فى ظل حالة من الاضطراب وغياب للأمن بشكل لم تشهده مصر منذ عقود، تزداد معدلات الجرائم وعلى رأسها الجرائم التى تستهدف الأطفال سواء من الإناث أو الذكور حتى تحولت حالات التحرش الجنسي والاغتصاب التى تطال الصغيرات والصغار ظاهرة لا يمكن التغاضى عنها أو الإدعاء بأنها حالات فردية محدودة.
ومع المناداة المستمرة بتشديد العقوبات والمطالبات التى لا تتوقف بضرورة استعادة الأمن، تبقى ردود الأفعال إزاء كل ذلك بطيئة وغير محسوسة وكثيراً لا تزيد عن الوعود المستقبلية، مما يجعلنا مضطرين للبحث عن طرق أخرى نتمكن من خلالها حماية أطفالنا من مثل هذه الاعتداءات الجنسية، وأهمها التى على الأسرة سلكها، لمواجهة هذا التيار الذى يتنامى فى قبحه ويشتد منحدره إلى الهاوية.
الحوار
وأول ما يتعين على أسرة الطفل فعله هو فتح طريق ثنائي الاتجاه فى “الحوار”، إذا تعودت الطفلة أو الطفل على التحاور مع الأب والأم وأفراد الأسرة الأكبر سناً ستزداد الصراحة بين الطرفين وبناءً عليه تزيد احتمالية اعتراف الطفل/ة بمخاوفه من شخص بعينه كما تجعل التعرف على تفاصيل علاقاته بمن حوله أسهل مما يوفر حماية أكبر للطفل/ة مما قد يتعرضون له إذ أن البوادر ستكون أكثر وضوحاً أمام الأسرة.
عدم الخجل
على الأم تحديدًا، دور هام فى عدم الشعور بالخجل من الحديث مع الطفلة أو الطفل بشأن خصوصية أجسادهم، والتعريف بتفاصيلها، وضرورة تقدير اللمس “سئ النية” كلمس الاَخرين للمناطق الحساسة بأجسادهم وأيضاً التشديد عليهم بعدم الاستجابة لطلبات الغرباء بمرافقتهم وحدهم أو مجالستهم فى مكان هادئ بعيداً عن الناس، أو التحاور معهم حول تفاصيل تتعلق بخصوصياتهم وأجسادهم.
الإنترنت
على الأسرة الاهتمام بمعرفة الأصدقاء الذين يتحدث معهم الطفلة أو الطفل عبر شبكات التواصل الاجتماعى ومراجعة المواقع المحفوظة فى الذاكرة كما يفترض استخدام بعض برامج الحماية والتأمين التى تمنع وصول الأطفال إلى المواقع المشكوك فى مصدرها.
على صعيد اَخر، هناك بعض المعالم والإمارات النفسية إن ظهرت على الطفلة أو الطفل، وقتها على الأسرة وتحديداً الأم التحدث إلى الطفل/ة لمعرفة ما إن كان قد تعرضوا لشكل من أشكال الاعتداء الجنسي، وفى حال رفض الطفل/ة الحديث يتعين عليها اصطاحبه/ا إلى الطبيب لمعرفة ما إن كانت الشكوك فى محلها.
1) الخوف الشديد وغير المبرر من الاَخرين
2) الانطواء والانعزال عن الجميع وتفضيل الجلوس وحيداً مع البكاء
3) كثيراً ما يصبح الطفل أكثر عدوانية مع الاَخرين بعد تعرضه لهذا الانتهاك
4) الكوابيس المستمرة والتى أحياناً يرفض الطفل الإفصاح عن تفاصيلها من شدة الخوف
5) تتأثر شهية الطفل ونشاطه بشكل واضح جراء الاعتداء عليه لذا من الضرورى الالتفات لذلك.

فى حال التأكد من تعرض الطفل لاعتداء جنسي تقع بعض الأسر فى مجموعة من الأخطاء تضاعف الاَلم النفسي الذى يعانيه الطفل وتزيد العبء النفسي عليه، إذ أن كثيرين يلومون الطفل/ة على ما تعرضوا له رغم أنهم “ضحايا” لا ذنب لهم، الخطأ الثانى يتمثل فى الرغبة فى الصمت والتستر على ما وقع خوفاً من الفضيحة وهذا يزيد من شعور الطفل بالعار والخجل من نفسه وكراهية نفسه ومن حوله أيضًا.
خطأ اَخر، هو إغفال أهمية وضرورة عرض الطفل على طبيب نفسي والمتابعة معه فى جلسات متتابعة لتخطى الأزمة النفسية التى لا يمكن تجاهلها أو القول بأنها ستزول وحدها بمرور الزمن فلابد من مساعدة طبية فى هذا الصدد.