على الأرجح فإنكم تقرأون هذه السطور، بينما تشاهدون أحد المسلسلات الــ30، التي تعرضها القنوات المصرية والعربية خلال شهر رمضان الجاري، وإن كان بيننا من يظن أن هذا الرقم كبير، فإن مقارنته بعدد المسلسلات المصرية التي عرضتها القنوات التلفزيونية، خلال موسمي، رمضان 2017 ورمضان 2016 تكشف تراجعًا، إذ أن موسم رمضان التلفزيوني للعام 2016، بلغ عدد المسلسلات المعروضة خلاله 32 مسلسلًا، بينما وصل العدد إلى 34 مسلسلًا في موسم رمضان 2017.

يظل الرقم كبيرًا بالنسبة للمشاهد، مما يرفع درجة التنافسية بين القائمين على الأعمال الدرامية التلفزيونية، التي تشارك في هذا الموسم، ومن المفترض أن ينعكس ذلك على الموضوعات المطروحة والمعالجات، بينما تظل أشياء قائمة لا يحركها ولا يغيرها تباين العدد وحجم الإنتاج، ومن أهمها؛ حضور المرأة على الخريطة.

البطولة النسائية: زيادة طفيفة

من بين الـ30 مسلسلًا، هناك 7 مسلسلات فقط، تظهر الشخصية الأولى والمحرك الرئيس للأحداث لتكون امرأة، وهي: «اختفاء» لــ«نيللي كريم»، و«ضد مجهول» لـ«غادة عبد الرازق»، و«لعنة كارما» لـ«هيفاء وهبي»، و«رسايل» لـ«مي عز الدين»، و«ممنوع الاقتراب والتصوير» لـ«زينة»، و«لدينا أقوال أخرى» لــ«يسرا»، و«مليكة» لـ«دينا الشربيني» وهو ما يمثل زيادة محدودة عن نسبة البطولات النسائية في موسم رمضان العام الماضي، فنسبة هذا الموسم تمثل نحو 23.3 في المئة، بينما بلغت النسبة في الموسم الماضي 23.5 في المئة، بواقع 8 مسلسلات من أصل 34 مسلسلًا.

أما المسلسلات التي ارتكزت على بطولة مشتركة، فكانت مسلسل «عزمي وأشجان»، الذي يجمع «إيمي سمير غانم» و«حسن الرداد»، و«ليالي أوجيني» الذي يجمع «أمينة خليل» بـ«ظافر العابدين».

المسلسل الذي يمكن احتسابه ضمن قائمة مسلسلات البطولة النسائية، وإن بدا من مسلسلات البطولة الجماعية، هو «سلسال الدم – الجزء الأخير»، الذي تتصدر بطولته «عبلة كامل».

الكتابة والإخراج: «هالة خليل» تقدم تجربتها التلفزيونية الأولى.. والساحة تستقبل عددًا أكبر من الكاتبات

على صعيد الإخراج، فإن الحضور النسائي يقتصر على «هالة خليل» مخرجةً لمسلسل «بالحجم العائلي»، التي تقدم تجربتها التلفزيونية الأولى بعد ثلاثة أفلام سينمائية وهي: «أحلى الأوقات» و«قص ولزق» و«نوارة»، كما تتعاون كل من «تغريد العصفوري» مع «ماري بادير» في إخراج مسلسل «واكلينها والعة» الذي تذيعه شبكة قنوات النهار، في أول عرض تلفزيوني بعد عرضه على وقع IFlix، في رمضان الماضي.

أما الكتابة، فما زالت «مريم نعوم» هي الاسم الأبرز عند الحديث عن النساء في مجال كتابة الأعمال الدرامية، وتحديدًا التلفزيونية المعدة للإذاعة في مواسم رمضان تحديدًا، منذ أن قدمت المعالجة الدرامية لمسلسل «موجة حارة» في العام 2013، وكتبت السيناريو والحوار لمسلسل «ذات» في العام نفسه، ليستمر إنتاجها حتى الموسم الحالي، من خلال «أبو عمر المصري»، الذي تقدم معالجته الدرامية، إلى جانب كتابة سيناريو  المسلسل المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للأديب «عز الدين شكري فشير» بالاشتراك مع «محمد المصري». لكن مشاركة «مريم نعوم» في هذا العمل، تطرح العديد من التساؤلات، في مقدمتها ما يتعلف بارتباطها بتقديم محتوى درامي، يمكنها من خلاله تسليط الضوء على حكايات النساء وظواهر العنف ضدهن، بينما تأتي قصة «أبو عمر المصري»، لتنحصر في عالم يتحرك حول رجل بعينه، وأحداث تدور في فلك الرجال وحديث يدور على ألسنتهم، في ظل صورة يسيطرون على المساحة الأكبر منها، فضلًا عن أن ما تفصح عنه الملصقات الدعائية، والمقاطع الترويجية وحتى الحلقة الأولى، هو تقلص هذه المساحات التي كانت تطوعها «نعوم» لخدمة هذا الغرض، بدرجة كبيرة.

وللموسم الثاني على التوالي، تضم أعمال الموسم عملًا تشترك في كتابته «إنجي القاسم» مع «سماء عبد الخالق»، بعد أن قدمتا سويًا مسلسل «حلاوة الدنيا»، في رمضان الماضي، وهو  «ليالي أوجيني»، الذي تقدمانه بشكل مستقل، بعد أن عملتا العام الماضي تحت إشراف السيناريست «تامر حبيب».

ويحل اسم الكاتبة السورية «نور شيشكلي» في القائمة، ككاتبة لمسلسل «الرحلة»، الذي كتب له السيناريو والحوار «عمرو الدالي»، ويخرجه «حسام علي». أما مسلسل «لعنة كارما» الذي تتصدر بطولته «هيفاء وهبي»، تشارك في كتابته «عبير سليمان» مع «مصطفى زايد» و«حسام حلمي». وبين أسماء عديدة تشترك في كتابة مسلسل «واكلينها والعة»، يبرز اسم «سمر طاهر» ككاتبة السيناريو والحوار.

مها سليم ومنى قطب..  في قائمة الـ22 منتجًا

يبلغ عدد شركات الإنتاج التي تتشارك في إنتاج مسلسلات هذا الموسم، 22 شركة، وتتصدرهم«Synergy» ، ممثلةً في المنتج «تامر مرسي»، بإنتاج 7 مسلسلات. ومن بين الـ22 منتجًا، لم يظهر سوى اسمان نسائيان، هما «مها سليم»، ممثلةً لشركة «سيلميديا»، تشارك في إنتاج مسلسل «الرحلة» مع شركة «تريلر بيكتشرز» ممثلة في المنتج «أحمد سمير»، و«منى قطب» تشارك في إنتاج مسلسل «بالحجم العائلي».

الاسم النسائي الوحيد في «إدارة التصوير»

يظل اسم «نانسي عبد الفتاح» هو الاسم النسائي الوحيد في مجال إدارة التصوير، سواء في السينما أو التلفزيون، وتتولى «عبد الفتاح» هذا الموسم، إدارة تصوير مسلسل «أبو عمر المصري»، وهو تعاون جديد ومعهود، بينها وبين السيناريست «مريم نعوم»، بعد أن جمعتهما مسلسلات؛ «ذات» و«سجن النساء» و«واحة الغروب»، بالإضافة إلى فيلمي؛ «واحد صفر» و«يوم للستات».

التترات: الموسيقى تقلص فرصة الغناء النسائي

أغلب مسلسلات هذا العام اعتمدت على التترات الموسيقية بدلًا من التترات المغناة بأصوات مطربين، وبين تلك التي تعتمد على أغانٍ، نسمع صوت «أنغام» يصدح بأغنية تتر مسلسل «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، بينما تغني «نسمة محجوب» أغنية تتر مسلسل «ليالي أوجيني»، بالإضافة إلى «ياسمين علي»، التي تغني تتر مسلسل «أمر واقع»، وأخيرًا تغني «اليسا» تتر مسلسل «ممنوع الاقتراب أو التصوير».

الحضور على الأفيشات: السيطرة والمناصفة تعزز السيطرة

تأتي أفيشات المسلسلات متوافقة مع البطولات النسائية، إذ أن أغلب المسلسلات التي تتصدر بطولتها النساء هي التي استحوذت على أفيشاتها أو ملصقاتها الدعائية، مثل؛ «لعنة كارما»، الذي اسـتأثرت به «هيفاء وهبي» وهو الحال نفسه في أفيشات مسلسلات؛ «ضد مجهول»، و«مليكة»، و«ممنوع الاقتراب أو التصوير»، و«لدينا أقوال أخرى»، و«رسايل»، بينما تخلت «نيللي كريم» عن ذلك الاستحواذ الكامل، وأفسحت المجال ليصبح الملصق جماعيًا، فيه يظهر إلى جانبها، «محمد ممدوح» و«هشام سليم» و«بسمة» و«محمد علاء»، مع بروز لها في المقدمة.

في المقابل، سيطر الأبطال الذكور على أفيشات أغلب المسلسلات ومنها؛ «عوالم خفية» لـ«عادل إمام»، و«طايع» لـ«عمرو يوسف» و«أبو عمر المصري» لـ«أحمد عز»، و«نسر الصعيد» لـ«محمد رمضان»، و«كلبش 2» لـ«أمير كرارة»، و«أيوب» لـ«مصطفى شعبان»، و«فوق السحاب» لـ«هاني سلامة»، و«أرض النفاق» لــ«محمد هنيدي».

بينما تناصفت البطلات الحضور على الأفيش مع الأبطال الذكور في أفيشات؛ «بالحجم العائلي»، حيث ظهرت في عدد من الملصقات «مرفت أمين» إلى جانب «يحيي الفخراني»، مع الإشارة إلى أن الملصق الأكثر انتشارًا هو الذي يظهر فيه «الفخراني» وحيدًا، كما تظهر «إيمي سمير غانم» مع «حسن الرداد» على أفيش «عزمي وأشجان» بنفس المساحة، بالإضافة إلى ظهور «نور» إلى جانب «ياسر جلال» على أفيش «رحيم»، فضلًا عن المناصفة بين «أمينة خليل» و«ظافر العابدين» على أفيش «ليالي أوجيني».