قبل انطلاق نسخته الــ70.. نجمات سبقن كلوديا كاردينالي وأضأن ملصق مهرجان «كان» السينمائي
ساعات تفصلنا عن انطلاق أحد أهم الأحداث والفعاليات السينمائية على الإطلاق، وهو مهرجان «كان السينمائي الدولي» في نسخته الـ 70 والمقرر لها أن تبدأ في 17 مايو الجاري وتنتهي في 28 من الشهر نفسه. انطلقت الدورة الأولى لمهرجان «كان» في عام 1939، إلا أنها لم تكتمل بعد أن اندلعت معركة حربية بين فرنسا وبريطانيا من جهة وبين ألمانيا من جهة أخرى، ولم يقم المهرجان بعد ذلك إلا في عام 1948، وينعقد المهرجان في شهر مايو من كل عام، في مدينة كان الفرنسية وتحديدًا في قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت الشهير، وتثير كافة تفاصيله الجدل والشغف لدى المهتمين والمتابعين للسينما حول العالم، بداية من الأفلام المرشحة، ثم اختيارات الجوائز، والمكرمين والمكرمات، والفعاليات المختلفة، حتى الملصق الدعائي للمهرجان يصبح حديث العالم السينمائي فور الإعلان الرسمي عنه.
الملصقات الدعائية للمهرجانات السينمائية لها أهمية خاصة، ومع مهرجان «كان» الأهمية مضاعفة لمكانته عالميًا، وللتميز الذي طرأ على ملصقاته خلال العقد الأخير.
المألوف أن ملصقات المهرجانات السينمائية، تتنوع بين لوحات فنية لها علاقة بالسينما، أو صور من أفلام، وأخرى تحمل إشارة لمدينة بعينها أو صور لنجوم تُهدى دورة المهرجان إليهم.
تقليد تكريم السينمائيين عبر ملصقات «كان» بدأ اتباعه من قبل إدارة المهرجان منذ الـدورة 61 في عام 2008، مع استثناء سبق أن حدث في عام 1992، عندما وقع الاختيار على صورة للممثلة الألمانية “مارلين ديتريش” التي توفيت قبل أيام من انطلاق الدورة رقم 45.
ملصق الدورة المرتقبة والتي تحمل رقم 70، تزينه النجمة الإيطالية “كلوديا كاردينالي”، وتظهر وسط خلفية حمراء، وهي ترقص بانطلاق في لقطة يعود تاريخها إلى عام 1959 التُقطت على سطح أحد المنازل في روما، وبحسب إدارة المهرجان فإن الصورة تعكس الحرية والسعادة والانفتاح وهي رسالة في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي يعاني منها العالم أكثر من أي وقت مضى، وقد جاء في بيانها عن الملصق “لا أحد يعبر عن هذه الدورة مثل كلوديا، فهي تضحك وترقص وتعيش، والصورة تشير إلى ممثلة مغامرة وامرأة مستقلة وناشطة اجتماعية.”
“كاردينالي” ممثلة سينمائية إيطالية، شاركت في معظم الأفلام الأوروبية التي لاقت نجاحًا كبيرًا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، واختيرت سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة للدفاع عن حقوق المرأة منذ في مارس من العام 2000.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم تكريم نجمة من رموز السينما العالمية عبر الملصق الدعائي للمهرجان الأهم دوليًا، فمنذ اعتمد «كان» هذا التقليد في 2008، احتفى المهرجان بالحضور النسائي السينمائي مرارًا عبر ملصقات اَخاذة.
في الدورة الـ 61 التي انعقدت في عام 2008، تصدرت البلارينا “أنوك مارغريت” الملصق الدعائي، عبر صورة من تصوير “ديفيد لينش” وقد ظهرت مرتديةً نظارة واقع افتراضي، وفي الدورة الـ 62 في عام 2009، كرم المهرجان المخرج الإيطالي “مايكل أنجلو” والممثلة “مونيكا فيتي” بوضع بوستر فيلمهما الشهير L’Avventura كملصق رسمي لهذه الدورة وفيه تظهر النجمة مونيكا ناظرة في الأفق مستديرة الظهر.
أما الدورة الـ 63 في عام 2010، كان الأفيش من نصيب الممثلة فرنسية “جولييت بينوش”، فتوجت صورتها الملصق الدعائي للمهرجان، إلا أن المصممة “أنريك دوربان” حولت الصورة التي التقطتها المصورة بريدجت لاكومب من الأبيض والأسود إلى صورة ملونة بالأزرق لتتماشي مع فيلمها Blue الذي قامت ببطولته عام 1994، وكان من إخراج كريستوف كيشلوفسكي الذي قرر المهرجان تقديم التحية له أيضًا عبر الملصق.
الدورة الـ 64 التي انعقدت في عام 2011، اختار المهرجان الممثلة “فاي دوناواي” التي كانت من أهم ممثلي هوليود في الستينيات والسبعينيات لتكون نجمة ملصقه الرسمي، من خلال صورة التقطها لها المخرج “جيري شاتزبيرج” في عام 1970 كما جعلتها إدارة المهرجان ضيفة شرف الدورة.
في الدورة التالية مباشرة في عام 2012 التي تزامنت مع الذكرى الخمسين لرحيل نجمة هوليود الأشهر “مارلين مونرو”، اتخذتها الإدارة فرصةً لتقديم التحية إليها من خلال الملصق الرسمي، واختيرت صورة بالأبيض والأسود تظهر فيها “مونرو” مرتدية فستانًا أسود اللون، وتحمل بين يديها كعكة توسطتها شمعة همت لتطفئها.
الدورة الـ68 لعام 2015، شهدت اختيار الممثلة السويدية “انجريد بيرجمان” التي تعد إحدى رموز الحرية والجراءة، والملقبة بوجه الواقعية في السينما، لتتوج ملصق هذه الدورة وذلك تقديرًا لما قدمته طوال رحلتها الفنية التي استمرت ما يقارب الــ67 سنةً.
أما الدورة المرتقبة والتي استحوذت “كلوديا كاردينالي” على ملصقها الرسمي، فتحمل أيضًا ملصقًا دعائيًا لأحد برامجها تتصدره الممثلة الفرنسية العالمية “إيزابيل هوبير” وهو الخاص بالنسخة الثالثة من women in motion، وهو برنامج يهتم برصد دور المرأة في السينما العالمية، وقد أضيف إلى فعاليات المهرجان منذ دورته 68 في عام 2015، بغية إظهار إسهامات المرأة في السينما، سواء أمام الكاميرا أو خلفها.
وسبق “هوبير” الممثلة الأمريكية “فرانسيس مكدورماند” الحاصلة على جائزة الأوسكار 1996 كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “Fargo”، وجرى اختيار صورة التقطها لها المصور “أندرو بروكر” لتكون الملصق الدعائي للبرنامج في الدورة 69 للمهرجان عام 2016.