أطلقت مؤسسة «نظرة للدراسات النسوية» حملة توعية إلكترونية بعنوان «مفاهيم نسوية بالصوت والصورة» بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع، مثل التنميط، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وغيرها من تلك المتداولة في الملف النسوي.

في الحلقة الأولى من سلسلة حلقات ستنشرها المؤسسة عبر موقعها الإلكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تتناول الأخصائية النفسية “خلود صابر” مفهوم «التنميط» وتأثيره والاَثار المترتبة عليه، وكذلك الربط بين الأدوار الاجتماعية والأشكال النمطية في المجتمع.

وتقول المؤسسة في تنويهها عن الحلقة الأولى “نأمل أن يصبح المجتمع أكثر مرونة، بمعنى أن يتقبل اختيارات النساء والرجال خارج القوالب النمطية المرسومة لكل منهم.”

وتلخص “صابر” مفهوم التنميط في كونه مجموعة السمات والصفات المرتبطة بفئة ما، وعما يعرف بالتنميط القائم على النوع الاجتماعي، فهو مجموعة من الصفات يتفق مجتمع ما على إطلاقها على مجموعة من النساء أو الرجال.

وتضرب الباحثة في مجال العنف الجنسي مثالًا على التنميط القائم على النوع الاجتماعي، بتحديد أزياء معينة ودور اجتماعي معين للنساء من قبل المجتمع، ومن ثم فمن تفشل في الالتزام بذلك، يقع عليها شكل من أشكال العقاب المجتمعي حتى تعود إلى الدور المرسوم لها.

وتبدأ عملية التنميط حسب “صابر” من فترة ما قبل الميلاد، عندما تبدأ الأم الاستعداد لتربية الابن أو الابنة القادمين إلى الحياة، وتبدأ التربية بفرض شكل معين للملبس والمأكل وطريقة التعبير عن المشاعر.

وتشدد “صابر” على أن التنميط لا يقتصر على المجتمعات التقليدية أو دول العالم الثالث، وإنما يوجد أيضًا في المجتمعات الحديثة ويختلف باختلاف الثقافات والعادات، ولكن ما يميز  المجتمعات الحديثة والأقل حداثة هو مدى المرونة في تقبل اختيارات الأفراد في حالة خروجهم عن النمط أو الدور المحدد لهم.

وتشير “صابر” إلى أن التنميط هو أمر طبيعي يتقبله العقل البشري إلا أنه يخرج عن هذا الإطار، ويصبح له تأثير سلبي عندما يتحول إلى وصم اجتماعي لمن يخالف الصفات المحددة ومن ثم يتحول إلى تمييز.