كتبت: أسماء حامد

بين أروقة إحدى المحاكم، تسمع صوت نحيب ممزوج بالخوف، يصدر من سيدة خمسينية، تبدو على ملامحها الحسرة، تحتضن شابة جميلة، يافعة القامة.
عندما تقترب منها لمعرفة سبب انهمار دموعها، بالتأكيد ستصيبك الصدمة من فرط بشاعة ما سترويه لك الأم العجوز.
تبدأ السيدة “ص.ع” حديثها بالقول: أشعر بالمرارة والحسرة على ابنتى المعاقة والتى تعانى من “التأخر العقلي” وتبلغ من العمر30 عامًا، بينما عمرها العقلي 7 سنوات فقط.
لم تكن السيدة تبكي بسبب حكم القدر وإنما من بشاعة البشر، وتحكي قصة ابنتها المبكية، التى قام شاب معدوم الضمير، مغيب العقل، باستدراجها إلى عقار تحت الانشاء وهناك اعتدى عليها واغتصبها، بعد أن أعطاها حبوبًا مخدرة بالإكراه، وعندما أفاقت، أصيبت بالقئ، وفوجئت بملابسها تغمرها الدماء، إلا أن الشاب أقنعها إنها الدورة الشهرية، مستغلًا سذاجة الفتاة، وبالفعل صدقته ببساطة تفكير، ليعتقد بذلك أنه تستر على جريمته، وأعطاها رقم التليفون هاتفه، وأمرها بتهديد أن تتصل به كلما خرجت للشارع، قاصدًا بذلك استغلال الفتاة الضعيفة ذات العقل الطفولي، لتفريغ شهواته الجنسية.
تتابع الأم: “اكتشفت الواقعة، بعد أن دخلت ابنتي في حالة نفسية سيئة واكتئاب شديد، وكانت تخشى الخروج إلى الشارع، حتى أدركت ما حدث لها وتوجهت بها إلى طبيب أمراض نساء، وعندها علمت بتهتك غشاء بكارتها، ورفض الطبيب كتابة تقرير يفيد بتعرض الفتاة لاغتصاب خوفًا على سمعة عيادته، فلجأت إلى قسم دار السلام، لتحرير محضر ضد الشاب، وبالفعل تم القبض عليه بعد بحث طويل، وبمساعدة شباب المنطقة، وتم حبسه احتياطيًا 15 يومًا ثم تم تجديد الحبس 45 يومًا.”
تواصل الأم كلامها بنبرة من الاَلم ممزوجة ببحة صوت مكسور، وتقول: “هناك تباطؤ في استخراج نتيجة الطب الشرعي، لإثبات فعلة الاغتصاب ولانعرف السبب.”
“علمت أن المغتصب قد اتهم من قبل فى قضية فعل فاضح في الطريق العام، لكن أهله ساعدوه فى الحصول على البراءة” تضيف الأم المكلومة
وتختتم حديثها “نحن نعيش في رعب وتحت تهديدات من أهله، للتنازل عن القضية.