نساء حملن لقب «سيادة الرئيس»
كتبت: أسماء حامد
المرأة في دوائر الحكم، على عكس الرجال تمامًا، فتمثيلها في دوائر الحكم يُعد منخفضًا ومحدودًا، في معظم بلدان العالم. ومع ذلك، لا يمكن إنكار تزايد مساع النساء للوصول للمناصب العليا فى الدولة وتحديدًا مواقع الحكم سواء كانت رئيسًا فى النظم الرئاسية أو رئيسًا للحكومة فى النظم البرلمانية.
وقد بلغ عدد النساء اللواتى وصلن إلى سدة الحكم، وحملن لقب “الرئيس”، سواء في أنظمة رئاسية أو برلمانية، 19 امرأة حول العالم، بين حكام 193دولة، من بينهم 12 امرأة رئيسًا (ذلك الإحصاء حتى بداية ديسمبر 2015) وهن:
“ميشال باشيلي” التي وصلت إلى الرئاسة في تشيلي، فحكمت منذ عام 2006 حتى 2010 وفازت بفترة رئاسية ثانية في الانتخابات التي أجريت في 2013 لتكون الأولى في تاريخ تشيلي التي يعاد انتخابها.
و”بيديا ديفي بنداري” رئيسة نيبال، و”ماري لويز كوليرو بريكا” رئيسة مالطا، و”كريستينا فرنانديز دي كيرشنر” وهى أول امرأة تنتخب رئيسًا في الأرجنتين عام 2007 وحتى 10 ديسمبر الجاري، و “كوليندا جرابار كيتاروفيتش” رئيسة كرواتيا الحالية، و”داليا غريبا وسكايتي” رئيسة لتوانيا، و”أمينة غريب فقيم” رئيسة موريشيوس ( مجموعة جزر بالمحيط الهندى)، و”عاطفة يحيى آغا” رئيسة كوسوفو وقد تولت المنصب فى عام 2011، و”إلين جونسون سيرليف” رئيسة ليبيريا، و”باك غن هي” زعيمة كوريا الجنوبية.
أيضًا نجد “ديلما روسيف” وهى أول سيدة تصل إلى سدّة الحكم في البرازيل وذلك فى 2011 ولا تزال حتى اليوم في منصبها، و”كاثرين سامبا بانزا” التى تولت مقاليد الحكم فى جمهورية إفريقيا الوسطى فى يناير 2014، كرئيس انتقالى استمرت لمدة عام و 10 شهور فقط على رأس السلطة.
أما عن النساء اللواتى يشغلن أو شغلن مؤخرًا منصب رئيس الحكومة، عددهن 7 سيدات، هن:
هن إيوا كوباز رئيس وزراء بولندا، سارا كوجونجيلوا أمادهيلا رئيسة وزراء ناميبيا، و شيخة حسينة واجد رئسة وزراء بنجلاديش، بورتيا سيمبسون ميلر لجامايكا، وإرنا سولبرج رئيسة وزراء النرويج، لايمدوتا ستراويوما رئيسة وزراء لتوانيا، بجانب السيدة الأكثر شهرة وتأثيرًا فى العالم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
أول امرأة حملت لقب الرئيس فى العالم
أول سيدة تولت منصب رئيس دولة، كانت ” Khertek Anchimaa-Toka” بجمهورية توفا، وهى إحدى الكيانات الفيدرالية فى روسيا والتى تتمتع بالحكم الذاتي، وقد بلغت منصبها عام 1940.
أول امرأة تنتخب رئيسًا بالاقتراع العام المباشر
Vigdís Finnbogadóttir””شغلت منصب رئيس أيسلندا من 1980 حتى 1996 حيث نحجت على مدار أربع ولايات متتالية، وهي أول امرأة في العالم تنتخب بالاقتراع العام المباشر على رأس السلطة التنفيذية، وتعد الرابعة من بين رؤساء أيسلندا.
أول امرأة تولت رئاسة حكومة في العالم
عام 1960، تولت “سيريمافو باندرانايكا”، منصب رئيس الوزراء في سيريلانكا، لتكون أول امرأة في العالم تبلغ موقع رئيس الوزراء في التاريخ الحديث، ورأست “باندرانايكا” الحكومة في سيريلانكا 3 مرات من 1960 وحتى 2000.
أول امرأة “رئيس” فى دولة ذات أغلبية إسلامية
“ميجاواتي سوكارنو” هي أول سيدة تتقلد منصب رئاسة أندونيسيا بين 23 يوليو 2001 وحتى 20 أكتوبر 2004 خلفًا لعبد الرحمن وحيد، وهي ابنة أحمد “سوكارنو” أول رئيس لأندونيسيا، وكان لديها شعبية كبيرة في الأوساط الفقيرة.
فى البلدان العربية يستعصي وصول المرأة إلى كرسي الرئاسة
على الرغم من أن البلدان الإسلامية على مدار تاريخها، عرفت نساء وصلن إلى سدة الحكم، وعلى رأسهن “بناظير بوتو” التي كانت أول رئيس وزراء امرأة فى بلد إسلامى وهو باكستان في الفترة من بين 1988 إلى 1990 ومن 1993 إلى 1996، و”تنسو تشيلر” أول رئيسة وزراء تركية، من 1993 حتى 2002، أما “خالدة ضياء” فهى أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء فى بنجلاديش، إلا أن بعض الدول العربية لم تقترب فيها أى امرأة من كرسي الرئاسة او رئاسة الوزراء.
وتعدد الأسباب وراء ذلك، إذ تبرز العادات والتقاليد حائلًا والإدعاءات الدينية مانعًا، والتى يروجها مشايخ الوهابية بما يشار إلى ” خاب قوم ولوا شؤونهم امرأة”، فضلًا عن الشائعات المتعلقة بأن الحكمة تكمن لدى الرجل أكثر من المرأة وأن العاطفة تغلب على المرأة فى قراراتها مما لا يؤهلها للقيادة.
ومع ذلك تحاول قيادات نسائية مجابهة تلك الثقافة المعادية، ففى السنوات الأخيرة، وبعد ثورة الـ25 من يناير، شهدنا إعلان الإعلامية والناشطة السياسية “بثينة كامل”، الترشح لانتخابات الرئاسة فى 2012، ولكن الثقافة المجتمعية المنحازة للرجل حالت دون حصولها على عدد التوقيعات المطلوبة لاستيفاء شروط خوض الانتخابات رسميًا، لم تفقد “كامل” الأمل وظلت على عهدها وأعلنت ترشحها مجددًا فى انتخابات عام 2014، إلا أن النتيجة لم تتغير.
فى الجزائر أيضًا، ترشحت زعيمة حزب العمال “لويزة حنون” للانتخابات الرئاسية، 3 مرات، فى 2004، 2009، 2014، إلا أنها لم تتمكن من بلوغ المنصب، لعدة أسباب سياسية تتعلق بحالة الديمقراطية “الشكلية”، وأخرى اجتماعية تتعلق بكونها امرأة وجودها فى معترك سياسي ليس واسع القبول.
أيضًا فى تونس، وبعد ثورة الياسمين ترشحت 4 سيدات للرئاسيات عام 2014، وهن: “ليلى الهمامي” الخبيرة الاقتصادية وأستاذة الاقتصاد الدولي، و“بدرة قعلول” أستاذة علم الإجتماع العسكري، و المرشحة الثالثة “آمنة منصور القروي” وهي رئيسة حزب الحركة الديمقراطية للإصلاح والبناء، وأخيرًا القاضية “كلثوم كنو” المرأة الوحيدة التى استطاعت الترشح لانتخابات الرئاسة التونسية بعد أن تمكنت من جمع 19 ألف تزكية فى أكثر من عشر دوائر وفق الشروط المحددة لخوض الانتخابات.
ميركل .. أقوى امرأة في العالم
تعتبر أبرز امرأة بلغت سدة الحكم فى العالم، هى المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” الملقبة بـ “المرأة الحديدية” بعد رئيسة الوزراء البريطانية “مارجريت تاتشر”.
“ميركل” هى أول امرأة تصل إلى هذا المنصب فى ألمانيا، وتولته فى عام 2005 وحتى الاَن، وقد حازت على الصدارة في قائمة أقوى امرأة في العالم لعدة سنوات بمجلة فوربس.
وفي 2013 فازت بوسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم من خلال التصويت الذي دشنه المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والإستراتيجية.
وأخيرًا، اختارت مجلة تايم البريطانية، المستشارة “أنجيلا ميركل” شخصية العام لسنة 2015 وكتبت المجلة أن ميركل هي “الزعيم الأوروبي الأكثر قوة، سبقت مكانها وزمانها، بقوتها الخارجة عن التصور”، لتكون المستشارة أول المرأة تمنحها مجلة تايم هذا اللقب.