«أسطورة روز اليوسف»..فيلم يرفع النقاب عن الوجوه الأخرى لسيدة الصحافة المصرية
انتجت شركة مصر للأفلام العالمية فيلمًا تسجيليًا عن أحد أعلام الصحافة العربية بل أهم امرأة فى تاريخ الصحافة المصرية، بعنوان “أسطورة روز اليوسف” ويأتى الفيلم بعد فترة حظر فرضته أسرة روز اليوسف على تقديم أى عمل عن حياتها، حتى العام 1999 عندما تمكنت الشركة من انتاج الفيلم.
الفيلم يحكي قصة حياة “روز اليوسف” على ألسنة مجموعة ممن عاشوا معها وجمعتهم بها صلات وطيدة أو من خلال عيون من قرأوا عنها ونقبوا فى التاريخ بحثاً عن خبايا سيرتها الغراء.
الفيلم ينتقل من مرحلة لمرحلة فى حياة الأسطورة الصحافية والفنية في مدة زمنية تقارب الساعة، من خلال ستة أقسام وهي: “الحكايات القديمة ما زالت قادرة على إثارة الدهشة” و “وصل القطار إلى القاهرة” و”طريق الملكة ماري ستيوارت إلى خشبة المسرح” و”روز اليوسف .. اسم الوردة” و”شخصي جدًا” أخيرًا “ولكن الأساطير لا تموت”.
يبدأ “محمد كامل القليوبي” السناريست ومخرج الفيلم، بعرض سلسلة من الصور للنساء في القرن التاسع عشر، حينما كان اليشمك يخفى الوجوه والجلباب الطويل يطوق الأجساد. تتابع على الصور بعض الكلمات توصف هذه الحقبة التاريخية وفي جزء منها “وبينما كانت النساء يختفين وراء النقاب ويُعزلن عن العالم ولا يكاد يسمح لهن بالعمل سوى محظيات أو مغنيات أو راقصات في وضعٍ متدن للغاية على جميع المستويات وفي حالة من النفي والطرد من المجتمع حلت على مصر فتاة فى الــ12 من عمرها، متسللةً من إحدى السفن العابرة إلى ميناء الإسكندرية وهاربة من مصير غامض ينتظرها ..لتلعب دوراً هاماً فى تاريخ مصر المعاصر للتحول إلى أسطورة”
وهنا نبدأ القسم الأول “الحكايات القديمة مازالت قادرة على إثارة الدهشة” الذي يتناول نشأة “روز اليوسف” وكيف انتقلت من طرابلس – لبنان إلى الإسكندرية ومن ثم وصولها إلى القاهرة.
حالة من الحكي المفعم بالشوق والحنين، تبدأها الكاتبة الصحافية “مديحة عزت” التي عملت بمجلة “روز اليوسف” وربطتها علاقة قوية بالأسطورة، وتستهل حديثها بالإشارة إلى أوراق شخصية لروز اليوسف، كانت قد أعطتها لها حتى تكون لها مرجعًا في حال أقدمت على الكتابة عنها بعد وفاتها، وذكرت” عزت” أنه بين تلك الأوراق كان هناك الكثير من الصور للأسطورة وقتما كانت ممثلة مسرحية.
تحدثت “مديحة عزت” مستشهدة بما كتبته “روز اليوسف” في أوراقها عن طفولتها وكيف تحولت من “فاطمة” إلى “روز” بعد أن تركها والدها مع أسرة مسيحية لتتولى تربيتها بعد وفاة والدتها مباشرة بعد مولدها، وكيف اكتشفت الصغيرة بعد فترة من المعاناة مع هذه الأسرة أنهم ليسوا أهلها الفعليين، حتى رحلت عنهم مع صديق لهذه الأسرة لتعيش معه في البرازيل وبمجرد أن توقفت السفينة التي تقلهما ترانزيت في الإسكندرية، عندها كانت فرصة “روز” للهروب من هذا الرجل.
عند هذه النقطة يخفت صوت ” مديحة عزت”، لتظهر أمامنا “اَمال طليمات” ابنة “روز” وهي تجلس على كرسي من الجلد الأسود وإلى جوارها منضدة موضوع عليها رسم فى برواز لروز اليوسف يكشف لنا عن تشابه في الملامح بين الأم وابنتها.
تحدثنا ” طليمات” عن جانب اَخر فى حياة روز اليوسف، وتحكى عن الحيرة التي وقعت فيها وقتما كانت صبية بشأن ما إن كانت أمها مسلمة أم مسيحية فى ظل تضارب الحديث عن هذا الأمر حتى تأكدت من كونها مسلمة.
نعود لنقطة الهروب في ميناء الإسكندرية مع حديث الصحفى “محمد عبد القدوس” حفيد “روز”، والذى اختلف فيما قالته الكاتبة “مديحة عزت” إذ قال أن الرجل صاحب الأسرة التى كانت تعيش فى كنفها، هو من سعى للتخلص منها بأى صورة بعد أن استشعر أنها ستكون عبئًا عليه.
هنا ننتقل إلى القسم الثانى من الفيلم والذى اختار له المخرج عنوان “ووصل القطار إلى القاهرة”
وفيه تروى الكاتبة الصحافية “مديحة عزت” ركوب “روز” القطار المتوجه للقاهرة بعد أن أشار عليها أحد الرجال في الإسكندرية بذلك، وتتحدث عن نزولها شارع محمد على الذى كان معروفًا وقتذاك كونه شارع المسارح والمقاهي، حيث جلست على أحد المقاهي من شدة التعب، وهناك التقت “إسكندر فرح” الذى يعد من أوائل مؤسسي الفرق المسرحية في مصر، إذ وجدها طفلة منهكة، يبدو عليها الإعياء وتفهم ظروفها وعلم برغبتها فى العمل، فتبناها وساعدها وألحقها بالعمل في المسرح كــ”لبيسة”.
“نشأت مع إسكندر فرح وسط البيئة الفنية دون أهل أو أقارب على الإطلاق”
محمد عبد القدوس
ننتقل إلى قسم اَخر سماه المخرج “طريق الملكة مارى ستيوارت إلى خشبة المسرح”
فيه يحكي الكاتب والمفكر “كامل زهيرى” عن تفتق موهبة التمثيل داخل “روز”، ويقول أنها قصت عن نفسها، كيف ارتدت ملابس لشخصية الملكة “مارى ستيوارت”وسارت لمسافة ليست بالقصيرة وكان الفستان يبتلع أتربة الطرقات، مما أثار دهشة المارة لكنها أصرت على المضى قدمًا في طريقها بهدف إثبات أنها تملك الموهبة.
عند هذا التطور يختار المخرج، إضافة مشهد لفستان ملكى نذهب مع أطرافه إلى خشبة مسرح، ليرفع الستار وتضاء الأنوار في كل جنباته معلنة وصول النجمة المنتظرة وتبدأ رحلتها مع المسرح الفني ومسرح الحياة.
نعرف بعد ذلك من الصحافية ” مديحة عزت” أن ذلك الموقف كان له أثره فى قبول المخرج “عزيز عيد” وقتذاك بفكرة مشاركتها في العروض المسرحية كممثلة و على إثره أسند لها دورًا في مسرحية ” عواطف البنين” في العام 1910.
لكن “زهيري” لفت خلال حديثه إلى ضعف صوتها وصغر حجمها الذين كانا غريبين على مواصفات الممثل المسرحى اَنذاك، معتبرًا أنها كانت تدرك سر قوتها لذلك كانت خير تعبير عن الانتقال من المسرح المعتمد على البلاغة اللفظية والعبارات القائمة على فخامة الصوت كما كان “يوسف وهبي” و”الريحاني” إلى مسرح الفن التعبيرى.
“شافتها سارة برنارد وجت من فرنسا تشوف روز اليوسف على المسرح بعد شهرة روز اليوسف ما وصلت هناك”
مديحة عزت
ونبقى مع الأسطورة كممثلة مسرحية ذاع صيتها وتخطى اسمها البحار، ويشدد الكاتب الصحفى”لويس جريس” على موهبة روز اليوسف ورغبتها الشديدة فى إثبات نفسها كممثلة قادرة على التلون والتنقل بين الشخصيات، لدرجة أنها قبلت دوراً رفضته جميع زميلاتها الممثلات بالمسرح وهو دور سيدة عجوز فى مسرحية وقامت هى بأدائه وهى لم تكن لتتجاوز الــ13 عامًا.
أمينة رزق .. هل كانت حقًا سبب القطيعة بينها وبين يوسف وهبي؟
تأتى السيدة “أمينة رزق” الملقبة “بأم الفنانين” لتروى فيما لا يزيد عن دقيقتيين كيف انتهت علاقة “روز اليوسف” بالمسرح نهائياً بعد خلاف حاد مع يوسف وهبي أشعلته رواية “الذبائح” بعد أن أرادت “روز ” القيام بدور صبية يتيمة فى الرواية، وكان “وهبي” قد أسنده لأمينة رزق التى كانت مازالت صغيرة السن لم تتجاوز ال14 من العمر، لأنها من وجهة نظره الأنسب للدور، إلا أن “روز” تمسكت به فواجهها “يوسف وهبي” برفض شديد وأصر على اختياره لرزق فقررت الرحيل عن الفرقة، وهنا تحكى “أمينة رزق” كيف وجدت نفسها فى مأزق لم تتمنه فى بداية مشوارها، حتى فوجئت بدعوة “روز اليوسف” إلى منزلها، وعندها أخبرتها أنها لم تترك الفرقة بسببها وإنما بسبب خلافاتها المتتابعة مع “يوسف وهبي”، وأهدتها فستان “سواريه” وبابتسامة صادقة وعيون تستعيد أمامها شريط الذكريات يؤكد لسان “رزق” فى كلمات بسيطة على سعادتها البالغة وقتذاك بهدية “روز” لأنها كانت على حد وصفها – فقيرة – لا تملك ما يكفى لشراء فستان سهرة.
مرحلة جديدة ننتقل إليها مع القسم الثالث من الفيلم تحت عنوان “روز اليوسف.. اسم الوردة”
وفى هذا القسم، نستعيد مشاهد من الماضى، عام 1917 وتحديداً ذلك المشهد الذى جمع “روز” بأصدقائها في محل حلواني اسمه “كساب” بمنطقة وسط البلد حتى أقبل عليهم صديق اَخر وهو الصحفى “حافظ نجيب” ليضع أمامهم صحيفته التي يصدرها باسم “الواحة” وفي صدرها هجوم على الممثلات والممثلين عندها تساءلت “روز”: لما لا يوجد مجلة فنية تدافع عن هؤلاء الممثلات والممثلين؟!
ويقول حفيدها محمد عبد القدوس أنها قالت اَئذ ” أنا هعتزل وهعمل مجلة تحارب الفساد فى الفن”
من خلال الروايات المذكورة بشأن تأسيس المجلة، يظهر إجماع أن “روز اليوسف” قررت أغلب التفاصيل فى هذه الجلسة ومنها تكلفة العدد والتى قدرت وقتها بــ12 جنيهً، واختارت الاسم أيضًا لتحمل المجلة اسمها لتكون أول مجلة تحمل اسم سيدة، وأشار أحد الرواة إلى أنها اختارته بذكاء شديد لإدراكها أن اسمها معروف في الأوساط الفنية والشعبية كونها ممثلة مسرحية قديرة، فاستغلت ذلك لصالحها وصالح المجلة التي صدرت في بادئ الأمر فنية.
كتب عبد القادر المازني فى أول عدد لروز اليوسف “أظن أن هذه المجلة نزوة”. ورغبة منها في تأكيد حرية الصحافة وافقت على نشر مقاله وردت فى مقال اَخر وقالت “نعم يا سيدى قد تكون نزوة ولكن كل عمل جديد وكل فكرة جديدة ممكن أن تبدأ بنزوة ثم تصبح إرادة”
نتعرف في هذا القسم أيضًَا إلى مثابرتها في اتمام المشروع وتحديها لكل العوائق، ومنها مقر المجلة، إذ حولت بيتها الكائن فى شارع جلال عمارة رقم 10 إلى مكتب للمجلة وكانت لابد لم يريد الصعود لمكتب المجلة أن يصعد 95 سلمة في تلك العمارة المملوكة لأمير الشعراء “أحمد شوقي”.
إلى جانب ذلك تحملت “روز” كل الضيق المادي من أجل استمرار المجلة، فبعد عناء يوم طويل من العمل، تذهب مع الصحفى محمد التابعى إلى إحدى القهاوى لمراجعة بروفات المجلة لكن نظراً لعدم امتلاكهم من المال ما يكفي لتناول الغذاء كان يطلب كأس الزبيب وهى تتناول المزة.
أصبحت “روز اليوسف” مدرسة محكوم عليها بالمعارضة .. لأنها اعتمدت بالدرجة الأولى على رسم الكاريكاتير.
“الكاريكاتير لا يكون معبرًا إلا إذا كان فيه نقد واعتمد على رأى الكتاب و انتقادات .. وبالتالى .. أصبحت مدرسة الهواء الطلق”
الكاتب كامل زهيري
ويقول رفعت السعيد السياسي والمؤرخ: “انتقدت سعد زغلول ومصطفى النحاس وشنت انتقادات كثيرة لقيادات حزب الوفد لترسخ بها أن تكرس لنوع من الصحافة المميزة.”
ولفت إلى قضية الأسلحة الفاسدة، والتى تناولتها روز اليوسف فى مجلتها بشكل مكثف مشيرًا إلى أن المؤرخين اعتبروا هذه القضية كان الهدف منها ضرب القصر الملكى باعتباره أساس الفساد فى المجتمع وباعتبار أن بعض أمراء الأسرة المالكة كانوا شركاء في استيراد هذه الأسلحة وبناءً عليه تُعد واحدة من صناع ثورة يوليو.
ننتقل من هنا، إلى مرحلة ما بعد ثورة يوليو وكيف تم إلقاء القبض على ابنها “إحسان عبد القدوس” بعد مقال له نشر في العام 1953 يطالب فيه الضباط الأحرار بالعودة إلى ثكناتهم وترك الحكم للمدنيين حتى يقيموا الديمقراطية، ومنذ ذلك الحين امتنعت “روز” عن ذكر الثورة وعبد الناصر من قريب أو بعيد حتى خرج ابنها من السجن.
“كانت تصادر أيام إسماعيل صدقي، تصادر أيام زيور ، تصادر أيام عبد الناصر، أو تمنع كان عندها قدرة غريبة على المقاومة”
كامل زهيري
بسلاسة ننتقل إلى العلاقة المهنية بينها وبين ابنها “إحسان عبد القدوس” ويروى بعض صحفى روز اليوسف مواقف عديدة تارة تعكس رغبتها الصادقة إفساح المجال لتعدد الاَراء حتى لو كانت مقالات الرأى المنشورة بالمجلة تنتقد كتابات ابنها “إحسان عبد القدوس” وتارة أخرى تستثيرها بعض الانتقادات ضده.
ومن ثم نتعرف أكثر على علاقاتها بالصحفيين والعاملين بالمجلة، من خلال مجموعة من العاملين بمجلة “روز اليوسف” يسترجعون ذكرياتهم وذكريات زملائهم معها مثل؛ الكاتب “محمود أمين العالم” والكاتبة “فوزية مهران” و”سعاد رضا” المديرة العامة السابقة لــ”روز اليوسف”، والكاتب والمفكر “عبد العظيم أنيس”.
ويبرز في كلام الجميع مدى حرصها على مؤسستها التي أنشأتها بعد كد وعناء، حتى في أمور قد تبدو بسيطة مثل الإسراف في استخدام الرسامين والصحفيين للأوراق.
من العام إلى الشخصي نعود من جديد.. تحت عنوان “شخصي جدًا”
وهذا القسم يتطرق لحياة “روز” الشخصية وزيجاتها الثلاث ويبدأ بعلاقتها بزوجها الأول “محمد عبد القدوس”، ويتحدث حفيدها محمد عبد القدوس عن اللقاء الأول الذى جمعهما عام 1917 عندما ذهبت للنادى الأهلى لتقديم مسرحية ضمن حفل كان يشارك فيه المونولوجيست وقتذاك “محمد عبد القدوس” وهناك التقيا وبدأت قصة الحب ليتزوجا فى يونيو من العام نفسه.
بينما تروى ابنتها “اَمال طليمات” اللقاء الأول بين والدتها ووالدها ” زكى طليمات” الزوج الثاني، ولم تنس “اَمال ” الإشارة إلى الاختلاف بين تربيتها وتربية أخيها “إحسان” نظرًا لنشأته بين عائلته من ناحية والده، التي تتسم بالتحفظ الشديد بعكس حالها، إذ نشأت بين أب متحرر درس في باريس وعاش فيها وأم عاملة مجتمعها منفتح.
الزواج الأخير فى حياة “روز” تروى تفاصيله الكاتبة الصحافية “نرمين القويسني” وهو من قاسم أمين حفيد المفكر “قاسم أمين”.
نصل إلى اللحظات الأخيرة.. تحت عنوان “ولكن الأساطير لا تموت”
وتحكي” مديحة عزت” عن تلك المرأة الحديدية التى أبت أن يراها أحد في لحظات الاحتضار، وتقول أن “روز” طلبت منها أن الذهاب سويًا إلى سينما ريفولى من 9 إلى 12 مساءً
إلا أنه وبعد دقائق معدودة من دخولهما صالة العرض، هبت “الأسطورة” فجأة وخرجت دون أن تعلم ” عزت” إلى أين وجهتها، استقلت تاكسي وعادت إلى منزلها لتعود إلى فراشها وترقد فيه، وتودع الحياة في هدوء دون أن يرى أحد اَلامها الأخيرة أو يسمع أنينها قبل الوداع.
“استأذنت من الموت نص ساعة كأنها قالت لعزرائيل ادينى فرصة بس نص ساعة لحد ما استعد”
محمد عبد القدوس
نتعرف أخيرًا إلى شخصية ” أم حنفى” التي تتحدث عنها الصحافية “نرمين القوسيني”، وهى السيدة التي كانت تعمل على تنظيف مقر المجلة، وكانت “روز” تتبناها وتتولى مساعدتها فى الإنفاق على نفسها وعلى أسرتها، وكانت من أكثر من تحبهم الأسطورة لذلك كانت “أم حنفى” من أشد من توسد الحزن قلبهم وبان عليها الانكسار إلأ أن الاَخرين أرادوا كسرها أكثر بحرمانها من دخول صوان العزاء، إلا أن “إحسان عبد القدوس” منعهم من ذلك وأصر أن تكون هي أول الجالسين في العزاء، مشددًا أمام الجميع أن تلك السيدة البسيطة كانت الأهم بالنسبة لــ”روز اليوسف”
“كانت الست دى تعبر عن سلطان الكلمة “
كامل زهيري
وهذه هى اَخر جملة نسمعها في الفيلم قبل أن يسدل الستار أمامنا معلنًا نهاية قصة الأسطورة وتواريها عن عيون جمهورها. حينما تتأمل قرار المخرج برفع الستار عندما انتقل الفيلم لمرحلة دخولها عالم التمثيل المسرحي وإنزاله بعد مماتها، غالبًا ما سيطرق الذهن قول يوسف وهبي “وما الدنيا إلا مسرح كبير وإن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح” فهذه السيدة عاشت ملكة على المسرح الفني وملكة على مسرح الحياة حتى خروج النفس الأخير.