مونيكا وليم تكتـــب: فقط لأنها تريد
عن الكاتبة:
درست إدارة الأعمال، وعملت في عدد من الصحف الإلكترونية والمطبوعة
صدر لها مؤخرًا كتاب “خلطبيطة بالصلصة”
كانت مثل الطائر المحبوس داخل قفص، لا يستطيع الفرار نهائيًا، يدخلون إليها الطعام والشراب، حتى تسير حياتها وتعيش، فقط تعيش.
تعيش مثل السجين الذي يرى الحياة من بين قضبان القفص، ولا يستطيع الخروج منه، مثل الطائر داخل القفص، لا يستطيع الهروب، يراقب الطيور الأخرى، ويحلم أن يطير مثلهم في الهواء، يطير ويري الحياة.
كانت تحلم بحياة أخرى غير التي اعتادت عليها، تحلم بأن تصنع مستقبلها بنفسها، أن تسير كي تتعلم شيئًا جديدًا، لا يهمها أن تسقط، لأنها تعلم بعد كل سقوط ستعود أقوى.
لم يكن يهمها تشجيع أحد لها، لأنها تعلم أنها تستطيع فعل ما تريد مؤمنةً تمامًا، بأن الله خلقها لسبب ما، ويجب أن تسعى إليه، وتعلم أن الله لن يتركها في ذلك المحيط، الذي يقتلها ويقتل أحلامها.
كانت تُذكِّر نفسها يوميًا بأنه من المستحيل أن تستسلم، ويجب أن تحارب حتى تصل إلى ما تريد، وألا تترك أحدًا يحدد لها ما يريده هو.
كانت عزيمتها وأحلامها لا تسع هذا الكوكب، فهي حرة، لكن حُبِست داخل عادات وتقاليد هذا البلد، حُبِسَت داخل فكر يجب أن تتجاوزه، فقررت أن تملك حريتها ومستقبلها، الذي تريده لنفسها، وأن تكسر هذا القفص الذي كاد يخنقها، ثم تطير إلى الحياة، وتخلق لنفسها ما تريد، لأنها فتاه قوية لا يهمها فيما يفكر الاَخرون، كل ما يعنيها أن تصل إلى حلمها الذي تعتبره كيانها، قررت ألا تسمح لأحد بإيقافها حتى إن كان المجتمع الذي خُلِقت فيه.
كسرت القفص اللعين، طارت العصفورة القوية من أجل تحقيق حلمها، تحدت من قال لها إنها لن تستطيع، وتحدت من قال لها إنها فتاة، وفي هذا المجتمع، ليس للفتيات سوى بيوتهن وأطفالهن.
ظلت تعمل وتبحث وتركض خلف هدفها، تعثرت مرة تلو الأخرى، وفي كل مرة تعود أقوى، ولم تنكسر عزيمتها يومًا، ولن تنكسر، استمرت هكذا حتى أضبحت كما تريد، حتى بلغت ذلك المنصب الذي طالما تمنته، لقد فعلت ما أرادت حتى أصبح الجميع يُكِنُّ لها احترامًا، ويقولون لها إنهم كانوا مؤمنين بها، منذ البداية، وإنها امرأة قوية، وأن المجتمع كان فقط يخاف عليها.
وصلت إلى ما تريد، مما جعل بعض رجال الأعمال البارزين، يتمنون أن تعمل معهم ، وتضيف إليهم من خبراتها.
كل هؤلاء الذين وقفوا في وجهها، يفخرون بها الاَن، بل يعيشون تحت سقف ما حققته.
لأنها أرادت حققت.