنسية.
- تفسيرها كونها أيديولوجية هيمنة المرأة على الرجل والرغبة الدفينة فى الإنتقام من الرجل.
- الإدعاء بأن “النسوية” هى الترويج للحرية الجنسية المطلقة للمرأة وإختيارها الدخول فى علاقات خاصة كاملة خارج إطار الزواج.
- إشكالية الدعوة لعدم الإنجاب والتى يروج لها بعض الحركات النسوية الغربية، حتى لا ينوء كاهل المرأة باَلام جسدية ونفسية وإلتزامات إجتماعية قد تؤثر على تقدمها فى الحياة العملية على وجه الخصوص.. إلا أن أغلب الحركات النسوية فى العالم العربي لا تتطرق لهذه الفكرة إدراكًا للقيم الدينية والمجتمعية الراسخة.