يأتي شهر نوفمبر ويتوجه “اليوم البرتقالي” أو “اليوم الدولى للقضاء علي العنف ضد المرأة” والذى يوافق 25 نوفمبر من كل عام، بحسب قرار الجمعية العامة بالأمم المتحدة.

و يتضمن “اليوم البرتقالي” رسالة تحث جموع النساء والرجال، على إرتداء ملابس برتقالية اللون تضامنًا مع دعواته للقضاء علي العنف ضد المرأة دون أي مواربة أو تأخير، وحينما نتمعن فى مستوي العنف ضد المرأة في مجتمعنا نجد أننا نعيش فى قلب واقع مرير تفضحه الأرقام، فــ ٩٩٪ من النساء المصريات يطالهن شكل من أشكال التحرش، وواحدة بين كل ثلاث تتعرض للضرب من قبل الزوج مرة واحدة علي الأقل، بينما ٦٩.١٪ منهن يتم ضربهن في حالة ردهم علي الزوج بلهجة لا تعجبه.

علاوة علي ذلك، ٩٧٪ من النساء المتزوجات في مصر ما بين ١٥-٤٥ عامًا تعرضن لتشويه أعضائهن التناسلية، مع العلم أن ٤٧٪ من النساء اللواتي تعرضن للأذي لم يخبرن أحد بما أصابهن.

ومن ثم، نستطيع القول بما لا يدع مجالاً للشك أننا أصبحنا نعيش في مجتمع العنف مرتعه، فنحن نعيش فى ظل مجتمع مريض يلقي باللوم علي ضحية تم الإعتداء عليها ويفرض عليها التستر على ما أصابها ولو فعلت غير ذلك فقد جلبت لنفسها ” الفضيحة”!

نعيش فى مجتمع موازينه مختلة يعترف بحقوق للبعض وينتزع نفس الحقوق من البعض الآخر بناءً على إختلاف الجنس!

نعيش فى مجتمع ذكوري يتمتع فيه الرجل بكل الصلاحيات، ويفرض تسلطه على الأنثى في كافة شؤون حياتها، فلا تملك حق تقرير مصيرها دون وصاية و إلا وجدت نفسها في مواجهة وصمات اجتماعية وصراعات لا حصر لها، وبالتالي فى إطار مواجهة هذا الوضع المزري الذى يتنامى ويتعاظم عام وراء عام، نجد ظاهرة موازية تقف فى وجه هذا التعاظم بدأت تطفو للسطح قبيل ثورة الــ25 من يناير بأعوام قليلة ومن بعد قيام الثورة تصدرت المشهد باقتدار سواء من حيث العدد أو من حيث المجهود وهى ظاهرة المبادرات والحركات الشبابية والتى تعمل على مكافحة والحد من تفشي العنف فى صوره المختلفة ضد المرأة.

ما يميز هذه المبادرات والحركات، أنها لم تكن حزبية أو تابعة لمنظمات غير حكومية، بل هي مبادرات تطوعية شبابية، اجتمعوا على عدم إمكانية استمرار الوضع كما هو عليه خاصة فى ظل التراخى الأمنى الذى شهدته مصر خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وعمد الشباب إلى تغيير الواقع المزرى بكل جوانبه وعملوا بكل ما ملكوا من قوة. منهم من اقتصر دوره علي التوعية الإلكترونية، ومنهم من اتجه للعمل الميداني التوعوي أيضًا ومنهم من نزل إلى الشارع واشتبك لحماية ضحايا العنف الجنسي وتحديداً خلال فترات الذروة خلال الأعياد والمظاهرات.

و نرصد لكم فيما يلي بعض أبرز هذه المبادرات ودورها في مواجهة العنف ضد المرأة:

خريطة التحرش الجنسي:

148477524053305

تأسست مبادرة “خريطة التحرش الجنسي” عام 2010 وتعد أول مبادرة مستقلة تعمل على قضية التحرّش والاعتداء الجنسي في مصر وهى تعتمد بشكل أساسي على تغيير المفاهيم السائدة عن التحرش الجنسي

وتعتمد المبادرة بشكل رئيسي على الإبلاغ عن حوادث التحرش عبر الرسائل القصيرة (SMS) والإنترنت، الحملات الإعلامية عبر الوسائط المختلفة و لإلكترونية منها تحديداً وينتشر متطوعو المبادرة فى 22 محافظة مصرية.

شاركت “خريطة التحرش الجنسي” ضمن مجموعة “قوة ضد التحرش” التى تولت مهام تأمين ميدان التحرير فى عدة فعاليات وتظاهرات أبرزها إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير(2013) وذاع صيتها حينها.

شفت تحرش:

مجموعة ضغط مكونة من متطوعين، نشأت في عيد الأضحي (أكتوبر ٢٠١٢) في محاولة لابتكار حلول جديدة غير تقليدية لكافة أشكال التحرش وتنفيذ هذه الحلول علي أرض الواقع، بالإضافة لتقديم الدعم القانوني والنفسي لكل من تتعرض للإعتداء في الأماكن العامة.

وشاركوا فى تأمين العديد من التظاهرات بميدان التحرير كان أبرزها إحياء ذكرى ثورة 25 يناير عام 2013 و الدور الأبرز كان خلال مظاهرات ال 30 من يونيو.

بصمة

186153797665611

حركة اجتماعية تطوعية تهدف إلي محاربة كل ما يشوه المجتمع، عن طريق تبني القضايا الشائكة بصورة متكاملة، مثل: التحرش الجنسي، البطالة، أطفال الشوارع و التوعية الحقوقية. كما تقوم “بصمة” بالتعاون مع كافة القوي والمؤسسات الحكومية و غير الحكومية.

وتشارك “بصمة” فى حملات التوعية والتأمين التى تقام بمحيط وسط البد خلال مواسم الأعياد.

 

ثورة البنات

244095331523567

هي ثورة اجتماعية علي الانترنت بقيادة مجموعة من الفتيات ، تأسست في يناير ٢٠١٢ ضد الأفكار و العقليات و الصور النمطية الظالمة للمرأة و التي تعمد علي التقليل من شأنها و استنكار مطالبتها بحقوقها الأساسية.

وترتكز حملات ثورة البنات على مفهوم رئيسي وهو “الحق الكامل للمرأة فى جسدها” وتأخذ “ثورة البنات” خطاً مختلفاً عن كثير من المبادرات النسوية حيث تتسم بالجرأة فى طرحها مما جعلها محل جدل منذ خروجها للنور .

انتفاضة المرأة في الوطن العربي

798099292675033

انطلاقاً من الإعتراف والتشديد علي حقوق الانسان، وبهدف محاربة قمع المرأة والدفاع عن حقوقها الضائعة ودعمها من أجل الإنتفاضة ضد واقعها، تم تدشين هذه المبادرة في أكتوبر ٢٠١١ كشبكة تضامن إلكترونية على موقع فيسبوك، وتضم المبادرة ناشطات عربيات من فلسطين، سوريا، لبنان، تونس، مصر، السعودية، المغرب الجزائر واليمن
وبدأت المبادرة بدعوة داعميها على فيسبوك أن يكتبوا سواء كانوا نساءً أو رجال على ورقة بيضاء أو على شاشة الكمبيوتر “أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي” مع إضافة سبب تأييد الانتفاضة، ومن ثم التقاط صورة لهم مع هذه الجملة وإرسالها الى صفحة المبادرة.
وبالفعل تجاوب مع الدعوة الكثير من العديد من الدول العربية من هنا كانت الإنطلاقة التى انتشرت كالنار فى الهشيم حول العالم العربي.

 

كرامة بلا حدود

661035798722878

هي مجموعة غير حزبية تهدف وتعمل علي تحقيق عالم خالٍ من العنف ضد المرأة وتحديداً التحرش الجنسي، من خلال الدفاع عن حقوق المرأة من منظور واسع النطاق، وذلك عن طريق ثلاث وسائل وئيسية: تمكين المرأة، والتعليم، و نشر التوعية.

وأخيراً، لابد من الوقوف إلى جوار كافة هذه المبادرات التى اجتمعت على إختلافها على شئ واحد وهو فى تحقيق هدف كل شخص سوى و هو احترام المرأة واحترام كيانها، وعقلها وحرية اختياراتها وصون كرامتها.

نحن نطالب بالعدل! عدل لا يضيع معه حق !فهل نبلغه في مجتمعاتنا العربية ؟!