«فاكره كويس أول مرة سمعتها، ومكنتش فاهمه يعنى إيه، فسألت صديقتي يعنى ايه؟، فرديت بصدمة وقالت لي هو أنتِ ماتختنتيش؟!

أنا حسيت وكأن في حاجة مهمة فاتتني في الحياة وما بقتش عارفة هي إيه، لما روحت البيت كان عندي فضول، أعرف هو إيه الختان وأنا اتختنت ولا لأ؟

فسألت والدتي وردها كان كافي ووافي بالنسبة ليا، هي شرحتلي الختان وأنواعه وأضراره، و ححكيت ليا عن الصراع اللي دار بينها وبين جدتي لوالدى اللي كانت مصرة، أني اتختن كباقي بنات العيلة، ومن وقتها وأنا في كل لحظة بسمع فيها قصص مأساوية بتحكيها بنات ونساء، اتختنوا وهما أطفال بحس أني مدينة لأمي بأنها حمتنى وأنني لم أُختّن، لأن في الواقع الختان يتخذ أشكالاً عشوائية، تعتمد على من يقوم بالإجراء ومدى ثبات يده ووجود مخدر عام أو موضعي أم لا يوجد، و حركة الطفلة أثناء القطع، وقد يؤدي ذلك إلى قطع زائد أو أقل أو عدم تماثل في القطع.

فأحيانًا يصل إلى تشويه العضو التناسلي، وله أضرار نفسية وجنسية كبيرة جدًا على البنات المختنات، والحقيقه في تقديري أن ختان الإناث في مصر مستمر لأنها ممارسة توارثتها الأجيال، لأنه في تصور البعض أنه يحجم الرغبات الجنسية للأنثى وتخيلهم أنه من خلال إجراء قطع أجزاء من الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثي جزئيًا أو كليًا، تصبح البنت المختتنة طاهرة وعفيفة، حتى امتد ذلك ليفعل بعض الأزواج ذلك بزوجاتهم، إن كانوا سيغيبون عنهن طويلاً ويسافرون، فيضمنون بذلك عفتهن، وأيضًا لا أنكر الفتاوى الدينية المغلوطة، التي ضللت الكثير وجعلتهم يعتقدون أن ختان الإناث حلال، وإنه مثل ختان الذكور، لكن ختان الذكور تُزال فيه الغلفة عن رأس العضو فقط، ولا يتم المساس بأجزاء حية ولها وظائف مثل ختان الإناث، وربما فى حالة الذكور يكون لإزالتها فائدة صحية.

وعلى الرغم من تجريم ختان الإناث بنص المادة (242 مكرر) من قانون العقوبات المصري، في يونيو 2008، وتتراوح العقوبة بين السجن من 3 شهور إلى 10 سنوات، مع الغرامة، فإنه ما زال يُمَارس في مصر، ويظل راسخًا في أذهان البعض أنه لعفة الإناث.