الحقيقة.. لايزال الرجل يعتبر اسم المرأة «عورة»
مع التداعيات المستمرة بشأن المطالبات بتحرير المرأة والكف عن قمعها وتقييد حريتها تظل حاضرة فى سلوكياتنا موروثات تبقينا فى العصور الوسطى وتنتزع من المرأة أبسط الحقوق حتى الحق فى إثبات الشخصية، يتضح ذلك فى ما يظل قائمًا بين كثير من الرجال فى المجتمع المصرى والعربي بشكل عام ، وهو حرجهم من ذكر اسم الأم أو الزوجة أو الأخت والخطيبة أو فى قول اَخر يستخدمه الرجال ” المرأة التى تخصه”
ويأتى هذا التحرج لوجهة نظر في مخيلة الرجال وحدهم تتلخص فى أن اسم “الست” أمام الأصدقاء والغرباء ينال من كرامته كرجل !
أو إعتقاداً من البعض عن جهل أن ذكر اسم “الست” محرم فى الدين الإسلامى
- {فى تجاهل واضح لذكر الرسول لأسماء زوجاته دون تحرج أو تحفظ}
واَخرون يرجعون إخفاء اسم المرأة إلى حماية المرأة نفسها والحفاظ على كرامتها “هل إخفاء اسم وهوية شخص ما كرامة له أم إنتقاص من قدره؟!!”
وهناك رجال يرون فى المرأة تابع للرجل لا تسمى بل توصف ، إما ب ” زوجتى” أو ” أمى” أو ” أختى” جميعهن يلتصقن بياء المتكلم!
فنجد هؤلاء الرجال ينعتون الزوجة ب (الجماعة) أو “البيت” و الأم ب (الحاجة)
لكنهم ليسوا كل الرجال ، فأمام هذا النمط هناك رجال يروا أن للمرأة وجوه أخرى وليس هناك ما يشين فى البوح باسمها
ولذا طرحنا سؤال على مجموعة من الرجال من طبقات وخلفيات مختلفة لنتعرف على وجهة نظرة الرجل فى هذه المسألة
وذلك على النحو التالي: - مينا سمير – مهندس – 35 سنة : تساءل مندهشًا “ما العيب في اسم المرأة، أليس هذا الاسم دليل شخصيتها؟ فكيف ألغيها وأذكرها فقط بأنها زوجتي أو انها والدتي؟!” مشددًا على أن المرأة لا شئ يعيبها فمثلها مثل الرجل
- محمد على – مدرس – 29 سنة، يرى أنه من العيب ذكر اسم المرأة في الجلسات مع الأصدقاء أو الشارع أو المواصلات كون ذلك يعرضها للمعاكسات الكثيرة خاصة مع الإنحدار الأخلاقى الحالى و يقول ” أفضل عدم ذكر اسم أي امرأة تعنينى سواء أمي أو زوجتي أو أختي تجنباً لهذه المواقف”.
- أبانوب شكري – طالب – 19 سنة، يقول أنه سواء في المدرسة أو الكلية الأصدقاء والزملاء يسعون لمعرفة اسم أخته او والدته ليستخدمونها فى الشتائم والمزاح السخيف من نوع يا (ابن كذا…..) مستنكرًا هذا المزاح الوقح لأنه يرى أن المراة ليست موضعًا للشتائم والسباب ولكنها كائن لابد أن يحترم .
- منير ذكي – موظف حكومي- 47 سنة ، لا يجد ما يعيب فى ذكر اسم والدته أو زوجته، ويتساءل “ماذا يعيب فى ذكر اسمهما؟” وهل ذلك ما يحميها؟،وتابع “ذكى” قائلًا: “من الغباء التفكير بهذا المنطق لأن المرأة لها شخصيتها و وجودها الذين يعبر عنهما أشياء كثيرة من بينها “اسمها” وليس ما يحدد هويتها أو شخصيتها هو الانتماء لرجل سواء زوجها او ابنها”
- سامي ابراهيم – 25 سنة – سائق، يؤكد أن البوح باسم الأم عيب، موضحًا دافعه وراء تلك الرؤية، أن ذكر الاسم أمام الرجال قد يعرضها لمعاكسات كثيرة بالاضافة الى استهزاء الأصدقاء والتطاول بصبغة الممازحة بين الشباب بشتائم الأم الذى أضحى سمة مزاح الشباب.
- محمود عبد السلام – 38 سنة – صيدلى، تحدث من زاوية أخرى أكثر تشددًا ، ويقول: وما الضرر الذى يقع من إخفاء اسم المرأة؟! لا شئ بالعكس هذا حماية لها وانا لا أفهم كيف لرجل يغار على امرأته سواء كانت زوجته أو أمه أو أخته أن يقبل أن يذكر اسمها علناً أمام الرجال ويرددون اسمها بشكل عادى أمامه، حقيقة على من ينادون بحقوق المرأة و ما إلى ذلك الإهتمام بأمور أكثر أهمية من هذه الصغائر والتى لا ضرر منها نهائيًا فى وجهة نظرى.
كلمة أخيرة :
هذه الاَراء أوضحت لنا أن الانقسام القائم بين فئة تحرر عقلها من مورثات متعفنة و بين فئة أخرى تتمسك بها إما لأنها ترى أنه حق للرجل وحده أن يقرر متى يذكر اسم المرأة ومتى لا يذكر كما يتحكم فيها هى شخصيًا، ويحدد متى تظهر للعامة ومتى لا تظهر وكأنها إحدى ممتلكاته، وهناك المُجبَرون على التمسك بذلك التقليد خوفًا من الانحدار الأخلاقى الذى يحيط بنا ويحول اسم المرأة لأداة سب ومعايرة ووصم، ولكن هذا النوع من الاستسلام للخطأ سيرسخ لهذا الانتقاص مزيدًا وسيعمق من هذا السلوك وستظل المرأة تابع، تنادى باسم الرجل، تنسب للرجل، ولو خرج الرجل من حياتها تبخرت فى الهواء بلا أثر ولا هوية خلفها.