تعرفوا إلى الدول الست الأعلى في معدلات العنف الجنسي ضد النساء.. والغريب: الأكثر تقدمًا في الصدارة والعرب خارج القائمة
العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية ولا يقتصر على منطقة دون أخرى أو قارات بعينها، ويعد أكثر أشكال هذا العنف تفشيًا، العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وعادةً ما تتوفر أرقام ودراسات تكشف مدى استفحال الظاهرة في البلدان المتقدمة أكثر منها في الدول النامية، لأن السائد في هذه المناطق هو ثقافة الصمت، وشيوع الخوف من الإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية لأسباب كثيرة، أبرزها؛ الثقافة المجتمعية التي تحمل النساء مسؤولية ما يقع عليهن من انتهاكات باعتبارهن عامل مساعد في التعرض لها إن لم يكن العامل الرئيس، علاوة على ذلك، فإن غياب أو هشاشة القوانين التي من المفترض أن تحميهن، تساهم في انتعاش ثقافة القبول بالعنف والصمت عنه.
ووفقًا لأرقام صادرة عن هيئة الأمم المتحدة، فإن نحو 35 في المئة من النساء على الصعيد العالمي، عانين من عنف جسدي أو جنسي من قبل الشركاء، أو تعرضن لعنف جنسي من قبل أشخاص غير شركاء، وثلث نساء العالم تعرضن لعنف جنسي أو جسدي على أيدي شركائهن الحميمين، ومن المرجح أن تصبح امرأة واحدة بين كل خمس نساء على صعيد العالم ضحيةً للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب خلال فترة حياتها، فيما تكشف بيانات البنك الدولي، أن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 سنةً، يزيد خطر تعرضهن للاغتصاب والعنف العائلي عن خطر تعرضهن للسرطان وحوادث السيارات والحرب والملاريا.
موقع وندرز ليست الأمريكي، المتخصص في إعداد قوائم من خلال حصر الأرقام والإحصاءات في مجالات مختلفة، كان قد نشر قائمة بأعلى الدول في معدلات العنف الجنسي، وما يسترعي الانتباه هو أن الدول التي جاءت في الصدارة، هي الأكثر تقدمًا وانفتاحًا،. وعن الدول الست صاحبة المعدلات الأسوأ في العنف الجنسي ضد النساء، تضم القائمة؛ نيوزيلندا، والهند، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والسويد، وجنوب إفريقيا، وترتيبهم كما يلي:
المركز السادس: نيوزيلندا
وفقًا لتقرير نشرته وزارة العدل النيوزيلندية؛ فإن واقعة عنف جنسي تقع كل ساعتين، وتشير الإحصاءات إلى أن واحدة من بين كل ثلاث فتيات، وواحد من بين كل ستة فتيان يتعرضون للإيذاء الجنسي قبل سن 16سنة.
وفقا لتقرير من مجلة “لانسيت” الطبية البريطانية، فإن معدل الاعتداء الجنسي في نيوزيلندا أعلى بكثير من المتوسط العالمي، وارتفعت الاعتداءات الجنسية بنسبة 15 في المائة في سنة واحدة، وتضاعف عددها في المدارس، وتفيد التقارير بأن 9 في المئة فقط من الجرائم الجنسية مسجلة لدى الشرطة في نيوزيلندا، ومن أصل الحالات المبلغ عنها، انتهى 13 في المئة فقط إلى الإدانة بحق مرتكب العنف.
فضلًا عن ذلك فإن 91 في المئة من حالات الاغتصاب لا يجري الإبلاغ عنها، والشرطة نفسها في بعض الأحيان تمارس إرهابًا نفسيًا بحق الناجيات لإجبارهن على إسقاط الشكاوى.
المركز الخامس: الهند
العنف الجنسي أقرب ما يكون وباءً ابتُلي به هذا البلد، بحسب المكتب الوطني لتسجيل الجرائم في الهند، ازدادت الجرائم ضد المرأة بنسبة 7.5 في المئة منذ عام 2010،. وبلغ عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها هناك – مع الأخذ في الاعتبار أنه بلد يزيد عدد سكانه عن 1.2 بليون نسمة – يزيد عن 33 ألفًا في عام 2013، بعد أن كانت تقترب من 25 ألف جريمة في عام 2012، وتتراوح أعمار ضحايا الاغتصاب بين 18 و 30 سنة.
كما تكشف الأرقام الرسمية، أن واحدةً من كل ثلاث نساء تعرضن للاغتصاب، كانت دون الــ18 سنة، وواحدة من كل عشر تعرضن للاغتصاب، كانت أقل من 14سنة، والمثير للذعر هو أن امرأة تتعرض للاغتصاب في الهند بمعدل كل 20 دقيقة.
ووفقًا لدراسة محلية صدرت في عام 2013، تتعرض 93 امرأة للاغتصاب يوميًا في الهند، ومعظم المجرمين مألوفين بالنسبة للضحايا بما يمثل 94 في المئة من إجمالي الحالات، وبينهم جيران وأقارب آباء، وقد سجلت نيودلهي العدد الأكبر من حالات الاغتصاب المبلغ عنها بين المدن الهندية.
المركز الرابع: المملكة المتحدة
لم تسلك المملكة المتحدة حتى الآن مسلك العديد من البلدان، في الاعتراف بأن الاغتصاب لا يقتصر على إيلاج القضيب في الأعضاء التناسلية، وقد يحدث باستخدام اَلات حادة أو أصابع.
ووفقًا لتقرير بعنوان “لمحة عامة عن الاعتداء الجنسي في انجلترا وويلز”، أعدته وزارة العدل البريطانية ونشرته في عام 2013، بالتعاون مع مكتب الإحصاءات الوطنية، ووزارة الداخلية، يقع نحو 230 حالة اغتصاب يوميًا في كل من مقاطعتي انجلترا وويلز، وامرأة واحدة من بين كل خمس نساء تعرضت لشكل من أشكال العنف الجنسي منذ بلغت سن الــ16.
وبحسب دراسة أجرتها اللجنة الوطنية لشؤون المرأة والطفولة هناك، عن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 سنة، فإن ثلث الفتيات و 16 في المئة من الفتيان تعرضوا للعنف الجنسي، ونحو إلى 250 ألف فتاة في سن المراهقة يعانين من سوء المعاملة في وقت ما، وأفادت الدراسة أيضًا أن 12 في المئة من الفتيان أقروا بأنهم ارتكبوا عنفًا جنسيًا ضد شركائهم من الإناث أو الذكور.
المركز الثالث: الولايات المتحدة الأمريكية
بحسب أرقام صادرة عن مكتب الولايات المتحدة لإحصائيات وزارة العدل، فكل 107 ثانية تمر، تشهد تعرض شخص في الولايات المتحدة الامريكية لاعتداء جنسي، ويصل عدد الضحايا في الفئة العمرية (12 سنة فأكثر) نحو 293 ألف ضحية سنويًا ، و68 في المئة من الاعتداءات الجنسية لا تصل بلاغات بشأنها إلى الشرطة، ويشير التقرير إلى أن 98 في المئة من المغتصبين لن يقضوا يومًا واحدًا في السجن.
يبلغ متوسط عدد النساء والرجال في سن الدراسة الجامعية، المعرضون لاعتداءات جنسية سنويًا، أكثر من 65 ألف امرأة، وأكثر من ألفي رجل، وأقر أكثر من ربع النساء في سن الدراسة الجامعية، بأنهن تعرضن للاغتصاب أو محاولة اغتصاب بعد بلوغهن سن الــ14، ومن بين كل الحالات، لم يُبلغ إلا عن 16 في المئة منها، وأعلى معدلات الاعتداء الجنسي والاغتصاب تتركز بين الإناث في الفئة العمرية (18-24) سنة، أما الإناث اللواتي يعشن في المناطق الريفية، فمعدل الاغتصاب والإيذاء الجنسي أقل مرتين تقريبا بالنسبة لغير الطالبات نظرًا لاتزامهن البيوت أغلب الوقت.
المركز الثاني: السويد
تسجل السويد أعلى معدلات اغتصاب في أوروبا، ووفقا للمجلس الوطني السويدي لمنع الجريمة، ففي عام 2013، سجلت الشرطة السويدية 63 حالة اغتصاب لكل 100 ألف مواطن سويدي، وازداد الوضع سوءًا في عام 2014، وبلغ عدد حالات الاغتصاب أكثر من 6 اَلف حالة مسجلة لدى الشرطة، وتشير الإحصاءات الرسمية هناك إلى أن واحدة من كل 4 سيدات سويديات تتحول إلى ناجية من الاغتصاب،
ووفقًا للنشطاء في مجال مناهضة جريمة الاغتصاب المنتشرة في السويد، فإن امرأة سويدية من بين كل 3 نساء تتعرض للاعتداء الجنسي بمجرد بلوغ سن المراهقة، وخلال النصف الأول من عام 2013، أفادت أكثر من 1000 امرأة سويدية، بتعرضهن للاغتصاب من قبل المهاجرين في ستوكهولم؛ وكان أكثر من 300 منهن دون سن 15.
المركز الأول: جنوب أفريقيا
توجد في جنوب أفريقيا أعلى معدلات الجريمة في العالم، والنسبة الأكبر من ضحايا هذه الجرائم من النساء والأطفال، و أغلبها ينطوي على أعمال القتل والاغتصاب والاعتداء، ويقدر عدد حالات الاغتصاب في كل عام بنحو 500 ألف حالة، وهو أعلى معدل لجرائم الاغتصاب في العالم، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 40 في المائة من النساء في جنوب أفريقيا يتعرضن للاغتصاب على الأقل مرة خلال حياتهن، وبحسب مجلس البحوث الطبية هناك، لا يتم الإبلاغ إلا عن حالة واحدة من بين كل 9 حالات اغتصاب. وبالتالي فإن الأعداد الفعلية للاغتصاب أعلى بكثير من الأرقام التي تسجلها الشرطة.