يجري الاحتفال سنويًا في 26 سبتمبر، باليوم العالمي لوسائل منع الحمل، وهو مبادرة تهدف إلى رفع الوعي بالأساليب والطرق الحديثة لمنع الحمل.

وقد تم تدشين اليوم في العام 2007، من قبل عدد من الجمعيات والمؤسسات المعنية بتنظيم الأسرة، بغية إطلاق حملة سنوية لرفع الوعي العام بوسائل منع الحمل المختلفة والحديثة على وجه التحديد، والصحة الجنسية والانجابية، فضلًا عن تشجيع الحكومات على توفير وسائل منع الحمل للنساء دون معوقات.

التحدي الأكبر لهذه لمبادرة، هو نشر أهمية تداول وتوفير وسائل منع الحمل وطرق استخدامها الصحيحة، وبالتأكيد دعم وصولها إلى مختلف النساء والرجال، لمواجهة التأثيرات المترتبة على التكاثر السكاني، إذ تشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد سكان العالم، سيصل إلى نحو ثمانية مليارات شخص في العام 2025، وأكثر من تسعة مليارات في العام 2050.

وتتباين وسائل الحمل بين الطبيعية منها، ووسائل العزل، والحقن، واللوالب غير الرحمية، وتتوفر حاليًا حبوب منع الحمل الطارئ في العديد من الدول.

وتعد حبوب منع الحمل، هي الوسيلة الأكثر انتشارًا، منذ بدأ استخدامها في الستينيات، وكانت الولايات المتحدة أول دولة يبدأ فيها استخدام هذا النوع من العقاقير، والاَن وصل عدد النساء اللواتي يستخدمنها إلى نحو مئة مليون سيدة حول العالم، ورغم فاعليتها إلا أن تقاريرًا صحافية وقصص مصورة، زعمت أنها تسبب أضرارًا جسدية ونفسية أشد وطأةً مما تحققه من فائدة، مثل؛ الغثيان، القيء، تذبذب الوزن، الإكتئاب والصداع، فضلًا عما أثارته تقارير حديثة عن أنها تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن منظمة الصحة العالمية ردت على ذلك في أحد أعداد مجلتها، مؤكدةً أن التغطيات الإعلامية تشيع معلومات مغلوطة لدى النساء بشأن الحبوب ووسائل أخرى لمنع الحمل، لافتةً إلى أن التغطية الإعلامية السلبية ستُبعد النساء عن استخدام هذه الوسائل، وهو ما يعني زيادة معدلات الإنجاب.

وعلى الجانب الاَخر، لم تتغير وسائل منع الحمل للرجال منذ وقت طويل على عكس محاولات البحث الدائمة عن وسائل جديدة للنساء، وظلت مقتصرة على الواقي الذكري أو القيام بعملية قطع القناة الدافقة، أو الوسيلة الطبيعية المتمثلة في إخراج القضيب من المهبل أثناء الجماع، قبل قذف السائل المنوي، وعادة لا يُفضل الرجال اللجوء إلى أي من هذه الوسائل، وتتحمل المرأة وحدها مسؤولية اتخاذ إجراءات الاَمان، لكن ثمة أسئلة مطروحة بشأن تغير في السلوك الذكوري تجاه وسائل منع الحمل، بعد أن استحداث وسيلة جديدة وهي حقنة لوقف حركة الحيوانات المنوية ومنع فرص تلقيح البويضة.

علاوة على ذلك، مسألة الوصول إلى وسائل منع الحمل وتحديدًا بالنسبة للنساء، تبقى مهمةً صعبة في عدد من الدول، وخاصة وسائل منع الحمل الطارئة، في ظل وصم مجتمعي للنساء غير المتزوجات اللواتي يلجأن إلى هذه الأدوات، وحتى النساء المتزوجات في ظل اَراء دينية متشددة، مازالت ترى أن منع الحمل مخالف للفطرة والطبيعة، بالإضافة إلى العامل المادي، فقد تكون كُلفة هذه الوسائل عبئًا على مستخدماتها.