تضم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمنتشرة في أماكن متفرقة من العالم، قوات مدنية وغير مدنية (جنود وضباط شرطيين وعسكريين)، وتشكل النساء – في الوقت الراهن- نسبة 4 في المئة من العسكريين المنضمين إلى هذه القوات و10 في المئة من أفراد الشرطة في بعثات حفظ السلام، ويشغلن نحو 30 في المئة من الموظفين المدنيين الدوليين.

وتعمل النساء العاملات في قوات حفظ السلام على تحقيق الحماية للنساء في مناطق النزاع والصراع، والتواصل مع الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتفاعل مع النساء في هذه المناطق خاصة أن التقاليد في أغلب هذه الأماكن تمنع تعامل المرأة المباشر مع الرجال، كما أن العاملات في هذه القوات يساهمن في تحسين وصول النساء إلى الخدمات المحلية وتمكينهن منها.

وتعد مصر واحدة من أكبر الدول المشاركة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، لا سيما تلك المنتشرة في القارة الإفريقية ومنها بعثة حفظ السلام في منطقة الصحراء الغربية (منطقة متنازع عليها في المغرب)، وتعرف هذه البعثة باسم مينورسو MINURSO. كما تحل مصر الثانية بعد بنجلاديش في عدد العسكريين والشرطيين المشاركين في هذه البعثة.

وقد ضمت القوات المصرية المشاركة في المينورسو إلى صفوفها أول ضابطة في العام 2014، وهي ناهد الواحي لتحمل لقب أول ضابطة مصرية في قوات حفظ السلام. وتجدر الإشارة إلى أن مصر قبل هذه الخطوة، كانت واحدة من دولتين تشاركان بقواتهما في بعثات حفظ السلام، تمتنعان عن تعيين النساء في هذه المواقع، وإلى الاَن تغيب المرأة عن القوات اليمنية المساهمة في هذه البعثات.

استلام المهمة

في العام 2014، فتح جهاز الشرطة لأول مرة في مصر الباب أمام النساء العاملات به، للتقدم للالتحاق بالقوات المصرية المساهمة في بعثات حفظ السلام، وقد سارعت الواحي حينها للتقدم واجتازت الاختبارات المتعلقة باللياقة البدنية واللغات فضلًا عن القدرة على تحمل ظروف الصحراء، وانضمت بالفعل إلى قوات حفظ السلام فيما بين عامي 2014 و2015.

وحسب تصريحات صحافية للواحي فقد كان ينبغي عليها المكوث في الصحراء لأوقات طويلة خلال فترة الخدمة، حيث أقامت في مخيمات في إقليم العيون وهو مقر قوات المينورسو. وترأست هناك مكتب الشرطة المصرية، وكان من بين مهامها الرئيسة التدخل المباشر في حوادث العنف الجنسي التي تتعرض لها النساء في منطقة الخدمة الموجودة فيها، وتقديم المساعدة للناجيات التزامًا بالمعايير والقواعد التي تحددها الأمم المتحدة لبعثاتها الموجودة في بؤر التوتر.

ما قبل المينورسو

لم تلتحق الواحي بكلية الشرطة مباشرة بعد التعليم المدرسي، وإنما التحقت أولًا بكلية الاَداب، ودرست بقسم اللغة الفرنسية، وبعد التخرج في الجامعة قدمت أوراقها إلى أكاديمية الشرطة بعد الإعلان عن فتح باب التقدم لخريجات الجامعة اللاتي يجدن اللغة الفرنسية، ونجحت الواحي في الالتحاق بقسم الضباط المتخصصين.

بعد تخرجها في العام 1988، انضمت الواحي إلى قطاع الجوازات والهجرة واستمرت بالعمل فيه لنحو 25 عامًا، ثم انتقلت إلى إدارة مكافحة العنف ضد المرأة وشاركت في تأمين الحدائق العامة والمتنزهات خلال الأعياد والإجازات الرسمية، في مواجهة حوادث التحرش الجنسي التي ترتفع معدلاتها خلال هذه الأوقات أكثر من غيرها.  انتقلت الواحي بعد ذلك إلى إدارة التخطيط، ومنه إلى قوات حفظ السلام التي أمضت فيها فترة خدمة استمرت لعام واحد.