#أنا_كمان: خطورة القاهرة على النساء وجرح سمية يضاعفان قصص الألم المروية.. والبوح يفتح أبواب التضامن العابر للحدود
قبل أيام، نشرت صحيفة The New York times، تقريرًا يكشف تعرض عدد من الممثلات والعاملات في صناعة السينما الأمريكية، للتحرش الجنسي من قبل المنتج “هارفي وينستين”، بعد أن عرضت شهادات لعدد منهن عبر صفحاتها، وأبرزهن؛ أنجيلينا جولي، وجوينيث بالترو، وكارا ديليفين، و ميرا سورفينو، وآشلي جاد.
على خلفية هذه الفضائح، عقد مجلس المحافظين بـ “أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة” المعنية باختيار الحاصلين على جوائز أوسكار سنويًا، اجتماعا طارئا، وصوَّت الأعضاء لصالح تجريد “وينستين” من عضوية الأكاديمية مدى الحياة، كما أعلنت شركة الإنتاج “The Weinstein”، التي ساهم في تأسيسها، أن مجلس إدارتها قرر فصله من العمل نهائيًا، علاوة على ذلك نشرت الممثلة الأمريكية “إليسا ميلانو” تغريدة على حسابها على موقع تويتر، تدعو النساء اللواتي تعرضن للتحرش أو الاعتداء جنسي إلى نشر تجاربهن، وإرفاقها بوسم #MeTOO، ويعني بالعربية “أنا أيضًا.”
وذكرت “ميلانو” أن الهدف من الحملة هو إظهار الحجم الحقيقي للمشكلة، التي تعاني منها النساء، خاصة في عالم السينما، وتفاعل معها مباشرةً اَلاف المتابعات، وغردن عن وقائع الاعتداءات الجنسية التي تعرضن لها.
لم تقتصر الحملة على الولايات المتحدة أو العالم الغربي فحسب، وإنما امتدت ليتفاعل معها النساء في المنطقة العربية، وتحديدًا مصر، التي تصادف مع إطلاق الوسم، إعلان مؤسسة تومسون رويترز، أن بحثًا أجرته أظهر أن العاصمة المصرية، القاهرة، هي المدينة الأكثر خطورةً على النساء، وأن التهديدات زادت منذ اندلاع ثورة يناير في العام 2011.
وبحسب صحيفة الإندبندنت، فإن وسم #MeToo، قد استقبل نحو 12 مليون قصة عبر فيسبوك، في مقابل 500 ألف تغريدة، بعد 24 ساعة فقط من إطلاقه.
بعد سويعات قليلة، جرى تعريب الوسم إلى #أنا_كمان و #أنا_أيضًا، ليكون وسيلة للنساء العربيات ليحكين معاناتهن اليومية مع التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية، باللغة العربية.
تابعوا وسم #أنا_كمان من هنا
ما يسترعي الانتباه، هو حالة الصدمة التي عبر عنها البعض في مصر تحديدًا، تجاه سيل الاعتداءات التي أفصحت عنها النساء من خلال الوسم، على الرغم من أن الإعلام تناقل مرارًا نتائج دراسة سابقة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في عام 2013، تظهر أن 99.3 في المئة من النساء المصريات تعرضن للتحرش الجنسي بشكل أو باَخر، فضلًا عن معايشة المصريين لتنامي الظاهرة يوميًا، سواء خلال المظاهرات، التي اجتاحت الميادين المصرية في خضم ثورة يناير 2011، أو يوميًا في الشوارع ووسائل المواصلات، وفي المؤسسات التعليمية ومقرات العمل.
القصص التي أوردتها مستخدمات مواقع التواصل الاجتماعي، لم تكن وحدها ما يعضد ما جاء في تقرير تومسون رويترز، وإنما جاءت واقعة الاعتداء باَلة حادة على “سمية” التي عُرِفت قبل سنتين بــ”فتاة المول”، لتضاعف المخاوف، وتزيد حدة الغضب النسائي.
وكانت “سمية” قد ظهرت في مقطع مصور، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، قبل سنتين، يوثق تعرضها لتحرش واعتداء بالضرب من شاب في أحد المتاجر الكبرى أو المولات. ذاعت قصتها لا بسبب الواقعة الوحشية فقط، وإنما بعد دخول أحد البرامج التلفزيونية على الخط، في موقف معادٍ لها.
تقدمت “سمية” ببلاغ ضد المتحرش، وبعد عدة أشهر أصدرت المحكمة حكمها عليه بالحبس أسبوعين في واقعة الضرب، وأخلي سبيله في واقعة التحرش الجنسي، ليظهر المتحرش مجددًا ويعتدي عليها بسلاح أبيض، تسبب لها في جرح بالوجه، كشفته صور لـ”سمية” نشرتها عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك.
ساهمت قصة “سمية” في دفع المزيد من الفتيات للتدوين والتغريد عبر وسمي #أنا_كمان و#أنا أيضًا، إما للتعبير عن مخاوفهن في ظل غياب الردع الكافي للمتحرشين، أو للاحتجاج على ذلك القُبح الذي استشرى. أو لتصدير الدعم فيما بين النساء أينما كن، لأن الجرح إن لم يكن غائرًا في الوجوه، فهو عميق في النفوس.