عقدت منظمة بلان الدولية – مصر، يوم الأربعاء الماضي، الموافق 17 يناير الجاري، مائدة مستديرة لمناقشة ما حققه مشروع «مدن اَمنة للفتيات»، وقد بدأت الجلسة بكلمة لـ«آن مدحت»، منسقة المشروع، وأوضحت خلالها أن المشروع بدأ في يوليو من العام 2014، وهو جزء من حملة ممتدة تحمل اسم «عشان أنا بنت»، التي تهدف إلى تمكين الفتيات وينفذه، منظمة بلان الدولية في مصر وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، في منطقة عزبة خير الله، في جنوب القاهرة.

ولفتت «مدحت» إلى أن المشروع يهدف إلى زيادة سلامة الفتيات ورفع إمكانية وصولهن إلى الأماكن العامة بشكل اَمن، وقد نظمت الهيئة جلسات توعية استهدفت 600 أم، وناقشت خلالها عددًا من الموضوعات، مثل: حماية الفتيات وسلامتهن، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وبعض المعلومات عن حقوق الطفل وخصائص المراهقة، ومشكلة التحرش الجنسي ومشاركة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما استعرضت «مدحت»، عددًا من إنجازات المشروع، ومنها: تدريب نحو 1000 فتاة و300 فتى، وإجراء حوارات تجمع بين الفتيات والفتيان من ناحية والاَباء والأمهات من ناحية أخرى، لكسر القوالب النمطية والتأكيد على حق الفتيات في التحرك والتنقل في الأماكن العامة، وقد أفاد 83 في المئة من الفتيات المشاركات في المشروع، أنهن يشعرن الاَن بالثقة في التحدث أمام البالغين، وهو ما لم يكن واقعًا قبل التدريب.

من جانبها قالت الدكتورة «جانسنت إبراهيم» مديرة البرامج بهيئة «بلان الدولية في مصر»، أن المشروع سينتقل إلى محافظتي إلى الإسكندرية وأسيوط، لبناء بيئات اَمنة للفتيات، تناظر النموذج الموجود في القاهرة، مؤكدةً أن ذلك لا يعني ترك العمل في القاهرة أو توقفه، «نحن مستمرون وسنتوسع أيضًا في أماكن أخرى في القاهرة.»

أعقب ذلك عدد من الكلمات لعدد من الفتيات المستفيدات من مشروع «مدن اَمنة للفتيات» في منطقة عزبة خيرالله، وقد ركزت كلماتهن على كشف التغيير الذي طرأ على شخصياتهن بعد التدريب، وكيف أثر على وعيهن وثقتهن في أنفسهن.

وقالت «شاهندة عماد»، إن الجلسات التدريبية عرفتهن إلى السلوك الحازم والسلوك السلبي والفرق بينهما، وكيفية استخدام الأول في مواجهة المتحرشين، مشددةً على أن التدريبات ساهمت في تغيير نظرتهم للأمور والتعامل معها، فصرن أكثر إيمانًا بحقوق الطفل عمومًا والفتاة خصوصًا.

أما «مروة يحيى»، فكشفت أنها أضحت أكثر قابلية للتعبير عن رأيها، لافتةً إلى أن أحد إيجابيات التدريبات أنها لم تقتصر على الفتيات، وإنما شملت الأولاد والأمهات والاَباء.

تحدثت «سعاد أحمد» عن أهمية المشروع في تعريفها بمبادئ السلامة، وعن الفرصة التي وفرها لها ولبقية المستفيدات من المشروع، في نقل المشكلات التي يعانين منها إلى الجهات الرسمية، بعد أن عُقِد لقاء جمعهن بأعضاء المجلس القومي للطفولة والأمومة، وتحدثن إلى «هالة أبو علي» أمينة المجلس وقتذاك، عن أبرز المشاكل التي تواجههن في منطقة عزبة خير الله، فيما يخص التعليم، والتحرش، وحرية الحركة، وقالت «سعاد» إن المجلس عرفهن إلى خط نجدة الطفل 1600، الذي يمكن من خلاله لأي طفل أو طفلة، أن يبلغ عن أي انتهاك بحقه أو بحق أطفال اَخرين.

وروت كيف ساعدهن المشروع على ممارسة الرياضة وتحديدًا كرة القدم، التي لم تكن الأسر في هذه المنطقة، تستسيغ ممارسة الفتيات لها مثل الأولاد، وقد وفر القائمون على المشروع أماكن ليلعبن فيها، ثم أشركوا الأولاد في اللعب، مما ساهم في تعزيز الثقة بين الجنسين، على عكس ما تربين عليه ويرسخ للخوف والقلق من الجنس الاَخر.

أما «ندى رفعت» فقد تحدثت عن تأثير الحوارات، التي جمعت بين الفتيات والأمهات والاَباء في دعم التواصل بين الجيلين، وركزت في كلمتها على برنامج تدربن فيه، على اَليات الدفاع عن النفس عند التعرض لخطر في الشارع.

من جانبه، قال «محمد سمير» مدير وحدة مشروعات جنوب القاهرة بهيئة بلان الدولية في مصر، إن المشروع تنتهي مدته بعد أربع سنوات منذ أن انطلق في العام 2014، أما المرحلة الثانية ستمتد إلى ثلاث سنوات، وخلالها تسعى الهيئة لتوسيع رقعة المشروع، لتشمل مزيدًا من المناطق داخل القاهرة.

وشارك في اللقاء ممثلون عن منظمات تنموية، ومعنية بحقوق الطفل، مثل؛ الائتلاف المصري لحقوق الطفل، وجمعية النور في عزبة خير الله، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ومؤسسة الشهاب للتطويرو التنمية الشاملة، إلى جانب عدد من نواب البرلمان.