أسماء دعيبس

عن كاتبة المقال:

ناشطة نسوية

منسقة حركة “بنت النيل” في البحيرة، وهي إحدى المجموعات المشاركة في حملة #وضع_يد

بعد رحلة معاناة للوصول إلى مركز الدلنجات، سفر فى طريق متهالك لمدة ساعة، ثم الذهاب إلى نجع الحزينات الذي كان الصدمة الكبرى. في طريق النجع التابع لمركز الدلنجات، قضينا ساعة وربع، مشحونين فى سيارة تيوتا تشبه البوكس والمقاعد أرضية، النساء وجوههن جامدة، تخفي حديثًا ذا عمق بعيد.

مشهد أول من النجع، بعد الترحيب بنا من قبل مستضيفتنا، وبعد شرح ما جئنا للقيام به.

قالت: على فكرة يا أسماء إحنا هنا معندناش حقوق، ولينا الكلمة اللي بيقول عليها اَباؤنا، وبنقول آمين.

مشهد ثاني:

أنا عندي ١٦سنة ومخطوبة كنت شاطرة في المدرسة خالص.

فسألتها: طيب سيبتي المدرسة ليه؟

فأجابت: أصل بابا لقى معايا مرايه في الشنطة، ضربني وحلف أني ما أروح المدرسة تاني.

مشهد ثالث:

أنا متجوزة من وأنا صغيره جدًا، مش فاكرة حتى جوزوني إزاى كل اللي فاكراه أني قعدت أعيط وأمي زغدتني وأنا داخلة بيته وقالتلي اخرسي، كانت كل ما تجيلي العادة (الدوره الشهرية) يضربني ويقولي يا بور، جبت منه تلت عيال بس ما استحملتش، اطلقت واتجوزت، والعيال عنده بيجو بيزوروني من وقت للتاني.

مشهد رابع:

إحنا هنا بنخاف على بناتنا، أول ما البت توصل لـ١٢سنة، وما حدش يريدها نبقى بناكل في نفسنا ونزوقها ونلبسها لحد ما يجي عدلها البت ملهاش في الاَخر إلا الجواز .

مشهد ختامي:

أنا خايفة.. ما تمشوش وتسيبوني.

فسألتها: حبيبتي خايفة من ايه؟

فأجابت: ادعولي أطلق وارتاح.

فقلت لها: إن شاء الله الأمور تتحل وترتاحي، وايه الأدوية دي كلها؟

قالت: دي مهدئات

فسألتها: أنت عندك ١٦سنة، ولسه صغيرة، هتطلقي وهتعيشي حياتك من جديد وتعملي كل اللي أنت عوزاه.

بعد شهرين من زيارتها تناولت جرعة زائدة من الحبوب المهدئة، تعالت ضربات قلبها وفارقت حياة. لم تتمن أن تكون على مثل هذه الصورة، فارقت الحياة قبل أن تشبع من اللعب بدميتها الصغيرة، وقبل أن تتخلص من الوحش الذي التهم حياتها القصيرة.

ليس كثيرًا علينا تشريع قانون يحمينا من العنف وينقذ أرواحنا.