في إطار حملة «ما ينفعش».. رباب كمال تكتــــب: ما ينفعش
لربما إن أبسط وأهم تعليق، يلفت انتباهنا إلى حقيقة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، جاء على لسان الدكتور حسين جوهر، وهو من أبرز أطباء النساء والولادة، الناشطين والمتطوعين في مجال مناهضة هذا التشويه الممنهج. يقول الدكتور حسين، إن ما ُيعرف باسم الختان (شعبيًا) للإناث، إن وضعناه في ميزان الطب وعلم التشريح، يصلح أن يكون أشبه بقطع رأس القضيب لدى الرجل. فهل يمكن أن يتخيل أي رجل أن ما يفعله بابنته أشبه بقطع رأس قضيبه؟ كما أن مركز الشهوة ليس في الأعضاء التناسلية وإنما في المخ نفسه، فهل يمكننا استئصال المخ؟
هنا يمكن سرد بعض الأقاويل أو الأساطير، التي تتحايل على الجهود المجتمعية، لمواجهة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، التي تستهدف الآباء ومنها الآتي:
أولًا: مقولة الختان الأفريقي مضر .. الختان السني غير ضار
هناك من يروج لنظرية التمييز بين الختان المنتشر في البلاد الإفريقية، الذي يستأصل البظر والشفرتين، وبين الختان الحلال، الذي يستأصل الجزء العلوي من البظر. الأول يعتبرونه مضرًا والثاني لا بأس به، وكلاهما ضار. وهذه النظرية أشبه بالتبرير بأن بتر الساق سيكون مضرًا من أعلى الركبة وحميدًا من أسفل الركبة.
ثانيًا: مقولة القانون جرّم الختان ولم يجرم الخفاض
هناك تلاعب لفظي آخر، يتمثل في أن بعض المتزمتين يقولون أنهم ضد الختان لكن ما يحدث للفتيات يعد “خفاضًا ” وليس “ختانًا ” ، والخفاض هو التخلص من الزوائد على الشفرتين، وهنا لا بد من الاهتمام بتلك الألفاظ والتأكيد على أن الختان هو الخفاض وقد يؤثر على حياة الفتاة، حتى لو نجت من المشرط.
ثالثًا: مقولة الختان لا يمنع الزوجات من الممارسة الجنسية
وهنا مغالطة أخرى، فتشويه الأعضاء التناسليه لا يمنع العملية الجنسية في حد ذاتها، لكنه بكل تأكيد يؤثر حسيًا على الفتيات سلبًا، مما يؤثر سلبًا على الحالة النفسية للنساء المختونات، ويؤثر على الحياة الزوجية مستقبلًا.