عن الكاتبة:

 أسماء عطا: صحافية من محافظة قنا 

في عصر الجاهلية، كانت تُوأد البنات «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم»،وكأن الفتاة خُلقَت لتجلب العار لأسرتها وعائلتها، أما الذكر فهو مصدر الفخر للعائلة، ولكن بعد ظهور الإسلام كُرِّمَت المرأة في القرآن الكريم وأصبح لها شأن كبير، وعلى الرغم من دعم الإسلام للمرأة، فإنها في بعض الأماكن في مصر وخاصة الجنوبية، ما زالت تعاني من العديد من المشكلات، مثل؛ نقص التعليم والزواج القهري، أو كما يطلقون عليه الزواج القبلي الذي يعتبر الكثيرون أنه الأفضل للفتاة، ويرون أنه يحافظ على كيان الأسرة وأطيانها وأموالها وسلالتها ووجاهتها.

بعض الكلمات:

ومن بين الكلمات الشائع ترديدها في هذا الشأن، «ابن عمتها لا يهينها» و«لا ندري ماذا سيفعل بنا الغريب؟»،  إذ يستخدمها بعض الأهالي المتمسكين بفكرة الزواج القبلي، ويرون سعادة بناتهم في هذا النمط من الزواج.

الفتيات:

يرى كثير من الفتيات أن الزواج القبلي، بمثابة تعسف وظلم لهن، كما يُهدر حقهن في اختيار الزوج المناسب، فضلًا عن أن محدودية الاختيار داخل العائلات، تُجبَر كثيرات منهن على الرضا والرضوخ، في ظل غياب الحل الذي يخرجهن من المأزق الذي وقعن فيه.

قليل من الفتيات في أوساط العائلات والقبائل، يحاولن التغيير في المجتمعات المحلية القبلية، وقليل من هؤلاء ينجح في التغيير، بينما تستسلم الكثيرات للعادات والتقاليد، ومنهن من تعزف عن الزواج لتحقق طموحاتها وأحلامها.

ما زالت العائلات متمسكة بالعادات القديمة، التي قد تحطم طموحات بعض الفتيات، وتدفعهن إلى حفر قبورهن بأيديهن.

على الرغم من وجود نماذج نسائية تعتلي مناصب قيادية في المجتمع، فإنهن لا يستطعن التأثير لتغيير أفكار المجتمع، وذلك رُغمَ قول الله عز وجل «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» فلا تجبروهن على حفر قبورهن بأيديهن، لبناء مجتمع ركيك ومفكك من الداخل.

#ما_تجبرنيش: حملة أطلقتها مبادرة دورِك في قنا، في إطار الـ16 يومًا الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة.

تهدف الحملة إلى التوعية بخطورة الزواج القبلي، المنتشر في بعض المناطق في صعيد مصر.