هي أول امرأة تقتحم مجال التأليف الموسيقي في مصر، وفضلًا عن مقطوعاتها الموسيقية التي تثبت صحة ذلك، فقد وثقت مجلة “المستقبل” الفنية هذه الحقيقة في عام 1930، عندما نشرت لها صورة بالبرقع والطرحة، كُتِبَ تحتها “أول مؤلفة موسيقية في مصر”، إنها “بهيجة إسماعيل محمد حافظ” المولودة في الرابع من أغسطس من العام 1908م، في محافظة الإسكندرية.

بدأت رحلتها الموسيقية مبكرًا، فتعلمت العزف على البيانو وهي في الرابعة، وألّفت أول مقطوعة موسيقية في التاسعة، واختارت لها اسم “بهيجة”، ثم ألفت مقطوعتين اَخريين واسمتهما “من وحي الشرق” و”معلهشي”.

سارفت لاحقًا إلى العاصمة الفرنسية باريس، وحصلت على دبلوم التأليف الموسيقي من جامعة “الكونسرفتوار” في عام 1930، وبعد سنة واحدة سجلت 18 قطعة موسيقية كانت تذاع عبر محطات الإذاعة الفرنسية.

أيضــــــــــــــًا.. «بهيجة حافظ» رائدة الفنين الرابع والسابع في مصر.. التي لم تكرمها دولتها ولم يشيعها تلاميذها

كان والدها عاشقًا للموسيقى، ولذلك كان داعمًا لخطواتها المتقدمة في عالم الموسيقى، على الرغم من صعوبة الأمر أمام امرأة في ذلك الوقت المبكر من القرن العشرين، عندما كانت النساء يتحسسن طريقهن نحو حقوقهن في التعليم والخروج للحياة العامة.

بعد رحيل الأب، انتقلت إلى القاهرة لتبدأ فصلًا جديدًا في حياتها، تكافح من أجل الاستمرار في مجال الموسيقى، فأصبحت تدرس العزف على البيانو لبنات العائلات الأرستقراطية، وعملت على نسخ النوتة الموسيقية للفرقة الموسيقية بالقاهرة في مقابل جنيهًا واحدًا للصفحة، فضلًا عن الاستمرار في اتأليف الموسيقى، وسجلت اَنئذ أربع مقطوعات اشترتها شركة كولومبيا في الإسكندرية ومقطوعتين اشترتهما شركة أوديون في القاهرة.

بعد أن نشرت مجلة المستقبل التي كان رئيس تحريرها “إسماعيل وهبي” شقيق “يوسف وهبي”، صورتها مصحوبة بتعليق “أول موسيقية مصرية”، التفت إليها المخرج “محمد كريم”، وقرر أن يسند إليها دور البطولة في فيلم “زينب” الذي صدر في عام 1930.

إلى جانب التمثيل في الفيلم، ألفت “حافظ” الموسيقى التصويرية له، وتكونت من 12 مقطوعة موسيقية.

بعد فيلم “زينب” تحول اهتمام “بهيجة حافظ” إلى السينما، خاصة بعد أن أصبح اسمها بين رائدات السينما العربية وقتذاك، مثل؛ عزيزة أمير، واَسيا داغر، وماري كويني.