يارب ولد .. ليه؟! .. حملة شبابية تناهض التمييز ضد النساء عبر الشبكات الاجتماعية
«يارب ولد» دعوة نسمعها من الكثيرين سواء كانت علنًا بكل فخر في مجتمعات شديدة التحفظ وتسيطر عليها الأفكار الذكورية، أو سرًا وعلى استحياء في مجتمعات أكثر استنارة وتفتحًا وبين طبقات اجتماعية نالت قدرًا وافيًا من التعليم، لكنها تبقى في حالة صراع دائم بين ما تعلمته وتلك الأفكار والموروثات التي ترسخت منذ زمن بعيد.
«البنت زي الولد مهياش كمالة عدد» شعار حملة «يارب ولد» التي دشنها طلاب الفرقة الثالثة بقسم الإعلام في كلية الاَداب بجامعة عين شمس، وقد بدأت أول تحركاتها الإعلامية من خلال إطلاق فيلم مدته دقيقة و30 ثانية يناقش أشكال التمييز التي تُمارس ضد الفتيات وانتشرت مؤخرًا على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ويقول “عبد الرحمن حسين” أحد أعضاء فريق عمل الحملة في تصريحات لـ”ولها وجوه أخرى” الفكرة انطلقت بعد تكليف إدارة الكلية للطلاب بتنفيذ مشروع يناقش قضايا المرأة، وتوصل أعضاء الفريق المكون من 9 فتيات و3 من الشباب، إلى فكرة إخراج فيلم يناقش مظاهر التمييز والعنف ضد المرأة التي تبدأ من لحظة الولادة وتفضيل كثير من العائلات إنجاب الذكور عن الإناث، وتبدأ بدعوة “يارب ولد” التي جرى ترجمتها إلى عنوان الحملة.
لمشاهدة الفيلم انقر هنا
ويوضح “حسين” أن إخراج الفيلم استغرق شهرًا ونصف بالجهود الذاتية لفريق العمل بدءًا من التمثيل وصولًا إلى تحمل كافة النفقات الإنتاجية والإخراجية، لافتًا إلى أن الهدف من الفيلم هو المطالبة بالمساواة بين الجنسين، وتغيير الأفكار السلبية الراسخة عن إنجاب البنات، والتأكيد على حق المرأة في الحصول على فرص متساوية مع الرجال في العمل والتعليم والصحة وغيرها من المجالات، والإيمان بقوتها وطموحها، مشددًا على أن الحكم على الفتاة من خلال أفكار خاطئة تستند إلى العرف والتقاليد ليس عادلًا من خلال القضاء على هذه الأفكار.
ويوضح “حسين”أن إخراج الفيلم سبقه فترة إعداد وبحث عن الأسباب ويتابع “لقد ترجمناه في شعار “يارب ولد .. ليه؟” وكانت الإجابات صادمة منها “البنات يجلبن العار” و”ليسن سندًا للأب” و”لايحملن اسمه مثل الولد” و”لايرثن الأرض والبيت” و”البنات يحتجن إلى رقابة 24 ساعة خوفًا من انحرافهن”، مشيرًا إلى أن البحث كشف تأصل هذه الأفكار بقوة في الريف والصعيد خاصة المنيا وسوهاج وقنا وأسوان.
ويكشف “حسين” أن الحملة الإعلامية لا تشمل فقط الفيلم القصير المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يوجد تسجيل إذاعي لمستمعي الراديو ومادة صحافية للقراء، وملصقات out door على الكباري والميادين.
وبسؤاله عن ردود الأفعال، يقول “لم نتوقع هذا التفاعل الكبير مع الفيلم من جانب جمهور الشبكات الاجتماعية، فضلًا عن دعم عدد من الفنانات، من خلال تصوير أنفسهن يحملن لافتات عليها وسم #يارب_ولد ويرفعن شعار المساواة، ومن بينهن الفنانة تارا عماد وهند عبد الحليم.
“نسعى إلى تطوير الحملة وألا تقف عند مرحلة مشروع بالكلية ولكن المساهمة بايجابية في تغيير المجتمع وخلق بيئة آمنة للنساء خالية من العنف والتمييز، وذلك من خلال التعاون مع الإعلام والمؤسسات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، ونجحنا في التواصل مع الدكتورة سوزان قلينى عميدة الكلية وعضو المجلس القومي للمرأة، ووعدتنا باستقبال المجلس للحملة ودعمه لها بعد شهر رمضان.” يقول “حسين”
وبنبرة مفعمة بالأمل والحماس يتابع قائلًا “نحلم بنشر أفكار الحملة من خلال عقد ورش عمل في المحافظات للسيدات والرجال لنشر ثقافة المساواة ونبذ التمييز ضد المرأة.”
في سياق متصل، يشير “حسين” إلى أن فريق العمل اندهش من تبني بعض الفتيات لأفكار سلبية تجاه ذواتهن، وموافقتهن على ما يمارس ضدهن من تمييز أو سلب لحقوقهن في التعليم أو العمل، معتبرًا أن الفكر الذكوري لايقتصر على الرجال فقط بل هناك نساء أيضًا تربين على الاستسلام واعتبار أنفسهن في مرتبة أدنى من الذكور.
ويؤكد “حسين” أن عملية تغيير الأفكار والمورثات صعبة وتحتاج إلى جهد كبير من كافة المؤسسات لافتًا إلى أن شعار “يارب ولد” كاشف وملخص لكل الأفكار الذكورية التمييزية التي تعانى منها البنت منذ الولادة وحتى الممات.
وعن مكاسب المرأة في 2017 الذي أطلق عليه “عام المرأة”، يرى “حسين” أن تدشين الدولة لهذا العام يعتبر خطوة إيجابية تعكس تطور الوعي والإدراك من جانب المؤسسات بدور ومكانة المرأة.
ويستطرد “مازال المشوار طويلًا نحو الحصول على الحقوق كاملة، فمازال النساء يعانين من التحرش الجنسي والعنف الأسري والتسليع في السينما والتليفزيون من خلال أعمال درامية تختزل النساء في أجسادهن فقط.”
وبشأن دور مجلس النواب، يرى عضو حملة “يارب ولد” أنه يتعين على أعضائه سرعة تنقية القوانين التي تحمل فكرًا ذكوريًا تجاه النساء وأبرزها عقوبة الزنا في قانون العقوبات وغيرها من قوانين الأحوال الشخصية.